وقبل ذلك، شهدت البلاد لفترة أكثر من عام مظاهرات حاشدة ضد الحكومة ومخطط التغييرات في جهاز القضاء، ولطالما طرح السؤال عن موقف الجمهور العربي من هذه التظاهرات، اذ بقيت المشاركة بها محدودة جدا .
للحديث عن هذا الموضوع، استضافت قناة هلا سُمية بشير من جت – وهي معالجة بالموسيقى والحركة، وناشطة اجتماعية وسياسية، ومديرة جمعية "لا وطن آخر لي".
وقالت سمية بشير في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا حول نشاطها في المجال السياسي: "قبل عشرين سنة، انضممت إلى الدكتور أحمد طيبي في الحركة العربية للتغيير، ولكن لأسباب شخصية قررت أن أترك العمل في هذا المجال. نحن نمتلك هوية مركبة في هذه الدولة، جذورنا فلسطينية، ولم نختر المكان الذي وُلدنا فيه. من هذا المنطلق، كان لدي عتب ولوم على الممثلين والنواب العرب الذين على مدار عشرين سنة وأكثر لم يقدموا السياسات والتغيير الذي ينادون به. لهذا أسست جمعية "نحو المستقبل" بهدف الحد من العنف والجريمة في المجتمع العربي، قبل جائحة كورونا وبعد الجائحة، توقفت أنشطتنا".
"عزل الحكومة"
وحول نشاطها في المظاهرات ضد الحكومة ومخطط التغييرات في جهاز القضاء، قالت سمية بشير: "آخر مظاهرة شاركت فيها كانت يوم السبت الماضي في تل أبيب. ولكن في 17 من الشهر المنصرم ألقيت خطابًا على منصة كابلان خلال حادثة اعتداء المستوطنين على بلدة جيت بالضفة الغربية. في ذلك اليوم، كانت جميع الخطابات تركز على الأعمال التخريبية التي يرتكبها المستوطنون. من بين الرسائل التي أرسلناها هناك كان مطلبنا بعزل الحكومة اليمينية التي تسحق حقوقنا وتدمّر كل ما عملنا من أجله".
"المظاهرات زادت زخمًا"
وأشارت سمية بشير الى أن "المظاهرات زادت زخمًا بعد العثور على جثامين الاسرى الستة، والناس باتت تؤمن بأن الاتفاقيات يمكن أن تنقذ الأرواح. لاحظت تقبلاً كبيراً من الناس وهتافات ترحب بتضامن العرب معهم، حيث يروننا كجزء مهم يساعد في عزل الحكومة والتوصل إلى اتفاقيات لوقف الحرب. في المسيرات، حتى شعاراتهم تُظهر حاجتهم إلينا، ونحن أيضًا بحاجة لدعمهم في تخفيف نسبة القتلى في المجتمع العربي". وأضافت: "مع ذلك، هناك حضور شبه معدوم للعرب في هذه المظاهرات، والسبب يعود إما لخوف الناس أو لسياسة تكميم الأفواه والقبضة الحديدية التي ينتهجها بن غفير وسموتريتش والحكومة اليمينية. هناك من يخاف وهناك من قرر الصمت".