على مسافة قريبة من بيوتها الحديثة، والتي تحولت الى قرية للفنانين، الا ان الهدوء وجمال الطبيعة في هذه المنطقة لا يعكس أحوال الناس فيها، الذين يطالبون بانهاء قضية "الطابو" لأراضيهم وبمنحهم خارطة هيكلية تمكنهم من بناء مساكن لهم .

الأنظار كانت قد تحولت الى عين حوض، مؤخرا، مع قيام محمد حلمي أبو الهيجاء، أحد أبناء البلدة بهدم بيته بيديه بعد وصول جرافات السلطات الى البلدة لتنفيذ أمر الهادم الصادر بحقه .

قناة هلا، التقت بعدد من الأهالي الذين وصلوا للتضامن مع ابن بلدهم، محمد أبو الهيجاء، وسألتهم عن المشاكل المتعلقة بملكية الأراضي والطابو والبناء في قريتهم.

" اعطونا حقنا لنعيش بكرامة"

وقال سمير أبو الهيجاء في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: "نحن نسكن في عين حوض منذ 76 عاما، هُجر أهلنا من عين حوض القديمة وجئنا الى هذه المنطقة التي كانت عبارة عن ‘عزبة‘ ، وجدي هو مؤسس البلدة ولكنها تفتقر الى ترخيص للبيوت لأن الأرض التي بنينا عليها البلدة غير مسجلة بالطابو وتتبع " للمنهال " وتمت مصادرتها عام 1964 لأنها كانت باسم جدي وكان يزرعها بمختلف أنواع الفواكه. بعد ان صودرت من قبل ‘الكيرن كييمت‘ رفضوا الاعتراف بالأرض وكانت لنا مسيرة طويلة معهم على مدار أربعين عاما حتى تم أخيرا الاعتراف بالبلدة لكن لا نزال نعاني بسبب قضية ترخيص البيوت، لهذا هناك لجنة تعمل على اعداد خارطة هيكلية وترتيب الأمور مع دائرة الأراضي وترخيص البيوت". 

ومضى قائلا: "البيت الذي تم هدمه كان هناك امر توقيف هدم بحقه مثل عدة بيوت أخرى لكن تفاجأنا بالسلطات التي أصرت ان تهدم البيت وفي الأسبوع الأخير شهدنا عدة زيارات للشرطة باعداد كبيرة الذين طالبوا صاحب البيت بان يهدم بيته بنفسه وهددوا بالغرامة الطائلة التي سيدفعها ما اذا قامت دائرة الأراضي بهدم البيت".

واختتم قائلا: "مطالبنا ان يتركوننا وشأننا وان يسهلوا امر الترخيص واعداد الخرائط الهيكلية بأقصى سرعة ممكنة، لان الانسان لا يستطيع ان يبقى مهددا بهدم بيته في كل لحظة. انا لا اعول على أعضاء الكنيست العرب لهذا أوجه صوتي للمجتمع العربي واليهودي لا تنظروا الينا كمخالفين واعداء في هذه الدولة، نحن المواطنين الأصلانيين وأصحاب الأرض ونحن من بنينا البلاد وأصحاب الحق، لم نأت من وراء البحار واستوطنا هنا، اعطونا حقنا لنعيش بكرامة".

"يوم اسود"

من جانبه، قال زكريا أبو الهيجاء: "فوجئنا بهذا اليوم الأسود وهدم بيت في بلدنا ، للأسف الشديد توجهنا لجميع الجهات من اجل إيقاف امر الهدم لكن كل المحاولات باءت بالفشل . ولم نشهد امرا كهذا منذ سنوات طويلة رغم اننا نقوم بعمل الترتيبات اللازمة مع سلطة البناء والأراضي من اجل الحصول على الترخيص فهناك الكثير من شبابنا يرغبون بالبناء وتاسيس مستقبل".

" نحن نعاني منذ سنوات طويلة"

من ناحيته، قال محمود أبو الهيجاء: "نحن نعاني منذ سنوات طويلة هنا ، الدولة تعتبر نفسها ديموقراطية لكن ما اعرفه ان الدولة الديموقراطية تهتم بالمواطن وتوفر له كل ما يلزمه من مختلف النواحي لكن نحن نفتقر للكثير من الأمور في مجال البناء والمسكن والتطوير والاقتصاد والتعليم ولم نحصل سوى على أمور قليلة خلال السنوات الأخيرة".

وأضاف: "قضية الأرض والمسكن هي اهم قضية بالنسبة لنا ونعمل على حلها من اجل شبابنا، لهذا اطلب من كل المؤسسات الرسمية، رؤساء مجالس عرب وأعضاء كنيست بان يتضامنوا معنا لبناء مشروع يغير كل قضية أوامر الهدم، ومطالبنا الاساسية هي إيقاف الهدم بالقرية وترتيب الموضوع والحصول على خارطة هيكلية".