صورة للتوضيح فقط - تصوير:shutterstock_Przemek Iciak
بعض الأدوية الخافضة تنزل الحرارة، بينما انخفاض درجة حرارة جسم الطفل إلى ما تحت الـ 35 درجة، حالة تحدث للطفل والرضيع، يفقد فيها الجسم الحرارة بشكل أسرع من قدرته على إنتاجها، ما يتسبب في انخفاض الحرارة بشكل خطير، وعلمياً تبلغ درجة حرارة الجسم الطبيعية حوالي (37 درجة مئوية) ، ويحدث انخفاض حرارة الجسم عندما تقل عن (35 درجة مئوية).
وعادة ما يرتبط انخفاض درجة حرارة الجسم بعدم قدرة القلب والجهاز العصبي والأعضاء الأخرى على العمل بشكل طبيعي، وإذا تُرك انخفاض حرارة الجسم دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى فشل كامل في قلب الطفل وجهازه التنفسي، وقد يؤدي إلى الوفاة في النهاية.
عن تفاصيل انخفاض درجة حرارة الطفل من حيث أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها والعلاج، يتحدث الدكتور محمود حسن الزيات أستاذ طب الأطفال .
1- أسباب انخفاض درجة حرارة الطفل
يحدث انخفاض حرارة الجسم عندما يفقد جسم الطفل الحرارة بشكل أسرع مما ينتجها.
التعرُّض لظروف الطقس البارد أو المياه الباردة.
التعرض المطول لأي بيئة أكثر برودة من جسمك، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم.
ارتداء ملابس غير دافئة بما يكفي لملائمة ظروف الطقس.
البقاء في البرد لفترة طويلة للغاية.
عدم القدرة على خلع الملابس المبللة، أو الانتقال إلى مكان دافئ وجاف.
السقوط في الماء، عند وقوع حادث قارب على سبيل المثال.
العيش في منزل شديد البرودة، أو بسبب سوء التدفئة أو لفرط استخدام التكييف.
2 -أعراض انخفاض الحرارة على جسم الطفل
عادةً لا يكون الطفل المصاب بانخفاض درجة حرارة الجسم على دراية بحالته؛ لأن الأعراض غالبًا ما تبدأ في الظهور تدريجيًا، كما يمنع التفكير المشوش المرتبط بانخفاض درجة حرارة الجسم من الوعي الذاتي .
وتتضمن أعراض انخفاض درجة حرارة الجسم ومؤشراته ما يلي:
الارتجاف هو أول عَرض ستلاحظه الأم، عندما تبدأ درجة حرارة طفلها في الانخفاض.
تداخُل الكلام أو التمتمة، سرعة التنفُّس وضعفه.
نبض ضعيف، الترنح، أو ضعف الاتزان.
الشعور بالنُّعاس أو ضعف النشاط.
الارتباك أو ضعف الذاكرة، فقدان الوعي.
برودة الجلد وتلونه باللون الأحمر الفاتح (في الرضع).
آليات فقد الجسم للحرارة
إشعاع الحرارة: معظم فقدان الحرارة يعود إلى الحرارة المنبعثة من أسطح جسم الإنسان غير المحمية، في حالة ملامسة شيء شديد البرودة بشكل مباشر، مثل الماء البارد أو الأرض الباردة، فإن الحرارة تنتقل خارجةً من جسمك.
كما أن حرارة الجسم تُفقد في الماء البارد بشكل أسرع بكثير من فقدانها في الهواء البارد، وبالمثل فإن فقدان الحرارة من جسم الطفل يكون أسرع بكثير إذا كانت ملابسه مبتلة، مثلما يحدث عندما تكون عالقًا في المطر.
تزيل الرياح حرارة الجسم عن طريق إزالة الطبقة الرقيقة من الهواء الدافئ الموجودة على سطح الجلد.
3- عوامل الخطر
الإنهاك
تتضاءل إمكانية تحمل البرد عندما يكون الطفل مرهقًا، يفقد الأطفال حرارة الجسم بشكل أسرع من البالغين، وقد يتجاهل الأطفال أيضًا البرد لأنهم يستمتعون كثيرًا، فلا يخطر الأمر على بالهم.
قد لا يرتدي الأطفال المصابون بمرض عقلي أو الخَرَف أو غير ذلك، الملابس المناسبة للطقس، أو قد لا يفهمون المخاطر المعرضين لها، كما قد تؤثر بعض الاضطرابات الصحية على قدرة جسم الطفل على تنظيم درجة حرارة الجسم.
