صورة للتوضيح فقط - تصوير : Corneal transplant-shutterstock

يجب أن تكون القَرَنِيّة صافية للسماح للضوء بالمرور إلى العين، كما يجب أن يكون لها انحناء منتظم لتركيز الضوء بشكل صحيح. وحال تعرُّض القَرَنِيّة لإصابة أو مرض، تفقد وظائفها، وقد يحتاج المريض في مرحلة ما لزراعة قرنية.

إعداد: إيمان محمد

ما هي زراعة القرنية؟

زراعة القرنية هي عملية جراحية تهدف إلى استعادة أو تحسين الرؤية من خلال استبدال قرنية سليمة من متبرّع بالقرنية التالفة. هناك نوعان من عمليات زراعة القرنية: زراعة القرنية الكاملة، وزراعة القرنية الجزئية.

تعَد جراحة زراعة القرنية من العمليات الرائجة بفضل نسب نجاحها. بحسب البيانات الرسمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، تصل نسبة النجاح في هذه الجراحة إلى 90% فما فوق، بعد مرور عام واحد، وحوالي 74% بعد خمس سنوات.

سلوكيات ممنوعة بعد زراعة القرنية

بعد إجراء عملية زراعة القرنية، يجب على المرضى اتباع تعليمات الطبيب بدقة لضمان الشفاء السليم وتجنُّب المضاعفات. فيما يلي مجموعة من السلوكيات المحظورة بعد الجراحة:

التعرُّض للشمس مباشرة

عقب الجراحة يوصِي الطبيب بارتداء نظارات شمسية من النوع الجيد؛ لمنع أشعة الشمس فوق البنفسجية والتي لا تتحملها القرنية المزروعة في هذه الحالة. كما يوصَى بالاستمرار في حماية العين من الشمس لعدة أشهر بعد الجراحة.

فرك العين

زراعة القرنية هي جراحة حساسة، من ثَم فرك العينين بعد الخضوع لها، قد يتسبب في تحرُّك القرنية المزروعة أو إلحاق أضرار بالأنسجة المحيطة؛ مما قد يؤدي إلى التهاب أو حتى فشل العملية.

التعرُّض للإصابة

يوصِي الأطباء بتجنُّب ممارسة الرياضات العنيفة أو أيّ نشاط يجعل المريض عُرضة لاصطدام جسم أو أيّ شيء بالعين؛ لأن المريض بحاجة لحماية منطقة الجراحة إلى حين الشفاء التام.

المكياج

انطلاقاً مما سبق، يحذّر الأطباء من تطبيق مكياج العين؛ لأن هذه المستحضرات قد تحمل الجراثيم وتسبب التهابات في منطقة العين.

السباحة

المياه في المسابح تحتوي عادة على الكلور والجراثيم؛ مما قد يَزيد من احتمال الإصابة بالعدوى أو التهاب العين. من الأفضل تجنُّب السباحة لفترة محددة بعد العملية.

الانحناء وحمل الأثقال

يُنصح المرضى بعدم القيام بأيّ نشاط قد يَزيد الضغط على العينين، مثل: حمل الأشياء الثقيلة، أو الانحناء لفترات طويلة. هذا الضغط قد يؤثّر على استقرار القرنية المزروعة، ويؤدي إلى مشاكل في التئام الجرح.

متى تصبح زراعة القرنية ضرورة؟

زراعة القرنية من العمليات الشائعة

زراعة العين هي حل للحالات المَرضية التي تعرضت فيها القرنية للضرر البالغ، مثل أمراض: الفقاعات القرنية، ضمور بطانة القرنية، والقرنية المخروطية. بالإضافة إلى ذلك هناك حالات تستوجب الزراعة، مثل:

تعرُّض العين للإصابة بآلة حادة أو مواد كيميائية.

الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية.

علامات تحذيرية بعد الجراحة

هناك بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها بعد إجراء جراحة زراعة القرنية؛ لأنها قد تكون إشارة لرفض الجسم القرنية، مثل:

احمرار شديد في العين.

حساسية مفرطة للضوء.

فقدان الرؤية أو تشوُّش غير متوقَّع.

ألم مستمر أو حاد.

عودة الرؤية كاملة بعد إجراء زراعة القرنية يختلف حسب الحالة قبل الجراحة؛ فقد تتراوح بين أسابيع إلى عام فأكثر. اعتماداً على نوع العملية والحالة الفردية للمريض. وخلال فترة التعافي، هناك بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها مثل: ارتداء النظارات الشمسية، وقد يوصِي الطبيب بارتداء عدسات تصحيحية بعد الجراحة لتحسين الرؤية.

في حالات نادرة، قد يحتاج المريض إجراء عملية تصحيح نظر بالليزر؛ لتصحيح أيّة مشاكل في الرؤية استمرت بعد الجراحة.

لماذا قد يرفض الجسم القرنية المزروعة؟

يُعتبر رفض زراعة القرنية من أسباب فشل الجراحة، ويعزو الأطباء السبب إلى "الرفض المناعي" أيْ أن الجهاز المناعي يتعامل مع الجسم الجديد باعتباره خطراً، ويقوم بدوره في درء التبعات.

وبحسب البيانات الرسمية؛ فإنه يُعتقد أن تطابق فصيلة دم المريض وجنسه بين المتبرع والمستقبل، قد يقلل من حدوث الرفض في الحالات عالية المخاطر. غير أنه تبقى فرص فشل الجراحة ورفض القرنية الجديدة موجودة بنسب معينة. تشمل العوامل المسببة لرفض القرنية، ما يلي:

عمر المريض (أقل من 10 سنوات).

عدم تطابق المتبرّع والمستقبِل لناحية جنسهما.

خطأ في خيوط الجراحة.

زراعة سابقة في نفس العين.

عدوى فيروسية أو بكتيرية.

الأمراض الالتهابية (مثل التهاب القزحية الأمامي).

الجفاف.