وأن الطفل يتجاوز عمر السنة وهو لا زال مرتبطاً بالرضاعة الطبيعية ولا يتناول غيرها رغم أن حليب الأم لا يكون كافياً في هذه السن لكي يمد الطفل بالعناصر الغذائية اللازمة لنموه.

بعد عمر السنة يبدأ الطفل في استهلاك المزيد من السعرات الحرارية؛ لأنه يمشي ويتحرك ويكتشف العالم من حوله، وإن لم يكن قد استطاع المشي لوحده بعد فهو يمارس الحبو، وهذا النشاط يستنفذ الكثير من الطاقة وهو ما لم يوفره حليب الأم، وفي نفس الوقت فالطفل يرفض أي مصدر غذائي غيره، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة تهاني أبو العلا، حيث أشارت إلى وصفات طبيعية لفتح شهية طفلك للطعام، وبعد عمر السنة تحديداً حيث يكون طفلك قد تخلى بالتدريج عن الرضاعة الطبيعية منك كالآتي:

لماذا يرفض الطفل الطعام الخارجي؟
يرفض الطفل الطعام الخارجي بعد عمر السنة بسبب تعلقه بالرضاعة الطبيعية من الأم، مثل أن يكون الطفل الأول أو الأخير وتحرص الأم على إرضاعه وتتفرغ لذلك دون أن تقدم له أي طعام خارجي يناسب تتطور نموه.

يرفض الطفل الطعام الخارجي بسبب تأخر الأم في تقديم الطعام الصلب، فقد بينت الدراسات أن الطفل الذي يحصل على طعام صلب بعد عمر ستة أشهر فهو يعاني من رفضه للطعام أكثر من الطفل الذي تتبع الأم معه النصائح الحديثة والتي تشير إلى أهمية تقديم الطعام الخارجي للطفل ابتداء من الشهر الرابع.

قيام الأم بتقديم الطعام الخارجي لأول مرة وهو يعاني من الشبع من الرضاعة فلا يقبل عليه؛ لأنه لا يريد أن يغامر ويتعب نفسه في المضع والبلع حتى لو لم تظهر له الأسنان فتعد مرحلة بلع الطعام مرهقة له على عكس مص الحليب من الأم أو من القنينة.

يرفض الطفل الطعام الخارجي لأن الأم تقدمه له على شكل خليط وتعتقد أن الطفل لا يمتلك ذائقة غذائية فيكره الطعام، وخاصة لو قدمته له في طبق غير جميل ومزركش ومخصص للأطفال، أو بارداً أو ساخناً لدرجة كبيرة، ويؤدي لحدوث لسع في لسانه للمرة الأولى فيعرض عنه ويرفضه، فهناك أخطاء تقع فيها الأمهات أثناء إعداد الطعام الخارجي للرضيع ويجب التخلي عنها واعتبار الطفل إنساناً بالغاً يأكل بعينيه قبل فمه أولاً.

يكره الطفل الطعام الخارجي عموماً بسبب تناوله لدواء ذي طعم مر فيصبح لديه تصور أن أي مصدر يأتيه من الخارج ويصل إلى فمه سوف يكون مراً ما عدا حليب الأم، ولذلك يستمر هذا الطفل إلى ما بعد عمر السنة وهو لا يتقبل أي طعام ما عدا الرضاعة الطبيعية.

إصابة الطفل باحتقان الحلق المستمر بسبب إصابات متكررة بالرشح والبرد يؤدي إلى كراهيته للطعام الخارجي، وحيث يجد صعوبة في البلع، بل إنه يتألم حين يحاول البلع ويلاحظ أن الرضاعة هي أفضل وأسهل الطرق لسد جوعه، رغم أنه مع تقدمه في العمر لا يشعر بالشبع ولا يحقق زيادة في وزنه مثل باقي الأطفال ممن هم في سنه.

