logo

أسباب رفض الطفل للطعام.. وطرق للعلاج

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
28-05-2024 06:30:32 اخر تحديث: 30-05-2024 05:32:38

قد يعبّر الطفل الذي لا يرغب في تناول الطعام عن تفضيله لأطعمة معينة أو خوفه من أطعمة جديدة، ورغم أن هناك مشاكل حسية أحياناً، لكنّ هناك أوقاتاً قد يكون فيها


صورة للتوضيح فقط - تصوير:shutterstock_linavita

رفض الطفل لتناول الطعام علامة على وجود مشكلة طبية؛ مثل حساسية الطعام أو مرض فيروسي.

الأكل الانتقائي وانخفاض الشهية عند الأطفال في بعض الأحيان أمر شائع وطبيعي. لكن رفض تناول الطعام لفترات طويلة ليس كذلك. وعادة ما يشعر الأطفال بالجوع كل بضع ساعات. يسلط الأطباء والاختصاصيون الضوء على الأكل الطبيعي لدى الطفل الصغير، والأسباب الأكثر شيوعاً لعدم تناول الطفل الصغير للطعام، كما يوضحون بالتفصيل متى يجب طلب مشورة الطبيب، ليقدم أفكاراً لتشجيع عادات الأكل الإيجابية.

ما هو الأكل الطبيعي لطفل صغير؟

يحتاج الطفل النشيط يومياً ما بين 1000 و1400 سعرة حرارية في اليوم، ويمكن أن تأتي هذه السعرات الحرارية من الطعام والحليب. إذا كان طفلك لا يستطيع تناول منتجات الألبان، فتحدثي مع طبيبك عن مصادر أخرى للكالسيوم.

فقد تختلف الكمية التي يتناولها طفلك بشكل كبير من يوم لآخر. على سبيل المثال، قد يبدو أنه يأكل باستمرار في بعض الأيام ويأكل القليل جداً في أيام أخرى. عادةً ما يتم متابعة هذا على مدار أسبوع أو نحو ذلك.

ما هو الأكل الانتقائي؟

يمارس الأطفال الصغار "الأكل الانتقائي"، وهذا يعني أنهم يميلون إلى تفضيل بعض الأطعمة وتجنب جميع الأطعمة الأخرى. وقد تظل مفضلاتهم كما هي لفترة من الوقت أو تتغير بمرور الوقت، لكنهم يبدأون حياتهم بالبحث عن شيء واحد على وجه الخصوص؛ النكهات الحلوة، وليس هناك سبب واضح لهذا، حيث يولد الأطفال وهم يفضلون النكهات الحلوة، ما يجذبهم بسهولة إلى حليب الثدي. إن تفضيلهم للحلويات أكثر من تفضيل البالغين لها، ولا يبدأ في الانخفاض حتى مرحلة المراهقة، حيث يجب أن يتعلم الأطفال أن يحبوا النكهات اللذيذة الأخرى.

يتعلم الأطفال الصغار تناول الطعام عن طريق تقليد والديهم وإخوتهم. لذلك، إذا كان أفراد الأسرة يتناولون مجموعة متنوعة من الأطعمة، فمن المرجح أن يعكس طفلك هذا السلوك مع مرور بعض الوقت. فقط كوني مستعدة لتخزين أي طعام ينجذب إليه، على الأقل لفترة من الوقت.

أسباب رفض الطفل للطعام

حدد الأطباء بعض الأسباب التي تدعو الأطفال إلى رفض الطعام، وخرجوا بالقائمة الآتية:

1- الخوف من الأطعمة الجديدة

في وقت ما خلال عامهم الثاني، ينشأ لدى العديد من الأطفال الصغار خوف من تجربة طعام جديد، وهذا ما يسمى نيوفوبيا، وهو السبب الأكثر شيوعاً لرفض الأطفال الصغار تناول الطعام.

