المدرب فينشنزو مونتيلا - (Photo by Mateusz Slodkowski/Getty Images)

الفريق الذي وصل دون سبب مقنع للتفاؤل ترك شيئا لا يمكن رؤيته في الإحصائيات هو الاحترام.

وغادر فريق المدرب فينشنزو مونتيلا البطولة بالخسارة 2-1 أمام هولندا في دور الثمانية أمس السبت بعدما تلقى هدفا عكسيا متأخرا بعد سلسلة من العروض‭‭ ‬‬الحماسية التي جعلت المنتخب التركي واحدا من أكثر المنتخبات إمتاعا في البطولة.

وقال مونتيلا "أتطلع إلى المستقبل بمزيد من الثقة والوضوح. من وجهة نظري سيتم النظر إلى تركيا بعد هذه البطولة بشكل مختلف في المستقبل، وربما بمزيد من الاحترام".

وبدعم من واحدة من أكثر القواعد الجماهيرية، قدمت تركيا الكثير من الإثارة. وهو ما جعل مونتيلا يرى أن الأمر يتجاوز القرارات الفنية وخطط اللعب. وقال إن صخب الجماهير التركية جاء بسبب روح فريقه.

وقال مونتيلا بعد أن تغلبت تركيا على النمسا في دور الستة عشر وانتزعت منها بقوة لقب الحصان الأسود في البطولة "الجميع قدم أقصى ما لديه من ناحية الروح. لا يمكنك الفوز بمباريات مثل هذه إلا إذا كان هناك روح داخل الفريق".

ولم يكن هناك سبب يدعو تركيا للتفاؤل قبل انطلاق البطولة. وفشل المنتخب الذي وصل لقبل النهائي في بطولة أوروبا 2008 في تجاوز دور المجموعات في البطولتين السابقتين ولم يتأهل لكأس العالم منذ أن احتل المركز الثالث في عام 2002.

ولم يحقق أي فوز في أربع مباريات ودية هذا العام، بما في ذلك الهزيمة 6-1 أمام النمسا، وهي الخسارة التي وصفها مونتيلا بأنها وصمة عار في مسيرته، مما جعل الثأر في دور الستة عشر أغلى وذو طعم جيد.

ولعب الفريق بتعطش للفوز وروح معنوية مرتفعة يجعله منافسا صعبا مثلما قال عنه المدرب الهولندي رونالد كومان.

وكان من الصعب حتى اللعب بدون القائد الموقوف هاكان شالهان أوغلو ضد النمسا، وغياب ميريه دميرال في دور الثمانية. وبكى شالهان أوغلو بعد خسارة السبت.

وقال لاعب وسط إنتر ميلان "أنا فخور بفريقي. لقد لعبوا بروح رائعة، روح تركيا. شعرنا بالحب رغم هزيمتنا. لقد أحبنا الشعب التركي".

وسجل دميرال الهدفين أمام النمسا، لكن تم تغريمه وإيقافه مباراتين بسبب احتفاله بإشارة "الذئب" ذات المدلول السياسي. وأشار قلب دفاع الأهلي السعودي، برأس الذئب بأصابعه، وهو الرمز الذي ارتبط بمجموعة "الذئاب الرمادية" اليمينية المتطرفة في تركيا.

وتسبب إيقاف دميرال في توحيد صفوف الأتراك بشكل كبير، وقاتلوا على كل كرة وكأن حياتهم تتوقف عليها في مباراة هولندا. كما حفز ذلك الجماهير.

وتُعد ألمانيا موطنا لنحو ثلاثة ملايين تركي أو أصحاب الأصول التركية، مما يجعلهم أكبر أقلية عرقية في البلاد، لذلك بدا أن مبارياتهم في البطولة كأنها على أرضهم.

وتسببت كثرة الإنذارات في سقوط تركيا أيضا. لقد حصلوا عددا كبيرا للغاية من البطاقات الصفراء وصل عددهم إلى 11 إنذارا أمام التشيك مما أجبرهم على إجراء ثلاثة تغييرات على التشكيلة الأساسية ضد هولندا.

كما قدمت البطولة أيضا أردا جولر (19 عاما) للعالم. إذ قدم لاعب الوسط المهاجم لريال مدريد الملقب "بميسي التركي" بطولة أوروبية أولى له لا تنسى عندما أطلق تسديدة هائلة بعيدة المدى بيسراه داخل الشباك في المباراة الأولى ضد جورجيا.

وحطم الرقم القياسي لكريستيانو رونالد كأصغر لاعب يسجل في أول مباراة له في البطولة وعمره 19 عاما و114 يوما. ولكنه قدم أكثر من ذلك إذ قاد جولر وسط تركيا باتزان ونضج لا يعكسان صغر سنه.

وجاءت ثنائية دميرال في النمسا من تمريرتين عرضيتين من ركلتين ركنيتين نفذهما جولر. وكان من المناسب أن تأتي ضربة رأس من صامت أكايدن ضد هولندا بعد عرضية متقنة من جولر.

وقال مونتيلا عن لاعب ريال مدريد "قدم بطولة أوروبية رائعة. لم يلعب بانتظام في هذا المستوى. لقد ولد عام 2005 ولم يبلغ العشرين من عمره بعد. هذه الخبرة ستجعله لاعبا أفضل بكثير".

وسيبلغ جولر (27 عاما) فقط عندما تستضيف تركيا بطولة أوروبا 2032 مناصفة مع إيطاليا.

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