منظمة تضم أنشطة تعليمية وترفيهية، مما يساعد في تعزيز مهاراتهم الأساسية مثل التواصل والتفاعل الاجتماعي والمهارات الحركية، كما توفر الحاضنات أيضًا دعمًا مهمًا للأسر، مما يسهل على الآباء والأمهات التوفيق بين العمل والحياة الأسرية.
تقول مريم خاسكية من عكا وهي حاضنة وناشطة اجتماعية في حديث ادلت به لموقع بانيت وقناة هلا حول وضع الحاضنات في ظل الفترة الراهنة: " الوضع الذي نحن فيه لا نحسد عليه، فالظروف المعيشية تؤثر بشكل كبير على الحاضنات والأطفال، ومع الحرب، تصبح الأمور من سيء إلى أسوأ، لهذا نبذل جهدنا أن نبقى مركزات على الأطفال ونخلق بيئة داعمة ومريحة لهم".
"عملنا متعب جدا والعمل مع الأهالي ليس سهلا"
ومضت قائلة: "عملنا متعب جداً من الناحية الجسدية والتعامل مع الأهالي ليس سهلاً. بالإضافة إلى ذلك، نواجه تحديات كبيرة من قبل المؤسسات ووزارة التربية والتعليم، حيث يتم التدقيق في العديد من الجوانب، مما يبدو أنه يهدف إلى تقليص دور القطاع الخاص للحاضنات. كحاضنات، نواجه صعوبات خاصة مع الأطفال، حيث يأتي كل طفل من بيئة مختلفة، وبعضهم يأتون من أوضاع خاصة وخلفيات بيئية صعبة تتطلب تعاملًا دقيقًا واهتمامًا خاصًا، خاصةً الأطفال الذين يجري متابعتهم عن طريق مكاتب الشؤون الاجتماعية والرفاه الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، نعاني من الظروف المادية الصعبة التي تواجهها الأسر، حيث يضطر الأهالي أحياناً إلى التقصير في مستلزمات الطفل، ونحن نحاول قدر الإمكان ملء هذا الفراغ وتوفير الدعم اللازم للأطفال".
"الأجور لا تعكس الجهد والتعب الجسدي الكبير"
وأشارت مريم خاسكية الى " أن هناك العديد من الحاضنات المؤهلات، لكن بسبب التضييقات الحالية، لا يرغب الكثير منهن في العمل في هذا المجال. إضافةً إلى ذلك، الأجور لا تعكس الجهد والتعب الجسدي الكبير، والتخطيط وتنظيم يوم عمل للأطفال من الساعة السابعة صباحاً حتى الرابعة مساءً ليس سهلاً. نواجه أيضاً مشكلة في عدد الأطفال، ففي كل سنة، الوزارة تدعو لتقليص عدد الأطفال مع كل حاضنة، لكن بسبب قلة الحاضنات العاملات في هذا المجال، لا يتم تنفيذ هذه التعديلات، وهذا يشكل صعوبة اكبر علينا حيث يحتاج كل طفل اهتماماً خاصاً من الحاضنة، لكن، بسبب نقص الدعم الاقتصادي الكافي من وزارة التربية والتعليم، نجد أنفسنا في نفس الوضع دون تحسينات ملحوظة".
وأوضحت مريم خاسكية "أن الأجور التي نتقاضاها غالباً ما تكون عند الحد الأدنى أو حتى دونه في بعض الأحيان. عندما تكون لدينا مؤسسة تحتوي على عدد معين من الحاضنات، وإذا كانت هذه المؤسسة تعمل في القطاع الخاص وتعطي اهتماماً لظروف الناس، فإن الحاضنات قد يضطررن للعمل لساعات أقل. اضف الى ذلك، أن الأجر لا يعكس الجهد الذي نبذله في هذا المجال، فالتعب والجهد الذي نضعه في رعاية الأطفال واستثمار وقتنا فيهم لا يتناسب مع الأجر المتدني الذي نتقاضاه. نحن نقدم الكثير ونبذل جهدًا كبيرًا، لكن الأجر لا يواكب ما نقدمه".
"الوضع صعب جداً"
وحول تأثير الحرب على عملها كحاضنة، قالت مريم خاسكية: " الوضع صعب جداً، والظروف البيئية تؤثر بشكل كبير، خاصةً بعد الحرب. لدينا ملجأ جيد، لكن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاث سنوات يتأثرون بشكل خاص. بعضهم يصبح لديهم حالات هلع عند سماع صفارات الإنذار، وهناك أطفال يبدأون بالبكاء والصراخ بمجرد سماع صوت الطائرات. أيضا بعض الأطفال عادوا إلى استخدام الحفاضات بعد أن كانوا قد توقفوا عنها بسبب ظروف الحرب، مما أثر على تطورهم. كما أن الخوف الناتج عن سماع صفارات الإنذار والضوضاء الكبيرة يشكل تحديًا كبيرًا، هذا التأثير النفسي لا يمكن الاستهانة به".
"التفكير جيدا"
واختتمت حديثها، قائلة: "على الحاضنات الجدد التفكير جيداً قبل الدخول في هذا المجال. يجب أن يتمتعن بعدد من الصفات منها حب التعامل مع الاطفال، وصبر واسع، وأفق مفتوح، وقدرة على التفكير خارج الصندوق، فمن المهم أن نطور الأطفال من الناحية الفكرية والإبداعية".