لماذا لا يفضل تقديم فواتح شهية للطفل؟
امتنعي عن تقديم أي فواتح شهية للطفل على أي صورة بدون استشارة الطبيب ويجب أن تعرفي أضرار تقديم فواتح الشهية للأطفال والبدائل الطبيعية عنها ، فهناك أنواع من فواتح الشهية على شكل بودرة تذاب في العصير مثلاً، وهناك بعضها على شكل شراب، وكلها تضر بصحة الطفل بشكل أو بآخر ولا يجب تقديمها للطفل واللجوء إلى الطرق الطبيعية لفتح شهية الطفل، وفي نفس الوقت البحث عن أسباب صحية لفقدان شهية الطفل؛ لأن فواتح الشهية تعمل على مركز الشهية في دماغ الطفل مما يؤثر على صحته وقد يؤدي لإصابته بأمراض خطيرة مستقبلاً، وفي حال الاضطرار لتقديم فواتح شهية فيمكن تقديم الأنواع التي تكون عبارة عن فيتامينات بسيطة مثل فيتامين ب، وحيث يعمل على تحسين الهضم لدى الطفل مما يجعله مستعداً لاستقبال وجبة جديدة.

وصفات طبيعية لتحسين شهية طفلك بعد عمر السنة
أعدي لطفلك وصفة غذائية مميزة وسحرية لفتح شهيته وزيادة وزنه وتعزيز مناعته في نفس الوقت وتتكون من اللبن الزبادي "الروب" مضافاً له ملعقة من السمسم المطحون وحبة واحدة من التمر المهروس جيداً، والتمر خصوصاً يحتوي على الحديد ونقص هذا العنصر يعد من أهم أسباب فقدان شهية الطفل.

أعدي لطفلك أيضاً ما يقارب من 50 سنتيمتراً مكعباً من مغلي اليانسون أو بذور الحلبة، أو أوراق الزعتر المجففة والخضراء، وكذلك أوراق النعنع المحلاة، ولكن ليس بالسكر الصناعي، ولكن قدميها له محلاة بواسطة العسل الطبيعي، وقدمي هذا المغلي حسب نوع الأعشاب المتوافرة لديك لطفلك قبل موعد الوجبة بنصف ساعة، وسوف تلاحظين أن شهية طفلك لتناول الطعام قد ازدادت بشكل ملحوظ.

نصائح عامة لفتح شهية الطفل
احرصي على تقديم بعض أصناف الطعام التي من شأنها فتح شهية الطفل، فمثلاً قدمي له الأصناف التي تحتوي على الحديد مثل البيض والسبانخ وكبدة الدجاج والعدس، ويفضل تقديم البيض المسلوق له والحرص على تناول صفاره.

قدمي الماء لطفلك قبل تقديم الوجبة الرئيسية حيث يسهم الماء في فتح شهية الطفل بشكل ملحوظ، ويزيد من إحساسه بالجوع مع التوقف عن إرضاعه في نفس الوقت.

قومي بإجراء فحص لفضلات الطفل، فهناك بعض الأطفال الذين يصابون بالديدان وطفيليات الأمعاء؛ مما يؤدي لفقدانهم الشهية للطعام؛ لأن هذه الديدان تتغذى على طعام الطفل قبل امتصاصه، ويصاب الطفل بالأنيميا وفقر الدم مما يؤدي بالتالي لإصابته بفقدان الشهية، إضافة لأعراض أخرى مثل الهرش في المؤخرة خلال النوم، وذلك في حال الإصابة بالديدان الدبوسية، ولذلك يجب علاج الديدان عند الأطفال بأسرع وقت وتكرار الجرعة بعد عدة أشهر حسب نوعها لمنع تكرار العدوى.

افحصي عينة من بول الطفل للتأكد من خلوها من مسببات الالتهابات البولية، لأن التهابات المجاري البولية تؤدي لفقدان الطفل لشهيته مع أعراض أخرى مثل حرقان البول وتقطعه.

قدمي له الأصناف التي تحتوي على عنصر الزنك حيث أن فوائد الزنك للأطفال عديدة، وترتبط بشهيتهم ومناعتهم، ويتوافر عنصر الزنك في جنين القمح والمكسرات المهروسة وكذلك السبانخ.

قدمي له بعض الفواكه التي تفتح الشهية مثل الخوخ، ولا تقدمي له التفاح قبل الوجبة؛ لأن التفاح يعمل على كبح جماح الشهية ويوصف لمن يتبعون نظاماً غذائياً لإنقاص الوزن حيث يعطي شعوراً بالشبع.