ويكون الخوف من الأطعمة الجديدة أقوى لدى بعض الأطفال الصغار من غيرهم، لكن معظمهم يتخلصون منه في النهاية، حيث يتطلب الأمر الصبر والمثابرة من الآباء لمساعدة أطفالهم على التغلب على هذا الأمر. يمكنك مساعدة طفلك من خلال تعريضه لأطعمة جديدة بانتظام، وتناول الوجبات معاً، وإظهار أن الأطعمة الجديدة آمنة للأكل وليست مخيفة على الإطلاق.

قد يحتاج الأطفال إلى تقديم الأطعمة الجديدة عدة مرات قبل أن يضعوها في أفواههم. في هذه الأثناء، لا تحاولي إجبار طفلك على تجربة هذه الأطعمة. من المرجح أن ينغمس الأطفال الصغار في تناول الأطعمة بمجرد أن يصبحوا مألوفين ويشعروا أنهم يفتقدون؛ ذلك بسبب عدم تذوقها.

2- عدم القدرة على تذوق الطعم

ضعف في عدد براعم التذوق التي يمتلكها البالغون، وهذا يعني أن حاسة التذوق لديهم تكون أكثر حساسية، خاصة تجاه الأطعمة القوية أو المرة مثل الخضروات.

يتخذ بعض الأطفال قراراتهم المتعلقة بالطعام ليس فقط بناءً على الذوق، بل على المعلومات التي يجمعونها من حواسهم الأخرى. قد يرفضون الطعام بناءً على واحد أو أكثر مما يلي:

مشكلة نَسِيج الطعام.

رائحته التي لا تعجبهم.

مظهره الذي لا يروق لهم.

حركته الغريبة، مثل اهتزاز الجيلاتين، على سبيل المثال.

لونه الذي لا يحبونه.

أفضل طريقة لقبول الطفل وجبته هي السماح للطفل بالاستكشاف أو حتى لعب الطفل بطعامه. ومن خلال القيام بذلك؛ يتعلمون أشياء مهمة حول كل من هذه الخصائص، ما يجعلها مألوفة أكثر.

يمكنك أيضاً محاولة القيام بكل ما في وسعك لجعل طعامهم يبدو جذاباً أو ممتعاً قدر الإمكان. قد يساعد تقطيع الطعام إلى أشكال قطع البسكويت أو تحويل طبق من شرائح الخضار إلى مشهد كرتوني. لكن ضعي في اعتبارك أنه إذا بدت تفضيلات طفلك متطرفة، فقد يكون ذلك علامة على مشاكل في المعالجة الحسية. وقد يكون الأطفال الذين يعانون من مشاكل حسية متعلقة بالطعام قادرين على تحمل الأطعمة اللينة فقط، على سبيل المثال، أو ذات لون معين.

قد تؤدي المشكلات الحسية إلى مشاكل في التغذية، لذا من المهم الاتصال بالطبيب إذا كنتِ تشكّين في أن طفلك يعاني من مشكلة حسية.

3- قلة الشهية في بعض الأحيان

من المعروف أن الأطفال يتمتعون بقدرة جيدة على الاعتراض وبمهارة، ما يعني أنهم قادرون على الشعور وفهم أحاسيس أجسادهم. وهذا يشمل الجوع، إذا كان طفلك لا يأكل ويصرّ على أنه ليس جائعاً، فدعيه يذهب. واستمري في تقديم الوجبات الخفيفة له، حتى لو تم رفضها.

يشرب بعض الأطفال الصغار الكثير من الحليب أو العصير، مما قد يملأهم كثيراً لدرجة أنهم لا يشعرون بالجوع في وقت تناول الطعام. يمكن أن يساعد الحد من تناول المشروبات بين الوجبات في الماء في هذا الأمر، لذلك تعلمي طرقاً طبيعية للتحكم في شهية الطفل الذي ينمو، فقد يتطلب بعض الممارسة، مثل تحديد حجم الحصة؛ فإذا كان يترك الطعام خلفه دائماً، فحاولي تقليص الكمية التي تقدمينها له أو دعيه يأكل بنفسه، ويحدد كميته.

