صورة للتوضيح فقط - تصوير : Maria Symchych shutterstock
فيضرب ويركل الآخرين والأشياء من حوله، وبطبيعة الحال تتفاوت طرق تعبير الطفل عن غضبه من طفل لآخر وفقاً لدرجة الغضب وأسبابه.
وتربويا ينبغي ألا تستسلّم الأم لتعبيرات وانفعالات طفلها الغاضبة إن خرجت عن نطاق المألوف وإطار السلامة والأدب؛ وذلك لتربيتهم ومساعدتهم للاستعداد للحياة؛ وصولا إلى تعليمهم قواعد مواجهة الغضب والتغلّب عليه. والآن نتعرف على مظاهر غضب الطفل وأسبابه، واستراتيجية تأديب هذا الغضب .
أسباب تتحكم في غضب الأطفال
أولى خطوات إدارة غضب الأطفال تكمن في تحديد مسبباتها ومن هذه الأسباب:
عدم تلبية الآباء لمطالب أطفالهم، أو أنهم شعروا بأن أمرهم كُشف في حال كذبوا، هنا نجد الطفل يستخدم الغضب كوسيلة دفاع بدلاً من الاعتراف بالحقيقة.
تطور الجزء الأيمن -العواطف- في عقل الطفل، بشكل أسرع من الجزء الأيسر- المنطق- ما يؤدي إلى تغلب عواطف الأطفال على قدرتهم على الاستجابة المنطقية، ولهذا فالطفل ليس مستعدًا دائمًا للاستجابة للموقف بشكل مناسب.
التعامل مع الطفل باستهانة أو سخرية أو عقاب جسدي يتكرر باليد؛ ما يهدد الصحة النفسية للطفل، وتربوياً لا بد أن يتعامل الوالدان مع الطفل بمزيج من المودة والصرامة، شرط أن تقتصر الصرامة على اللهجة ولغة الجسد فقط.
أسباب أخرى للغضب عند الأطفال
الجينات.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق.
عنف الوالدين تجاه الطفل أو الآخرين.
التنمر ومشاكل التكيف مع الأقران.. جدول نوم سيء، لا يمده بساعات نوم كافية.
ألعاب الفيديو العنيفة.
الصدمة أو الإساءة (الجسدية أو العاطفية).
مظاهر تعبير الطفل عن غضبه
نوبة الغضب.. تعني انفجار عاطفي يعبر عن الإحباط، وهي أمر طبيعي وشائع، مع الأطفال في الثانية والثالثة من عمرهم، تحدث عادةً بشكل أقل تكرارًا في سن الرابعة، وتقل تدريجياً مع نمو الطفل عقلياً وإدراكياً.
قد يقوم الطفل بالصراخ، أو البكاء، أو التحرك بعصبية وعنف، أو الدحرجة على الأرض، أو القفز، أو رمي الأشياء، بعض السلوكيات قد تكون خطيرة وضارة؛ حيث تتصلب الأطراف، أو يتقوس الظهر، وقد يحمر وجه الطفل، ويضرب ويركل الآخرين والأشياء.
وقد يقوم بالسقوط أو الهرب بعيدًا، وفي بعض الحالات يحبس الأطفال أنفاسهم أو يتقيئون أو يكسرون الأشياء أو يؤذون أنفسهم أو الآخرين كجزء من نوبة غضب.
هذه الأنواع من نوبات الغضب شائعة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات، لأن الأطفال الصغار لا يزالون في مرحلة مبكرة من التطور الاجتماعي والعاطفي واللغوي، ولا يمكنهم دائمًا توصيل احتياجاتهم ومشاعرهم.
خطوات استرتيجية لتأديب غضب الطفل
الاعتراف بغضب الطفل، وإخباره أن من الطبيعي أن يشعر الإنسان ببعض المشاعر السلبية كالغضب.
يقرر الوالدان عواقب سلوك الطفل، ويشرحان ذلك للطفل بطريقة حنونة، بإخباره أنهما - مثلاً- لن يتحدثا معه حتى يهدأ ويعتذر.
