صورة للتوضيح فقط ، تصوير : PeopleImages.com - Yuri A-shutterstock
للاطلاع على حقيقة هذه الحقن العلاجية، الدكتور محمد صنديد، الاختصاصي في أمراض الغدد الصماء والسكري، والرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للسكري، تحدث تفصيلياً عن الموضوع في هذا الحوار :
ما الحقن الحديثة المخصصة لمرض السكري؟ ومن هم المرشحون لتلقي هذه الحقن العلاجية؟
هذه الحقن الحديثة GLP1 التي باتت متوفرة في العديد من دول العالم، تؤخذ جرعة منها كل أسبوع، ولها فائدة كبيرة جداً على المرضى الذين هم ضمن دائرة الخطر للإصابة بالسكري، وفي نفس الوقت لديهم زيادة وزن أو سمنة زائدة.
نحن كأطباء غدد وسكري نلجأ إلى هذه الحقن؛ بهدف الوقاية من الإصابة بالسكري، للأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بمرض السكري.
وهذه الحقن تحقق فوائد كبيرة جداً، قد تصل إلى مئة بالمائة؛ لأنها تسهم في إنقاص الوزن لدى المرضى المعرضين للإصابة بالسكري؛ حيث يمكن أن تعكس مسار المرض، وتحول دون الإصابة به على الإطلاق.
الدراسات العلمية أثبتت أن إنقاص 10 بالمائة من وزن الجسم، (إذا كان وزن المريض 100 كيلوغرام وأصبح 90 كيلوغراماً)، فإن ذلك يُمكن أن يُفيد المريض جداً؛ إذا حافظ على الوزن المفقود، وتابع رحلته مع فقدان الوزن تحت إشراف طبيب، وقد لا يُصاب بمرض السكري!
هل يمكن لهذه الحقن ألا تقدم نتائج نهائياً أو تكون نتائجها أقل من التوقعات؟
عندما يقرر الطبيب المختص وصف هذه الحقن لمريض معين، يكون قد طلب منه إجراء مجموعة من الفحوص المسبقة، خاصة للبنكرياس والغدة الدرقية، وبناء عليه يصف الحقن التي أحدثت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، أو سواها من الحقن التي تعمل بالطريقة نفسها، ولكنها أغلى ثمناً، والنتائج التي تحققها تتراوح نسبة نجاحها بين 90 و95 بالمائة.
وهنا أقول إن معظم المرضى الذي تلقوا هذه الأنواع من الحقن، للضرورة الطبية وتحت إشراف الطبيب المختص، قد حصلوا على نتائج جيدة جداً، حيث يُمكن أن يحققوا خسارة في الوزن بين 5و7 كيلوغرامات شهرياً، وهذا الأمر ممتاز جداً، علماً بأنه ليس من الضروري أن يُتابع المرضى تلقي هذه العلاجات الحديثة لفترة طويلة من الزمن.
أعيد وأكرر أنه يجب تلقي هذه الحقن تحت إشراف طبيب متخصص، وعدم طلبها من الصيدلية لتلقيها بهدف خسارة الوزن. ومع الأسف لا توجد رقابة صحية، تمنع صرف هذه الحقن من دون وصفة طبية.
إذا بدأ المريض بتلقي نسب قليلة جداً من هذه الحقن، هل يمكن أن يحصل على نتائج جيدة على المدى القصير؟
لا شك أن التجاوب مع هذه الحقن أو مع أي نوع من الأدوية الأخرى يختلف بين مريض وآخر، فهناك فئة من المرضى تحتاج إلى كمية قليلة، وأخرى تحتاج إلى كمية أكبر. أيضاً بحسب التأثيرات الجانبية التي سيعانون منها، حيث قد يعاني البعض ورغم تلقيه كميات صغيرة جداً، من آثار جانبية للحقن مثل الغثيان وآلام البطن، والتي ربما تضطر الطبيب إلى إيقاف العلاج واستبداله بأدوية أخرى.
هل هذه الحقن مفيدة في حالة مقاومة الأنسولين؟
طبعاً. لا شك أن مريض السكري يمر بمرحلة مقاومة الأنسولين، وسيطلب منه الطبيب المعالج إجراء اختبار الهيموغلوبين السكري A1C وهو أحد أنواع تحاليل الدم الشائعة المستخدمة لتشخيص النوع الأول والثاني من داء السكري، بدل فحص مقاومة الأنسولين، لأن هرمون الأنسولين يُفرز بشكل متقطع في الجسم، وبالتالي لا يمكن الاعتماد على كميته المفروزة للتشخيص.
الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بمرض السكري، سيعانون حتماً من مقاومة الأنسولين، وسوف نلاحظ لديهم أعراضاً مثل السمنة الزائدة، والبقع الجلدية بنية اللون على الرقبة، وظهور بعض الأكياس على المبيض لدى النساء.
من المؤكد أن هذه الحقن الحديثة تنفع كثيراً في هذه الحالة، ويمكن للمريض التخلص من مقاومة الأنسولين، عند هبوط الوزن، وتصبح عملية الاستقلاب أو الحرق في الجسم طبيعية.
إذا كان المريض لديه كمية عضل توازي كمية الدهون في جسمه، فهل يمكن أن يحصد نتائج مُرضية من هذه الحقن؟
يتوقف الأمر على مؤشر كتلة الجسم، والملف الطبي لكل شخص. إذا وجد الطبيب المعالج أن المريض يستوفي الشروط التي تؤهله لتلقي هذه الحقن، يصفها له بالكميات التي يجدها ملائمة. وإذا ما تم استخدام هذه الحقن لغايات أخرى، فإن ذلك قد يعرّض متلقيها لمشاكل صحية، تماماً مثلها مثل أي دواء آخر تم استعماله لغايات وأهداف أخرى.
الشركات المصنّعة تؤكد أن هذه الحقن هي علاج للمرضى المرشحين للإصابة بالسكري، وليست لغايات أخرى. لقد بات تلقي العلاجات أمراً مبالغاً به، مع الأسف، في ظل غياب الوعي والرقابة في بعض الدول.