صورة للتوضيح فقط - تصوير : Evgeny Atamanenko shutterstock
أو أناني لا يهتم إلا بنفسه وهكذا؛ ما يحفز الأهل على اتخاذ طرق تعامل خاصة معه، من أجل صقل هذه الشخصية بشكلٍ إيجابي وسليم في النهاية.
وهذا يعني أن مراعاة الطفل بالمنزل والاهتمام به، ومراقبة ما يفعل وما يحب وما يكره، ولأي الأشياء يميل، وطرق التوجيه الصحيحة خطوات تساعد على وضع حجر الأساس في تكوين شخصية الطفل بشكلٍ سليمٍ وصحيح، وبها يستطيع مواجهة الحياة بثقة وجرأة، "سيدتي" التقت مع الدكتورة منى سليمان أستاذة علم نفس الطفل للشرح والتوضيح.
معلومات تهمك
لا شك أن تكوين شخصية الطفل التي تشمل جميع جوانبه النفسية والعقلية تشغل بال الآباء، ولا جدال أيضاً بأنهم يحلمون بطفلٍ تتوفر فيه كل الصفات الإيجابية؛ ذكيّ ومنظم وقياديَ ويمتلك شخصية قوية... إلى آخره.
يبدأ الطفل الاهتمام بالبيئة المحيطة به، والتركيز على ما يحصل فيها منذ عامه الثاني؛ حيث يصبح أكثر قدرة على الاعتماد على نفسه، فينطلق ليتعرف إلى بيئته، ومن هنا يبدأ الآباء البحث عن طرق للتعامل معه.
لتنمية شخصية الطفل لا بد من الاعتراف بأن كل طفل يختلف عن الآخر، لذلك يجب الابتعاد عن المقارنة بين الأطفال؛ وذلك لتحتفظ شخصية كل طفل بما يناسبها والذي اختاره بنفسه.
الامتناع عن وضع الطفل في قالب طفلٍ آخر، ليصبح مثله، حتى لو كان في قالب أخيه أو أبيه أو أي شخصية أخرى؛ فمن الصعب عمل نسخٍ طبق الأصل عن شخصيات مرغوبة.
على الآباء تشجيع طفلهم على اللعب؛ لأنّ ذلك يساهم في نموه بدنياً ونفسياً وعقلياً، ومن أفضل أنواع اللعب هو اللعب الجماعي، حيث ينمي عند الطفل روح المشاركة والقيادة وثقافة تقبل الآخرين.
من شروط تكوين شخصية الطفل، توفير القدوة الحسنة؛ فالطفل في مرحلة الطفولة يميل لتقليد الآخرين في أفعالهم وأقوالهم، وليس هناك أفضل من الوالدين ليكونا القدوة الحسنة نظراً لتواصلهما المباشر معه.
هناك ضرورة لترك الطفل يتصرف على طبيعته، وليس على طبيعة الآخرين، فلا ضرر في أن يخطئ أمام الآخرين، أو أن يتصرف بشكلٍ عفوي، مع تركه يمارس هواياته الخاصة في عالمه الذي يخلقه هو لنفسه.
الابتعاد عن التأنيب واللوم المستمر للطفل، ومحاولة شرح الخطأ الذي يقع فيه، وما يترتب عليه من أضرار، وتوضيح الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، ولا مانع من تقديم مكافأة له.
اللعب مفتاح شخصية الطفل
اللعب الجماعي له دور كبير في بناء شخصية الطفل، لهذا وجب منح الطفل وقتاً للعب بمفرده أو بمشاركته مع أقران في مثل عمره؛ ما يفيد في تطور النمو العقلي والإدراكي والجسدي والعاطفي للطفل.
يساعد اللعب مع الآخرين على اتخاذ القرارات، والاعتماد على الذات، واستكشاف كلِّ ما هو جديد، وعلى الأهل أن يدركوا أن الأطفال يختلفون عن بعضهم بطريقةٍ ما، وأنّ طفلهم متميز ومتفرد بصفاته عن غيره.
دور الأسرة في تكوين شخصية الطفل
تتأثر تنمية شخصية الطفل بالمحيط الأسري السليم والأبوة الإيجابيّة؛ وشخصية الطفل في النهاية هي خلاصة نتائجه الإدراكية، والمعرفية، والمزاجية التي تُعبر عن ذاته وعالمه المحيط به وعن المستقبل.
ولأن مستويات الطاقة لدى الأطفال، وكذلك مزاجهم العام يؤثر في سلوكهم وازدهار شخصيتهم وتطورها، فالأمر يحتاج تدخلاً وضبطاً من قبل الأهل بشكلٍ سليم؛ بهدف التطوير أو التبديل أو التحسين.
كما أن للبيئة المحيطة بالطفل والجو الأسري العام دوراً أكبر في تنمية مهارات وشخصية الطفل، وأيضاً قد يكون لها دور سلبي أيضاً؛ ما يؤثر بشكل كبير على تكوين سلوك الطفل وتعاملاته مع العالم من حوله.
كما يتأثر مفهوم الطفل عن نفسه وتعبيره عن ذاته بوضوح خلال فترة المراهقة وفي عمر العشرين؛ حيث تختلف من شاب-ة- لآخر وفقاً للطريقة التي تربى عليها، أو تأثراً بالطريقة التي وجد عليها أقرانه.
كما أن للأبوة السليمة دوراً إيجابياً في تنمية قدرات الطفل، وتطوير بيئتهم الذاتية التي توصلهم إلى تقدير أنفسهم واحترام ذواتهم، وذلك يكون بالدعم المستمر الذي يمنح الطفل الثقة والدعم القوي لبناء الشخصية.
مبادئ مهمة في تكوين شخصية طفلك
كن صادقاً
على الآباء غرس صفة الصدق في الطفل؛ لأنه سوف يساهم في تكوين الشخصية وعليه يمكن بناء أي جوانب أخرى.
اجعله مستقلاً
الاستقلالية والاعتماد على النفس يساعدان الطفل في مواجهة العديد من المواقف الصعبة، ويكسبه شخصية مستقلة.
اترك له حرية الرأي
علم طفلك حرية الرأي والتعبير والتمكين من إبداء رغباته، وحق المطالبة بحقوقه دون خوف أو إحراج، في جوانب الحياة المختلفة.
علمه الصبر والمثابرة
من المهم تعليم الطفل المثابرة على تحقيق الأهداف في الحياة، وأن يتحلى بصفات الصبر وعدم استعجال النتائج لتحقيق الذات.
التخطيط الجيد
من الضروري تدعيم الطفل ومساعدته في التدريب على حل المشكلات والتخطيط لأي أعمال بشكل جيد؛ ما يصقل خبراته مع التدريج فيكون لديه مرونة عند التعرض لأي مشكلة مستقبلاً.
المساعدة والمشاركة
المبادرة ومساعدة المحيطين والتشجيع على الاندماج مع المجتمع المحيط، ومد يد العون للمحتاجين؛ ما يساعد على بناء شخصيته بشكل إيجابي.
التعاطف مع الآخرين
التعاطف مع الآخرين والشعور بهم، أمر ضروري في بناء شخصية الطفل يكسبه مهارات التواصل البناء، ويأخذ عنه الآخرون انطباعاً بأنه عطوف وودود.
الوصول إلى الهدف وتحقيق النجاح
من الضروري أن يكون النجاح عادة في حياة الطفل، ولكي يحقق نجاحاً يجب أن يستفيد من خبرات الفشل السابقة، والمداومة على تصحيح الأخطاء، والبحث عن عوامل النجاح يجعله شخصيه ناجحة في إدارة أمور الحياة.