التعامل مع الطفل بمزيج من المودة والصرامة، على أن تقتصر الصرامة على اللهجة ولغة الجسد، وتجنب الإساءة للطفل.
عدم التحدث مع الطفل حتى يدرك خطأه ويتعهد بعدم تكرار السلوك، مع عدم الاستسلام على الفور، مما يسهم في وضع حدود واضحة، وبعدها يظهران له الحب بشكل مضاعف كتشجيع.
أن يبتعد الوالدان جانباً إذا كانا غاضبين، ثم يعودا للاقتراب من الطفل بمجرد أن تهدأ الأمور، وإن أخطأت واستجبت لغضبه بغضب مضاد، فأنت تظهرين لطفلك أن انفعالات الغضب السلبية أمر عادي.
تهدئة الطفل من خلال حثه على ممارسة أنشطة مثل: الرسم أو الخربشة (للأطفال الصغار)، أو اصطحابه في نزهة، ويمكن للوالدين أيضًا تشجيعه على كتابة يوميات إذا كان الطفل أكبر سنًا.
تخصيص الآباء وقتاً لأطفالهم، ويمكنهم لعب ألعاب الطاولة والإصغاء إلى مشاعر الطفل وعواطفه تجاه المدرسة والأصدقاء؛ إذ يظهر الأطفال -أحياناً- نوبات غضب بسبب الشعور بالتجاهل، ومحاولة جذب انتباه الوالدين.
نصائح للسيطرة على غضب الطفل
يتعلم معظم الأطفال منذ صغرهم أن إزعاج والديهم، أحد أفضل الأسلحة التي يمتلكونها للخضوع لطلباتهم، وفي كل مرة يتم التجاوب فيها معهم، تتعزز لدى الطفل فكرة أن المضايقة طريقة جيدة للحصول على ما يريد.
لهذا يجب عدم الاستسلام لمطالبهم وتجاهل الاحتجاجات المستمرة، والمحافظة على الصبر والهدوء حالة بكاء وصراخ الطفل، مع استخدام الحب والحزم معاً.
إيجاد لغة للحوار والتحدث بهدوء مع الطفل لمعرفة ما يريده بالضبط، والتكلم مع الطفل بلطف وسلوك جيد ومعاملته كأنه فرد مستقل يمتلك مشاعر يجب احترامها.
عدم الاستجابة للطلبات التي لم يتم الاتفاق عليها، مثل تمديد وقت اللعب، أو تأجيل موعد النوم، أو حتى شراء الحلويات أو الألعاب،والحرص على عدم انتقاد الطفل، ولكن يمكن تذكيره بالأشياء الإيجابية التي قام بها خلال اليوم والثناء عليه.
العلاج السلوكي للطفل الغاضب
إدراك أن الغضب أكثر صفات الأطفال غير المرغوبة بالنسبة للأبوين، كما أنه يترك آثاراً سلبية على شخصية الطفل؛ لهذا فإن الأطفال بحاجة إلى ضوابط وقواعد؛ حتى يدركوا أن ثمة حدوداً في المنزل، كما في المدرسة والحياة عموماً.
أن يتعلم الأطفال أنه لا يمكنهم دائماً الحصول على كل ما يشتهون بإظهار الغضب أو الصراخ، مع تحذير الوالدين من الاجتهاد في إرضاء طفلهم والاستسلام له، كلما تزايد غضبه، لأن ذلك سيصبح مدخلاً لابتزازهما والتحكم فيهما.
اتفاق الوالدين على المبادئ التوجيهية التي يجب إتباعها مع الطفل، حتى لا يستغل الطفل خلافهما للوصول إلى ما يريد؛ بمعنى وضع قواعد وأنظمة واضحة للغاية داخل الأسرة، وفرض الانضباط في المنزل.
تجنب أسلوب التهديد أو الاستهزاء أو الإساءة تجاه الطفل، ومحاولة إشراك الصغير (حسب عمره) في تحمل المسؤوليات في المنزل.
وكن قوياً أيها الأب حتى لا تتأثر عندما يلجأ طفلك إلى الابتزاز، وعليك أيتها الأم تذكيره بالمسؤولية وبقواعد المنزل.