الصورة من كاتب القصة
دون اكتراث بالآخرين. فإن كان ينتظر في دور ما، فسيحرص كثيرًا على أن لا يأخذ أحد دوره، لكنّه لن يمانع إن تمكن هو من " تسريع" دوره، فهو يحسب ذلك " شطارة " ولا يحسبها تعدّيًا على حقوق الآخرين.
لدى أبي إسلام الكثير من المَهمّات والأعباء، ولذلك تراه في سيّارته مسرعًا مشدوه البال، يركن سيّارته في أقرب مكان تستحسنه عيناه، ولا يهمّه إن كان في ذلك مضايقة أو تعطيل لحركة السير. فهو في عجلةٍ من أمره، والأمر لا يستغرق أكثر من دقائق قليلة. وإن اعترض أحدهم على ذلك، فإنّ أبا إسلام يرفع عقيرته محتدًّا: "ماذا حدث؟ أليس لديك صبر لبضعة ثوان؟ أليس هناك احترام للكبير؟ ما بال الناس يريد أحدهم ان يأكل الآخر، لقد خربت البلد مع أهلها!"
بعدما يفرغ أبو إسلام من شؤونه، يعود إلى مركبته قاطعًا الشارع بكلّ هدوء ووقار، يأخذ كل وقته حتى يصل سيّارته كأنه يسير وحده في صحراءَ مقفرةٍ. يركب سيّارته ويسوقها، وسرعان ما يغتاظ من فوضى البشر وقلّة اعتبارهم للآخرين!