صورة للتوضيح فقط - تصوير :StoryTime Studio shutterstock

أو قد تؤدي لمضاعفات تستمر معهم مدى الحياة من حيث تأثيرها على وظائف أجهزة الجسم الرئيسية مثل القلب والكلى، ولذلك يجب على الأم أن تحرص على التعرف إلى أعراض وأسباب الجفاف الذي يصيب الرضع، وبالتالي السيطرة عليه من خلال عدة نصائح وإرشادات.

مضاعفات جفاف الأطفال خطيرة، ولذلك فالالتزام بالرعاية الصحية للطفل الرضيع في مرحلة حدوث المرض الذي يسبب الجفاف هو أهم طرق الوقاية من حدوث هذه المضاعفات، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال الدكتورة منى ارحيم، حيث أشارت إلى مضاعفات خطيرة عند تعرض الأطفال للجفاف وطرق ونصائح للوقاية منها، ومن هذه المضاعفات حدوث هبوط في القلب مثلاً والوقاية منها باستمرار الرضاعة الطبيعية وتقديم محلول الإرواء وطرق ونصائح أخرى كالآتي:

أسباب حدوث الجفاف عند الرضع

يتعرض الطفل الرضيع خصوصاً لخطر الجفاف بسبب تكرار إصابته بالنزلات المعوية والتي تتمثل أهم أعراضها بحدوث القيء والإسهال، أي أن الطفل يفقد السوائل ولا يستطيع تعويضها مباشرة، وتحدث النزلة المعوية عند الأطفال لدى الرضع بسبب العدوى الفيروسية التي تصيب الجهاز الهضمي للطفل عن طريق الطعام والشراب الملوثين واللذين يقدمان للطفل من قبل الأم والتي لا تتوخى عنصر النظافة وحتى غسل يديها قبل إرضاع الطفل.

يصاب الطفل الرضيع بالجفاف بسبب عدم حصوله على كمية كافية من السوائل اللازمة والضرورية لعمل أجهزته الحيوية، مثل الدماغ والقلب وفي نفس الوقت فالسوائل هي المسئولة عن ترطيب باقي خلايا وأجزاء الجسم، وفي حال عدم حصوله عليها ونقص الكمية المقررة له بشكل يومي حسب عمره ووزنه يؤدي ذلك لتعرض الطفل لخطر الإصابة بالجفاف.

يصاب الطفل الرضيع أيضاً بالجفاف بسبب تكرار تعرضه لنزلات الرشح، البرد والإنفلونزا وارتفاع درجة الحرارة؛ حيث تقل شهيته للرضاعة من الأم وتناول الطعام التكميلي الذي يقدم له مع الرضاعة على شكل وجبات صغيرة حسب عمره، فتظهر عليه أعراض الجفاف مثل شحوب وانكماش الجلد وقلة النشاط العام.

تتسبب زيادة معدل التبول في فصل الشتاء، بسبب برودة الجو ووجود مشاكل في الكلى لدى الطفل مثلاً، وإذا كانت الأم تتناول دواءً مدراً للبول، مثل الأدوية التي تستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع، فإن هذه الأسباب تؤثر على الرضيع فيصاب بكثرة التبول وفقدان الكثير من السوائل وعدم تعويضها بشكل كافٍ في نفس الوقت، مما يؤدي لإصابته بالجفاف.

أعراض الجفاف عند الطفل

تلاحظ الأم قلة الدموع عند الطفل عندما يبكي وفي نفس الوقت يكون لديه تعرق مفرط في البداية يترافق مع فقدان للسوائل من كل فتحات الجسم.

يصاب بارتفاع درجة حرارة الطفل بسبب النزلة المعوية والتي يصاحبها القيء والإسهال وغالباً ما يكونان عرضين مترافقين.

تبدو على الطفل علامات جفاف الفم ومحيطه، وقد تظهر القرح حول الفم بسبب فقدان السوائل وكذلك يرفض الرضاعة ويصبح خائر القوى غير قادر على المص ويبدو صوت بكائه ضعيفاً.

تلاحظ الأم برودة في اليدين والقدمين عند الطفل على الرغم من ارتفاع درجة حرارة باقي أنحاء الجسم.

يتغير لون الجلد إلى الأزرق في حال الجفاف الشديد، أي الحالة التي يفقد فيها جسم الطفل أكثر من 10% من نسبة السوائل فيه.

