اختيار الهيئات التدريسية والطواقم التعليمية للكتب والكراسات، وما هي المعايير التي يجب وضعها قبل تحديد هذه الكتب، التي هناك من يطلق عليها اسم "المعلم الصامت" لما تحتوي بين اوراقها وسطورها من معلومات قيمة وثمينة. يقول د. احمد هيبي باحث وكاتب من كابول، في حديث ادلى به لموقع بانيت وقناة هلا حول اختيار الكتب المدرسية : " في المدارس الابتدائية والإعدادية، نحن نعرف أن الطالب يحصل على قائمة بالكتب التي يجب عليه شراؤها استعداداً للعام الدراسي القادم. اختيار الكتب يتم بواسطة المعلمين، على سبيل المثال، إذا نظرنا إلى موضوع اللغة العربية، فإن معلمي اللغة العربية، ومركزي اللغة العربية، ومدير المدرسة يجلسون معاً لتحديد الكتب المطلوبة. هؤلاء المسؤولون يتخذون القرار بشأن الكتب المطلوبة لأنه يوجد أكثر من كتاب متاح لكل مادة. النقطة المهمة الأخرى التي يجب ذكرها هي أن عملية اختيار الكتب تتم فقط من قبل هؤلاء المعلمين والإداريين، وليس من قبل أي شخص آخر، لكن أحيانًا يكون هناك تأثيرات من قبل بعض المرشدين والمفتشين، ولكن ليس الجميع بالطبع، لأن التعميم ليس منصفًا. من المعروف أن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم يُمنع عليهم التدخل في هذه الأمور، حيث أن هذا الشأن يخص المدرسة والمعلمين وطلابها فقط".
ومضى قائلا: " جميع الكتب مصادق عليها، ولكن لكل كتاب توجهه وأسلوبه الخاص. فبعض الكتب تكون أوضح وأسهل في الفهم، بينما البعض الآخر يكون أكثر تعمقاً وشمولاً. الكتاب الذي بذل فيه المؤلفون جهداً أكبر يظهر عادةً بمحتوى أفضل واستثمار أكبر في جودته". واردف قائلا: "أنا أكتب كتبًا للصف الأول، بما في ذلك كتب الرياضيات. نعم، لقد كتبت كتب الرياضيات للصف الأول وكذلك للمدارس الابتدائية والإعدادية. بالإضافة إلى ذلك، كتبت كتبًا في اللغة العربية، وحصلت على جائزة الإبداع في اللغة العربية منذ فترة طويلة".
" يجب أن يكون الكتاب المستخدم موافقاً للمنهاج التدريسي"
وحول الأمور التي يجب مراعاتها عند اختيار الكتب، قال د. هيبي: " يجب أن ينتبهوا إلى المهنية قبل اختيار الكتب. أولاً، يجب أن يكون الكتاب المستخدم موافقاً للمنهاج التدريسي. صحيح أن هناك العديد من الكتب المتاحة، ولكن في النهاية هناك منهاج واحد يجب الالتزام به. وأضاف: " أصبحت كتابة الكتب أسهل بفضل توفر مصادر أكثر. يمكنك الآن رؤية كيف تُكتب الكتب للصف الأول في أمريكا وبلدان أخرى. الإنترنت يوفر أحيانًا الوصول إلى كتب من بلدان أخرى، مما يساعد المؤلفين في تطوير محتواهم".
"منافسة كبيرة"
وأشار د. هيبي الى "أن هناك منافسة كبيرة في عالم الكتب. نحن نتوجه إلى المدارس لعرض كتبنا ونطلب منهم اعتمادها. نحاول أيضًا إقناع المعلمين بتبني كتبنا واستخدامها في تدريسهم. وقد تعلمنا الكثير من الحقل، حيث نحن نقوم بعقد حلقات إرشادية، فعندما نؤلف كتابًا وتتبناه المدرسة، لا نترك المدرسة بل نستمر في زيارتها ونقوم بتقديم الإرشاد لطاقم المعلمين. نجتمع معهم لمناقشة رأيهم في الكتاب والتحديات التي يواجهونها. بالإضافة إلى ذلك، نعقد حلقات عبر ‘الزوم‘ تكون مفتوحة للجميع ممن يستخدمون الكتاب. يقدم ايضا المعلمون ملاحظاتهم على الكتب ونحن بدورنا نقوم باتباع هذه الملاحظات".
وأوضح د. هيبي "أن وزارة المعارف تفرض على الكُتاب ألا يغيروا الكتب المعتمدة لمدة خمس سنوات، ولهذا الامر سلبياته وايجابياته، فمن الإيجابيات ان الامر يخفف على الاهل حيث يأخذ الطالب كتاب أخيه ولا يضطرون لشراء كتب جديدة، اما السلبيات فمن الممكن ان اختيار المعلمين للكتب لم يكن موفقا وبالتالي من الصعب تغييره".
وأضاف: "من المفروض أن يكون سعر الكتاب موحدًا وتحدده الوزارة، وليس من كتب الكتاب. نحن نقدم الكتاب للوزارة، وبعد المصادقة عليه، تُحدد الوزارة السعر المناسب".