صورة للتوضيح فقط - تصوير : Standret shutterstock
ضمن قواعد وأسس التربية التي يطبقونها على أطفالهم داخل المنزل، وبداية هذه المهمة تبدأ منذ السنوات الأولى، وحتى قبل أن يلتحق الطفل بالروضة أو المدرسة الأولية؛ لتنمو وتثبت وتصبح جزءاً من عادات الطفل، وأسلوب تعامله مع نفسه والآخرين.
بالتقرير التالي، يعرض الدكتور محسن عبد العزيز، أستاذ علم النفس بمركز البحوث، طرق تشجيع الآباء لأطفالهم على بعض العادات الايجابية؛ مثل: ممارسة الرياضة، أو كيفية التواصل الاجتماعي، والتدريب على التعاون، وغيرها.
أفكار تعرفي إليها قبل بناء العادات الإيجابية للطفل
قد يبدو أن بناء عادة إيجابية في الطفل أمر سهل، لكن تُشير الدراسات إلى أن بناء أي عادة يتطلب فترة زمنية لا تقل عن شهرين تقريباً، تصبح سلوكاً معتاداً.
إن بناء العادات الإيجابية عند الطفل تعني أفعالاً تتكرر، تنشأ عن نوع من المحفزات الداخلية أو الخارجية، وتسهم ممارسة تلك العادات بانتظام في تحقيق الأهداف التي نريدها.
ولكي تبني عادات إيجابية في الأطفال وكيفية التخلي عن العادات السلبية للأطفال، يجب عليك أنت أيضاً أن تتحلي بهذه العادات الإيجابية.
العادات الإيجابية لا تتمثل في السلوك الإيجابي خارج المنزل، وسط الزملاء بالمدرسة أو الأصدقاء فقط. إنما يلزم القيام بها وسط الأسرة ومع الإخوة، وتكرارها يثبتها ويجعلها عادة إيجابية تحفزه على ممارستها بالخارج.
العادات الإيجابية تشمل السلوك على المائدة، طريقة الكلام، واختيار الكلمات المناسبة، طرق التعامل مع العاملين بالمنزل أو بالشارع والأماكن العامة.
خطوات بناء العادات الإيجابية للأطفال
قضاء وقت مثمر وممتع مع الطفل:
والهدف هو: السماح للطفل باختيار نشاط يحبّه ومشاركته به؛ ما يُعزّز شعور الطفل بالأهميّة، ويزيد من ثقته، ويدفعه إلى التعبير عن النفس بوضوح.
خوض أي نوع من الأحاديث مع الطفل؛ فيلم شاهده مؤخّراً أم كلام عن كم واجباته، وذلك للسماح بفهم الأهل والطفل العميق لبعضهما، مع حديث عن بعض التجارب، ما يُقرب الطفل من والديه.
تقديم الحبّ غير المشروط للطفل، حتى وإنْ لم يُبل بلاءً حسناً في أدائه المدرسي؛ لأنّ ذلك يساعده على المضيّ ويعطيه القوة، والتحفيز، مع السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره.
اتركيه يعبّر عن مشاعره وعما يغضبه
دعيه يتحدث إلى نفسه عما يغضبه، أو اتركيه يجري في المنزل، أو يقوم بنشاط مثل الرسم، أو اللعب بقطع التركيب؛ بهدف إدخال الطاقة الإيجابيّة.
عرض إنجازات الطفل وجوائزه في المنزل، ما يساعده على زيادة ثقته بنفسه، وحثه على العمل الجاد للحصول على المزيد منها، وعندها يمكن إعطاء الطفل مسؤوليّات تناسب عمره وشجعيه عليها.
حددي لطفلك أعمالاً منزليّة مثل رمي القمامة، أو تجهيز وجبة طعام، إذ يساعد ذلك الطفل على تحمّل المسؤوليّة، وتهيئته لتحمل مسؤوليات أكبر في المستقبل؛ حتى يشعر بالتحفيز لتحقيق الأفضل.
كوني المثال قبل تعليم وتلقين الطفل
الالتزام بالسلوكيّات الإيجابية لتكوني مثالاً يحتذي به الطفل؛ وذلك لأنّ الطفل يتعلّم من المشاهدة قبل أن يسمع، وقومي بالتعبير عن مشاعرك الرافضة أمام السلوك الخطأ، ليرى الطفل سلوكه من منظور الأهل.
امدحي طفلك عند رؤيته يقوم بسلوك جيّد، قبل أن يتحوّل إلى سلوك سيئ، وتقرّبي منه وانزلي إلى مستواه، إذ يساعد ذلك على فهم ما يفكر ويشعر به الطفل.
احتفظي بالوعود التي تعطينها للطفل، سواء أكانت جيدة أو سيئة، حتى تستمر ثقته بك، ويتشجع على زيادة تغيير سلوكه السيئ؛ لينال ما وعدته به من مكافأة.
السعي لخلق بيئة مناسبة بالمنزل أو خارجه؛ تضمن للطفل أن يبتعد عن السلوكيّات السيئة؛ كترك الأغراض القابلة للكسر بعيدة عن متناوله، أو تأمين الكثير من الألعاب الآمنة للعب.
اتخاذ موقف صارم وعدم الاستسلام عندما يبدأ الطفل بالبكاء، إذ من الممكن أن تزداد نوبات بكائه للحصول على ما يريد.
طرق تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة
اتركي الطفل يختار نوع الرياضة المفضّل لديه، والذي يناسب مع عمره وقدراته، ويلائم الحالة الاقتصاديّة للعائلة؛ حتى لا يضطر إلى التخلي عنها عند عدم المقدرة على تحمل المزيد من التكاليف.
تأمين الحاجيات اللازمة للعبة التي اختارها؛ لضمان استمراره والتجويد والتميز بها بشكل آمن، مع تشجيع الطفل وإظهار الاهتمام؛ عن طريق إيصاله للمكان ومشاهدته يتدرب.
ومنها يتعلم الطفل السلوكيّات الرياضيّة الإيجابيّة، كالعمل ضمن الفريق، والعمل الجاد، والسماح للطفل بالتعبير عن حزنه وخيبة أمله عند فشله، ما يعلمه الروح الرياضية حالة الهزيمة.
اشرحي لطفلك مفهوم التعاون ليتشجع على ممارسة الفكرة
ويكون بشرح مفهوم التعاون ببساطة، ما يشجع الطفل على التصرف بإيجابية في المواقف التي تستلزم التعاون، من خلال الرسومات أو الأنشطة، ما يفتح الباب لنقاشات أخرى.
كما يمكن إعداد بعض النشاطات التي تستلزم التعاون بين أفراد الأسرة، كالألعاب البسيطة، وقراءة القصص، واستخلاص ما تعلمه منها، وكيف يمكن تحقيق أقصى استفادة منها.
تنمية مهارة التعاون والمشاركة تساعد على بناء شخصية الطفل وإكسابه مهارات مهمة في عمر مبكر، مثل القدرة على التواصل وتشجيعه على مساعدة الآخرين، وأفضل الطرق هي الألعاب والنشاطات الجماعية.