الصورة من كاتب القصة محمد سليم أنقر
بل سبق وبادر بنفسه للتوسّط في عدّة مشاكل. فهو يعتبر ذلك من مكارم الأخلاق وشيم الرجال. ولو سألته عن أكثر العلاقات أهميّةً في الحياة، لاستَلَّ لك الجوابَ على الفور: "العلاقة مع الجيران". ثمّ يسترسل في الحديث، ويَقُصّ عليك الأحاديث الشريفة التي تحضّ على وجوب حُسْن العلاقة مع الجيران. ويقتبس لك عدّة أمثلة عن طيب علاقة رسول الله مع جيرانه وإحسانه إليهم. ثمّ يُقْسِمُ لك أنّ هذه العلاقة مقدّسة ويجب الحفاظ عليها. ومن ثمّ ينصحك بالحفاظ على علاقة طيّبة مع جيرانك.
لكنّ أبا إسلام سينسى أن يخبرك عن الليالي الطوال التي أقامها قبل عام ونصف، احتفالًا بعرس ابنه البكر. آنذاك صدحت مكبّرات الصوت إلى أن أُنهِكتْ، وأُطلِقَت العيارات الناريّة حتّى خيّلَ أنّ السماء الأولى قد خُرقَت. آنذاك، لم يخطر ببال أبي إسلام أن يتجاوز بتفكيره أسوار بيته. بل خَطَرَ له أن يعانق الضيوف من جيرانه ويصافحهم بحرارة متمنّيًا لهم السعادة وهدوء البال!