الغدة الدرقية الخاملة وسوء التغذية أو فقدان الشهية العصبي والسكري، والسَّكتة الدماغية والتهاب المفاصل الحاد، من الأمراض التي تمنع إحساس الطفل بالبرد.
يمكن لبعض الأدوية أن تتسبب في تغيير قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته، كمضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للذُّهان والمهدئات والتي تتناولها الأم، وهي في حالة رضاعة لطفلها وحتى السنتين من عمره.
المضاعفات
الأطفال الذين يصابون بانخفاض درجة حرارة الجسم، بسبب التعرض للطقس البارد أو الماء البارد معرضون أيضًا لإصابات أخرى : تجمّد أنسجة الجسم (لسعة الصقيع)، وتحلل وموت الأنسجة الناتج عن انقطاع تدفق الدم (الغنغرينة .
4-الإسعافات الأولية للطفل
اصطحبي الطفل إلى الداخل برفق، ثم أزيلي ملابسه الرطبة بعناية، واستبدليها بمعطف أو بطانية دافئة وجافة، وذلك أثناء انتظارك وصول مسئولي الطوارئ.
قومي بتدفئة الطفل المريض كعلاج لانخفاض درجة الحرارة؛ وذلك لمنع فقد المزيد من حرارة الجسم، وضرورة معاملة الطفل الذي يعاني من انخفاض درجة الحرارة برفق وحذر.
نقل الطفل لمكان دافئ في أسرع وقت ممكن، وعزله عن الأرضيات الباردة، وإبعاده عن مجرى الرياح، والمحافظة على هيئة الطفل مستلقياً، مع نزع الملابس المبتلة عن الطفل وتجفيف جسمه في حال كان مبتلاً فور الانتقال إلى مكان دافئ.
تغطية الطفل وتدفئة رأسه وجذع جسمه أولاً، احتضان الطفل برفق؛ لأن حرارة الآخر تساعد على تدفئته، وزيادة النشاط البدني للطفل إن أمكن، مع ضرورة تجنب تعرقه؛ لأن ذلك يتسبب بفقدان حرارة الجسم مجدداً.
إعطاء الطفل مشروبات ساخنة أو تلك التي تمدّه بالطاقة مثل مشروب الشوكولاتة إن أمكن، ويمكن استخدام كمادات الإسعافات الأولية الدافئة والجافة وليست ساخنة؛ لتجنب إصابة الطفل بالحروق لأن المصاب قد يعاني من مشاكل في الإحساس بجلده.
استخدام هذه الأدوات على الرقبة، والفخدين، الصدر، و تجنب وضعها على الساقين والذراعين؛ لأن ذلك يدفع الدم البارد إلى القلب، والرئتين، والدماغ مما يؤدي إلى تقليل درجة الحرارة الأساسية للجسم.
المحافظة على دفء الطفل وجفاف جسمه فور استقرار وضعه وثبات درجة حرارة جسمه، ارتداءِ قبعة أو أي غطاء حامي آخر؛ لمنع تسرب حرارة الجسم من الرأس والوجه والرقبة.
غطي يديه بالقفاز الراحي بدلًا من القفاز الكامل، واطلبي منه أو منها تجنب النشاطات التي تتسبب في العرق بغزارة، ومن أكثر الملابس الحامية من الرياح هي الملابس الخارجية المنسوجة بإحكام والطاردة للمياه.
قومي بخلع الملابس المبللة في أقرب وقت ممكن، و كوني حذرة للحفاظ على جفاف يديه وقدميه؛ نظرًا لسهولة دخول البرد إلى القفازات والأحذية.
5- طرق للوقاية للمحافظة على سلامة الأطفال من البرد للمساعدة في الوقاية من انخفاض الحرارة عندما يكون الأطفال في الخارج في فصل الشتاء: قومي بإلباس الرضع والأطفال الصغار طبقة واحدة إضافية عما قد يرتديه البالغون في نفس الحالات. أدخلي الأطفال إذا بدأوا في الارتجاف؛ فهذه أول علامة على بدء انخفاض حرارة الجسم. اجعلي الأطفال يدخلون مرارًا وتكرارًا لتدفئة أنفسهم عندما يلعبون في الخارج، ولا تدعي الأطفال ينامون في غرفة باردة.