المهندس الزراعي سهيل زيدان يتحدث عن موسم قطف الزيتون، فهل هذا هو الوقت المناسب لقطف الزيتون أم انه الأفضل التروي ؟ وكيف يقيم موسم الزيتون هذا العام؟ وكيف تحدد جودة الزيت ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها طرحتها قناة هلا على المهندس الزراعي سهيل زيدان رئيس مجلس الزيتون .
يقول المهندس الزراعي سهيل زيدان في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: " قطف الزيتون في هذا الشهر يُعتبر مبكرًا، وعادةً ما يتم تقسيم قطف الزيتون إلى نوعين: للكبّيس ولإنتاج زيت الزيتون. الزيتون المخصص للكبّيس يُقطف عندما يكون أخضر، وعادةً في نهاية شهر سبتمبر وبداية شهر أكتوبر، والعلامة المناسبة لقطف الزيتون للكبّيس هي عندما تصبح ثمرة الزيتون مائلة إلى اللون الأصفر، حيث أن الزيتون يمر بمراحل نضج تتدرج من الأخضر إلى الأصفر ثم الأسود. وللحصول على زيت زيتون بجودة عالية، يُفضل قطف الزيتون عندما يكون أسود من الخارج وكريمي من الداخل، لأن هذا يدل على نضج الثمرة بشكل مثالي لإنتاج زيت ذي جودة ممتازة".
" تغير المناخ قد يؤثر في المستقبل على جودة الزيتون وزيت الزيتون"
وأشار المهندس الزراعي سهيل زيدان الى أنه "لا شك أن تغير المناخ العالمي يؤثر على نمو الأشجار بشكل عام، وعلى أشجار الزيتون بشكل خاص، ونحن لدينا في بلادنا الصنف "السوري"، وهو صنف تقليدي ومتجذر في منطقتنا، لكن مما ألاحظه، أن تغير المناخ قد يؤثر في المستقبل على جودة الزيتون وزيت الزيتون". ومضى قائلا: "عادةً يتم حصاد الزيتون في أشهر يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر، وأكتوبر، وتكون ذروة الحصاد في نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر بعد هطول الأمطار. ولكن مع تغير المناخ، قد يتأخر هطول الأمطار، لذلك أصبح ري أشجار الزيتون أمرًا شائعًا نلاحظه بشكل متزايد. ري أشجار الزيتون، خاصة في ظل تأخر الأمطار، يعتبر من الأمور المهمة لتحسين جودة الثمار. يُذكر أن في المجتمع العربي توجد حوالي 320 ألف دونم من مزارع الزيتون، ما يمثل حوالي 80% من أشجار الزيتون في البلاد، وهي نسبة كبيرة جدًا. مع ذلك، فإن زراعة الزيتون في الوسط العربي موجهة بشكل أساسي للاستهلاك المحلي والإنتاج الذاتي، بينما يبقى الجزء المخصص للتجارة محدودًا".
"فرصة للعائلة للتجمع"
وأوضح سهيل زيدان "ان موسم قطف الزيتون يُعتبر فرصة للعائلة للتجمع والعمل معًا في الحقل، مما يعزز الانتماء للشجرة ويُربي روح التعاون والتواصل بين أفراد الأسرة، اذ إنه بمثابة عيد قطف الزيتون، حيث يتمكن الجميع من المشاركة في هذا العمل الجماعي، وذلك في ظل نقص الايادي العاملة الفلسطينية. في هذه الحالة، نضمن أن الزيتون والزيت المكبوس الذي نأكله قد تم قطفه بأيدينا، بدلًا من شراء الزيت من السوبر ماركت بأسعار مرتفعة تصل إلى 70 أو 80 شيكل للقنينة". وأضاف: "في السنوات الأخيرة، أصبح الاعتماد على العمالة الفلسطينية لقطف الزيتون شائعًا، لكن مع توقف هذه الأيدي العاملة، يعود الاعتماد على الجهود العائلية".
"موسم جيد"
وأكد سهيل زيدان على "أن موسم الزيتون هذا العام جيد والحمدلله حيث يقدر المحصول بحوالي 80% إلى 90% من المعدل العام. في المقابل، كان الموسم الماضي ضعيفًا جدًا. وبالنسبة لأفضل طريقة لقطف الزيتون هي باليد أو باستخدام الهزاز، وليس بالضرب بعصي أو أدوات معينة. لهذا أنصح المزارعين باللجوء إلى القطف الميكانيكي باستخدام الهزازات، إذ توفر هذه الطريقة جهد الأيدي العاملة وتُسرع عملية القطف. كما أوصي كل مزارع بالتوجه إلى وزارة الزراعة للاستفادة من الأساليب الحديثة في زراعة وقطف الزيتون باستخدام الآلات، فهي توفر الوقت وتزيد من كفاءة العملية".
وتابع قائلا: " لإنتاج زيت زيتون بجودة عالية، من الأفضل قطف الزيتون ثم نقله إلى المعصرة في نفس اليوم أو في اليوم التالي، لضمان عدم تعفن الثمار الذي يمكن أن يقلل من جودة الزيت، ومن المهم أن نعلم أن لون الزيت لا يحدد جودته. وتذوق الزيتون يتطلب مراعاة عدة أسس لتقييم جودته بدقة. كما أن استخدام زيت الزيتون له فوائد صحية كبيرة، فهو بديل صحي للأدوية والمكملات التي قد تكون مكلفة. لذا، من الأفضل استثمار الأموال في شراء زيت الزيتون عالي الجودة بدلاً من دفع أسعار عالية للأدوية".