logo

‎⁨قصيدة ‘كُنتَ الفتى الأبيَّ المُهَاب‘ - بقلم : الدكتور حاتم جوعية من المغار

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
31-08-2024 12:38:57 اخر تحديث: 31-08-2024 16:43:09

( قصيدة نظمتُها في رثاء المأسوف على شبابه علي محمد علي سعيد من مدينة طمرة . لقد اختطفهُ الموت وهو في ريعان الشباب.. ويعرفهُ الجميع باستقامته


الشاعر حاتم جوعية - صورة شخصية

ونقائه وطهارتِهِ وبأخلاقه الرفيعة والعالية .. ويتحلى بجميع الآلاء والصفات والمناقب الحميدة والقيم والمثل والمبادىء السامية. ولهُ الكثيرمن الأعمال الخيريَّة لمساعدة الآخرين. وهو ابن الكاتب والأديب المعروف والمشهورالصديق العزيز أستاذ محمد علي سعيد ) .

عليٌّ رحلتَ بأوْجِ الشَّبابْ وَكُنتَ الفتى الأبيَّ المُهَابْ

فواحسرَتاهُ يغيبُ السَّناءُ وَتذوي ورودُ الرياضِ الرّطابْ

وَواحسرَتا للشّبابِ البهيِّ يغيبُ وَيُدرجُ تحتَ الترابْ 

رحلتَ وقد كانَ خطبٌ عظيمٌ بكاكَ الجميعُ بدمعٍ مُذابْ 

رحيلكَ أبقى فراغًا رهيبًا وَمنْ سوفَ يُمليهِ بعدَ الغيابْ

وَإنَّ الفراقَ لصعبٌ عصيبٌ وَعندَ المُلوَّعِ سُمٌّ وَصَابْ

أبوكَ الأديبُ الأريبُ الأبيُّ تعمَّدَ بالحُزنِ ذابَ اكتِئابْ 

وَيقطعُ شطرًأ من العُمرِ غمًّا وتقسُو عليهِ الدُّهُورُ الغضابْ

لِيُلهمَ والدَكَ اللهُ صبرًا وَوالِدَةً في جليلِ المُصَابْ

وهذا مصيرُ جميعِ البرايا وَكُلُّ الأنامِ هنا في ذهابْ

هيَ الدنيا متاعُ الغرورِ ففيها السُّرورُ وَفيهَا العذابْ 

وَيومًا سَنُسقى سُلافًا وَشهدًا ويومًا نُجرَّعُ سُمَّ الشّرابْ 

ويومًا تُشعُّ الشّمُوسُ ضياءً وَيومًا يُغطي الوُجودَ ضبابْ

كانَّا وُلِدنا لأجلِ الشّقاءِ وَتأتي النوائبُ من كلِّ بابْ

وتبدُو الحياةُ " سِناريوُ" غريبًا ونحنُ الأنامُ فصولُ الكتابْ  

ففي كلِّ يومٍ رحيلٌ وَحُزنٌ وفيها رأينا العجيبَ العُجابْ

وهيهات يهنأ بالٌ وَعيشٌ وأنّى تُحَقّقُ كلُّ الطِلابْ

وكم قد بنينا صُروحَ الأماني تلاشتْ وزالتْ وصارتْ يبابْ

رحلتَ سريعًا تركتَ الصّحابْ فقدناكَ والعُمرُ غضُّ الإهابْ

غيابُكَ أرَّقَ كلَّ ضميرٍ وأضحَى الوجودُ يموجُ اضطرابْ 

وكنتَ كماءِ السَّحابِ نقاءً وَطهرًا وفيكَ المزايا الرّغابْ

وَأترِعتَ من كلِّ خير وَحُسنٍ وَقد كانَ غيرُكَ صِفرَ الوِطابْ

قطعتَ صَحائِفَ هذي الحياةِ وَنجمُكَ يَسبي الذرَى والشّعابْ  

وَكنتَ المنارَ لكلِّ جليسٍ وَخيرَ أنيسٍ كشهدٍ مُذابْ 

وَكُنتَ السلامَ وَكُنتَ الوِئامَ ونبعَ حنانٍ لكلِّ الصّحابْ

وَحُزتَ المَآثرَ خلقًا وَخُلقًا وَيشهدُ كلٌّ بحُسنِ الأدابْ 

وَجُدْتَ وَقدَّمْتَ كلَّ نفيسٍ رواقُكَ يبقى مَديدَ الرّحَابْ 

وَرِفدُكَ يُمْنٌ مَآلُ الكرامِ عطاؤُكَ كان بدونِ اصْطِخابْ

نثرتَ أريجَكَ في كلِّ أرضٍ ترفُّ عليكَ الاماني العِذابْ

لبستَ البراءَةَ نورًا وَطُهرًا وفي العَتمِ كُنتَ كضوءِ الشّهابْ 

وَعُمرٌ جميلُ كغضِّ الوُرودِ يمرُّ سريعًا مُرورَ السَّحابْ   

بكاكَ الجميعُ بدمعٍ هَتُونٍ بكاكَ الشّيوخُ وَكُلُّ الشّبابْ 

وَكُلُّ ضميرٍ تلوَّع حُزنًا جميعُ النساءِ وَكلُّ الكَعابْ 

لقد غمرَ الحُزنُ كلَّ مكانٍ تلاشَتْ جميعُ اللحونِ الطرابْ  

تسربلَ بالحُزنِ كلُّ مُحِبٍّ وَعندَ المصابِ يغيبُ الصَّوابْ  

وَمَنْ يستطيعُ يرُدُّ المنايا إذا كشَّرَتْ هيَ عن كلِّ نابْ 

هُوَ الموتُ يأتي بدونِ سؤالٍ وَحقٌّ علينا وَما من جوابْ  

سنرضى بِما قدَّرَهُ الربُّ ليسَ لنا من كلامٍ هُنا أو عِتابْ 

هُو العمرُ يمضي سريعَ الخُطى فَ كأنَّا نُطاردُ خيطَ سرابْ

على هذه الأرضِ نحنُ ضيوفٌ نعيشُ عليها حياةَ اغترابْ  

وَنُنقلُ نحنُ لدارِ البقاءِ وكلُّ سينظرُ يومَ الحسابْ 

إلى جنّةِ الخُلدِ يا أيُّها البارُّ نعمَ الفتى في الخطوبِ الصعابْ  

إلى جنّةِ الخُلدِ يا أيُّها الشَّهْ مُ تبقى لكَ المنزلَ المُستطابْ

إلى جنّةِ الخُلدِ حيثُ الملائِ كُ والخيِّرُونَ وَنعمَ المَآبْ