مضاعفات الجفاف عند الأطفال

يؤدي حدوث الجفاف عند الطفل لإصابته بحالة من الهبوط العام والتي تعني أن يصبح الطفل قليل الحركة والنشاط بشكل ملحوظ وقد يؤدي لفقدانه الوعي.

يتسبب الجفاف بمضاعفات خطيرة أخرى، مثل ضعف النبض أو تسارعه، بالإضافة لحدوث حالة من ركود البول، بمعنى أن تمر عدة ساعات دون أن يتبول الطفل وفي حال التبول يكون البول لزجاً وذا قوام لزج ورائحة منفرة.

يتسبب الجفاف بحدوث نوبات التشنج عند الطفل بسبب إصابته بارتفاع درجة الحرارة أي الحمى بحيث تصل إلى (39.4 درجة مئوية) أو أكثر، مما يؤدي لحدوث تشنجات ظاهرة مثل ارتعاد الجسم " النقوزة"، وفي هذه الحالة يجب على الأم التعرف إلى طرق التعامل مع تشنجات الأطفال المتسببة عن ارتفاع الحرارة خصوصاً.

يتسبب الجفاف في حال الأطفال الأكبر سناً من سن الرضاعة إلى حدوث قلة في العرق، والشعور بالارتباك وعدم التركيز والهذيان وعدم ترتيب الكلام وتغير في الحالة العقلية لدى الطفل.

ويتسبب الجفاف في مضاعفاته الخطيرة بحالة من التلف الدماغي التي قد تؤدي لشلل الطفل مستقبلاً أو قد تودي بحياته وتسبب الوفاة.

نصائح لحماية الأطفال من مضاعفات الجفاف

حافظي على استمرار تقديم الرضاعة الطبيعية أو الصناعية للطفل، فحصول الطفل على الحليب يعد أقل الطرق للوقاية من الجفاف بسبب فقدان العناصر الغذائية ولو كان يعاني من الإسهال والقيء فهناك بعض أنواع الحليب المجفف التي تقلل من حدوثهما.

قدمي لطفلك خافضات الحرارة لكي تقللي من احتمالية حدوث التشنجات واستخدمي أسرع طرق خفض حرارة الطفل التي تستخدم في المنزل، وفي حال حدوث القيء عند الطفل يمكن اللجوء للمحاليل الموضعية مع غسل جسم الطفل بالماء البارد باستمرار لخفض حرارته وتقليل الملابس والأغطية.

حاولي تقديم محلول الإرواء للطفل حسب عمره ووزنه والموصوف من قبل الطبيب ويمكن تقديمه له في المنزل عن طريق الملعقة، وفي حال عدم حدوث تحسن أو استمرار القيء لدى الطفل يمكن الذهاب بالطفل إلى المستشفى ويتم تقديم محاليل الإرواء الوريدية له حتى تتحسن حالته.

قللي من تقديم السوائل والعصائر المحلاة بالسكر الصناعي للطفل لأن العصائر المحلاة تزيد من الإسهال المائي والذي يكون أحد مضاعفاته حدوث الجفاف لدى الطفل نتيجة فقدان السوائل مقابل ما يحصل عليه الطفل من سوائل.

انتظمي بتقديم السوائل لطفلك مهما كان نوعها كل 15 دقيقة، وفي حال الرضاعة الصناعية توقفي عنها وقدمي له محلول الإرواء في الأربع والعشرين ساعة الأولى من الإصابة بأعراض الجفاف، ثم أعيدي تقديم الرضاعة الصناعية له ولاحظي تحسن الأعراض من حيث توقف القيء والإسهال.

اذهبي بطفلك للطبيب إذا لم يطرأ تحسن على حالته خلال أربع وعشرين ساعة من تقديم العلاج المنزلي، خوفاً عليه من مضاعفات الجفاف التي قد تهدد حياته، ويمكن الذهاب إلى الطبيب في حال أصبح جلد الطفل منكمشاً، بحيث يمكنك الإمساك به بين طرفي السبابة والإبهام، وفي حال أصبحت عيناه غائرتين فهذه الأعراض تدل على حدوث الجفاف لديه وهو الجفاف المقلق والمنذر بمضاعفات خطيرة.