د. سهيل دياب - تصوير: قناة هلا وموقع بانيت
والمبادرين اليها، فجميعها حملات مباركة ، فهي هبة شعب متكاملة الاركان..!
لم يهدأ هاتفي باستقبال مئات الاتصالات التلفونية حول شكل وامكانية المساهمة بالحملة الشعبية لرفض سياسة التجويع ضد اهلنا بغزة العزة والتى بادر اليها حراك" نقف معا"..!
والاسئلة كانت اكثر من الاجوبة: وينتا جايين على كفر مندا؟ وينتا الحمله بطمرة؟ انا بتحداكو انو اكسال ستجمع اكثر من الناصرة،، كيف منقدر نبعث مواد غذائية؟، منقدر ندفع مصاري؟؟ انا واصدقائي حضرنا حمولة شاحنتين في طرعان والمشهد، شو نعمل عشان نوصلهن؟؟ فكركو بفوتو المواد ولا بصادروها؟؟ ماذا لو هاجم المستوطنون قوافل الشاحنات؟؟ أما السؤال الاكثر اعادة على نفسة فكان: هل ستصل المواد لشعبنا الجريح بغزة؟؟؟؟.
ما يجري في الاسبوع الاخير بالمجتمع الفلسطيني في الداخل الاسرائيلي حالة من الاستنفار ، وهي مزيج من الغضب والحاجة الماسة للتعبير عن المساهمة والمشاركة، ومتنفس لسياسة الاسكات والملاحقات الممنهجة ضد الناشطين الفلسطينيين في الجليل والمثلثين والنقب والساحل .
ما تم تجميعه حتى الان الاف الاطنان من المواد الغذائية الاول والتي سمح بادخالها بواسطة المنظمات الدولية . وكان التجاوب كبيرا ولافتا وغير مسبوقا.
شكلت الحملة الشعبية لكسر سياسة التجويع ضد شعبنا في غزة، الحراك السياسي-الثقافي الاكبر للجماهير الفلسطينية منذ بدء العدوان، وشمل عشرات مراكز تجميع من الجليل الى النقب، ووصل لهذه النقاط عشرات الالاف من المتبرعين، ومئات من المتطوعات والمتطوعين الشباب والصبايا.
جاءت الفكرة من الحاجة الماسة لعدد من الدوافع: الوضع الانساني لشعبنا بغزة، والحاجة لصرخة غضب ضد سياسة التجويع للمؤسسة الاسرائيلية، وفشة غل ضد سياسة الاسكات والملاحقات لكل من يرفع صوته ضد العدوان وحرب الابادة، وفتح افق وامل امام اوساط تقدمية وديمقراطية في المجتمع الاسرائيلي باتجاة وقف الحرب والجنوح نحو السلام والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
احد مقاييس مدى نجاح هذا المشروع كانت التصريحات الجنونية والفاشية لوزير الامن القومي بن غفير حين دعا لاسقاط المواطنة لكل من يدعم شعب غزة. مما دفع من عزيمة الناس لمزيد من التبرعات وفتح نقاط تجميع جديده.
المشروع ابعد من اغاثة انسانية، واكبر من نشاط اجتماعي تطوعي، انه رسالة سياسية لفلسطينيي الداخل الاسرائيلي مفاده: اننا جزء حي وباق من هذا الشعب الجبار، نقف مع انفسنا ولا ننتظر "الفرج الخارجي" الموهوم، فلا يحك ظهرك غير ظفرك.