عادة ما يشعر الأطفال الصغار بالجوع كل بضع ساعات، لذا فإن تناول وجبة خفيفة صغيرة قبل ساعات قليلة من الوجبة يعني أنهم جائعون، وليسوا جائعين، عندما يحين وقت تناول الطعام.

4- التعب وتشتت الذهن

تماماً مثل البالغين، قد يكون الطفل الذي لا يرغب في تناول الطعام متعباً جداً، بحيث لا يتمكن من القيام بحركات تناول الوجبة. وقد ينشغلون أيضاً بنشاط يبعد أذهانهم (أو أولوياتهم) عن الطعام. ويمكن أن يحدث هذا عندما:

إذا لعب كثيراً في ذلك اليوم، وبسعادة مع شيء ما أو شخص ما ولا يريد التوقف.

إذا نام بشكل سيئ أو لم يكن كافياً في الليلة السابقة، حيث يلعب النوم الجيد دوراً في التمتع بصحة جيدة، خاصة بين الأطفال الصغار في مرحلة النمو. واعلمي أنه يحتاج الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وسنتين إلى ما بين 11 و14 ساعة من النوم يومياً (بما في ذلك القيلولة)، بينما يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات من 10 إلى 13 ساعة يومياً.

إذا أصبح التعب أثناء تناول العشاء أمراً منتظماً، فحاولي أن تجعلي وقت الغداء الوجبة الكبيرة لطفلك في اليوم وأعدي طبقاً خفيفاً لتناول العشاء.

المشاكل الطبية التي تؤثر على أكل الطفل

وكما تعلمين من تجربتك الخاصة، من الممكن أن تفقدي شهيتك إذا شعرت بالمرض. لا يختلف الأمر عند الأطفال الصغار عن ذلك، على الرغم من أنهم قد لا يتمكنون دائماً من إخبارك بالضبط بما يزعجهم. وتشمل بعض الحالات الطبية التي قد تسبب نقص الشهية أو رفض الطفل لتناول الطعام ما يلي:

التسنين، حيث يبدأ معظم الأطفال في التسنين بين عمر 6 و12 شهراً، ومع ذلك فإنه قد تظهر مجموعة من الاختلافات بين طفل وآخر؛ فبعض الأطفال لا يكون لديهم أي أسنان في عمر سنة، وغالباً تظهر السن الأولى عند عمر 6 أشهر؛ حيث تبدأ الأسنان الأمامية (القواطع السفلية) في الظهور أولاً، ثم تتوالى الأخرى، وغالباً ما يستكمل معظمُ الأطفال أسنانهم عند عمر 3 سنوات.

الإمساك عند الأطفال من أكثر مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة في مرحلة الطفولة، خاصة لدى الأطفال بعمر سنتين إلى ثلاث سنوات. ويعرف إمساك الأطفال على أنه تناقص في عدد مرات الإخراج المعتادة لدى الطفل، أو زيادة في جفاف وصلابة البراز، أو معاناة الطفل من صعوبة وألم أثناء التبرز.

عدوى فيروسية، أو حساسية، أو أي حالة أخرى تسبب التهاب الحلق أو الحمى.

الحساسية الغذائية، مثل مرض الاضطرابات الهضمية (رد فعل على بروتين الغلوتين الموجود في القمح والشعير والجاودار).

مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) أو الارتجاع الحمضي المزمن.

التهاب المريء اليوزيني، وهو عبارة عن تراكم خلايا دم بيضاء معينة في المريء (ربما بسبب الحساسية / الحساسية الغذائية أو ارتجاع الحمض)، ما يؤدي إلى تورم الحلق وآلامه.

الحالات النفسية؛ مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، أو اضطراب طيف التوحد (ASD)، أو القلق الشديد، أو اضطراب الوسواس القهري (OCD).

النفور الحسي من الطعام؛ أي أن الطفل يرفض بشكل مستمر بعض الأطعمة؛ بناءً على خصائص معينة.

الخوف من المرض، أو الاختناق، أو الغثيان، أو الحساسية، إما لأنهم أو أي شخص رأوه قد تعرضوا لأحد هذه الأعراض أثناء تناول الطعام أو بعده.

