الصورة من كاتب القصة محمد أنقر
توجّه إليه عدد من أصحاب المساكن الجديدة.فاتّفق مع كلّ من قصده وأخذ جزءًا من المبلغ مقدّمًا. ولم يرَ أبو إسلام أدنى خلل، بالتعهّد لأكثر من شخص، بالبدء بالعمل في موعد سبق وعيّنه لغيره.
استأجر أبو إسلام أحد العمّال الشباب. وكان يضعه في أحد الورش لساعتين، ويغيب عنه لقضاء شؤونه، أو للاتّفاق مع متوجهين جدد، ثمّ يعود فينقله لبيت آخر، وهكذا دواليك. لم يكن العامل مهنيًّا، ولم يتمكّن من إتمام العمل ولا إتقانه. تذمّر أصحاب المساكن من جودة الدهان ووتيرة العمل البطيئة. استعمل أبو إسلام ترسانته الضخمة من الذرائع والتبريرات، فتمكّن من كسب الوقت والمماطلة، بحيث سلَّم كلّ مسكن مدهون بصورة معيبة، بعد أربعة أشهر على الأقلّ من التاريخ المتّفق عليه. استاء أصحاب الشقق ولم يدفعوا إليه المبالغ كاملةً. لم يرق الأمر لأبي إسلام، فخاصمهم وهدّدهم بأنّه لن يتخلّى عن حقّه،وسيقاضيهم في المحاكم. وفوق ذلك كلّه فهو يفوّض أمره إلى الله. فقد استمات في إتقان عمله، وأوفى بما وعد. بينما يجازونه بالنصب والاحتيال!
محمد سليم أنقر - صورة شخصية