ماذا أفعل عندما لا يأكل الطفل الطعام؟

اجعلي وقت تناول الطعام إيجابياً، وحاولي ألا تحولي رفض طفلك لتناول الطعام إلى معركة بينكما، وتتضمن بعض الإستراتيجيات التي يمكنك تجربتها ما يلي:

قدمي لطفلك باستمرار مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الأطعمة الجديدة. لكن لا تقدمي أكثر من طعام جديد واحد في اليوم.

قدمي له الأطعمة الجديدة بكميات صغيرة، "ملعقة كبيرة من الطعام لكل سنة من العمر".

قومي بتضمين نوع واحد على الأقل من الطعام الذي تعرفين أن طفلك يستمتع به مع كل وجبة. امزجي الأطعمة الجديدة مع الأطعمة المألوفة بدلاً من إخفائها.

قدمي له التوابل المفضلة مثل الكاتشب إلى جانب الأطعمة الجديدة.

امدحيه بدلاً من الضغط عليه.

كوني هادئة إذا رفض طفلك ما تقدمينه له أو تسبب في ضجة أثناء تناول الطعام. وتذكري أنه عندما يشعر بالجوع، سوف يأكل.

تجنبي أي إستراتيجيات قد تؤدي إلى القتال، ولا تعاقبي طفلك على عدم تناول الطعام.

لا تقنعي طفلك أو ترشيه ليأكل.

لا تطلبي منه البقاء على الطاولة حتى يصبح طبقه نظيفاً.

لا تخفي أبداً طعاماً جديداً في طعام تعرفين أن طفلك يحبه. على سبيل المثال، قد يعني وضع البازلاء تحت كومة من عصير التفاح أن طفلك سينتهي به الأمر إلى رفض كلا الطعامين.

انتبهي إلى علاج فقدان الشهية عند الأطفال

كيف أشجع عادات الأكل الإيجابية؟

هناك عدد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدة طفلك على تعلم عادات الأكل الإيجابية:

كوني قدوة حسنة من خلال تناول مجموعة من الأطعمة من جميع المجموعات الغذائية.

تخلصي من عوامل تشتيت الانتباه عند الأطفال، مثل التلفاز والهواتف المحمولة، أثناء تناول الوجبات.

أشركي طفلك في التخطيط للوجبات. اعرضي عليه صوراً من كتب الوصفات واطلبي منه تحديد القائمة للأسبوع المقبل. دعيه يختار الطعام الجديد معك في متجر البقالة.

اسمحي له أن يساعدك في المطبخ، على الرغم من أنه ليس من الآمن أن يستخدم الطفل أشياء مثل الأدوات الحادة أو الموقد، إلا أنه يمكنك أن تجعليه يضع المكونات التي قمتِ بتحضيرها مسبقاً في وعاء بلاستيكي ويخلطها.

قومي بتقديم الوجبات الخفيفة والوجبات في نفس الوقت تقريباً كل يوم. وامنحي طفلك تنبيهاً لمدة خمس دقائق قبل أن تجلسي لتناول الطعام؛ حتى لا يضطر إلى الاندفاع بجنون إلى الطاولة.

اجعلي وقت تناول الطعام وقتاً ممتعاً مع العائلة. وتحدثي عن يوم طفلك واجعلي من طاولة العشاء مكاناً آمناً وتعاونياً.

علامات تشير إلى أن طفلك يحتاج إلى طبيب

فقدان الوزن أو عدم زيادة الوزن خلال فترة ستة أشهر.

كسور العظام.

نظام غذائي يقتصر دائماً على 20 نوعاً مختلفاً من الأطعمة أو أقل.

رفض تناول أي شيء على الإطلاق على مدار يومين أو ثلاثة أيام.

رد فعل عاطفي قوي تجاه بعض الأطعمة.

القلق الذي يبدو مرتبطاً بالطعام.

رفض تناول المجموعات الغذائية الكاملة؛ مثل الألبان.

الغثيان أو القيء.

ظهور علامات اليرقان؛ مثل اصفرار الجلد.