الصور من كاتب المقال - المربي محمد صادق جبارة
لقد ودعنا قبل شهر ونصف واحداً من جيل المربين والأساتذة الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة من ذلك الزمن الجميل البعيد، تاركا ًسيرة عطرة وذكرى طيبة وروحاً نقية، فعلى وقع الرحيل وأثر الفراق اخترت بأن أكتب له كلمة وفاء لا رثاء، فالرثاء يكون للأموات فقط، وانا أراه حياً بذكراه العطرة رغم رحيله، لكن الوفاء يليق به أكثر فكيف لا أكون وفياً لمن كان معلمي واستاذي في المدرسة الثانوية ؟ ويا لسعادتي وشرف كبير لي أنني كنت واحدا من مئات الطلاب وتلامذة راحلنا الكريم الذي أشغل مدرساً ومديراً.
" الفلاح والسياسي والمربي "
فهو الفلاح والسياسي والمربي والمعلم والمدير، عرفنا المرحوم معلماً هادئاً متسامحاً حمل الأمانة بإخلاص تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر متميزاً بالدماثة والتواضع الذي زاده احتراما وتقديراً ومحبة في قلوب الناس والطلاب وكل من عرفه والتقى به وهل هناك ثروة يبقيها الإنسان بعد موته أكثر من محبة الناس.
فهو الفلاح والسياسي والمربي والمعلم والمدير، عرفنا المرحوم معلماً هادئاً متسامحاً حمل الأمانة بإخلاص تمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الايمان ودماثة الخلق وحسن المعشر متميزاً بالدماثة والتواضع الذي زاده احتراما وتقديراً ومحبة في قلوب الناس والطلاب وكل من عرفه والتقى به وهل هناك ثروة يبقيها الإنسان بعد موته أكثر من محبة الناس.
كان المرحوم حكيما فهو واسع العلم والاطلاع على مبادئ الامور وعواقبها فكان موسوعة علمية بعدة مواضيع فإن سألته يجيب بدون تردد، وهو المحدث والمتكلم فان كان في مجلس تنجذب الى حديثه كان طلق اللسان فإن حدَّث كانت ترافقه الابتسامة والنكتة الهادفة كانت ذاكرته قوية جدا ويتمتع بمهارات حفظ عالية.
أذكره قبل عشرات السنين عندما كنت طالباً في الصف التاسع دخل علينا المرحوم في درسه الأول لنا في موضوع الجغرافيا حاملا خريطة الشرق الأوسط، وأراد أن يمتحن معرفتنا وكان سؤاله الأول ماذا يعني لك مصطلح الشرق الأوسط ؟ وحقيقة أعجب بالأجوبة وانتهى الدرس ونحن منجذبين لشرحه الممتع .
كان المرحوم من المؤسسين للمدرسة الثانوية في الطيبة فبدأ التدريس في المدرسة عام 1959م حقيقة أحب الطلاب فأحبوه. ربطتني علاقة طيبة بالمرحوم ولا أنسَ علاقة أشقائي بالمرحوم وبالأخص المرحوم أبو الصادق عدا عن الجيرة الحسنة رحمهم الله جميعاً أذكره جيداً عند حديثه الممتع يتخلله النكتة الهادفة والابتسامة الدائمة على وجهه.
" تجربة في الحياة الاجتماعية والسياسة المحلية "
نشأ المرحوم في بيت سياسي فهو شقيق المرحوم عبد الرحيم الحاج ابراهيم رئيس المجلس المحلي في الطيبة لعدة فترات، كان المرحوم ركن من أركان العائلة ( آل حاج يحي ) فهو من كبار وزعامة العائلة فكان يستشار في كل صغيرة وكبيرة لتجربته في الحياة الاجتماعية والسياسة المحلية.
نشأ المرحوم في بيت سياسي فهو شقيق المرحوم عبد الرحيم الحاج ابراهيم رئيس المجلس المحلي في الطيبة لعدة فترات، كان المرحوم ركن من أركان العائلة ( آل حاج يحي ) فهو من كبار وزعامة العائلة فكان يستشار في كل صغيرة وكبيرة لتجربته في الحياة الاجتماعية والسياسة المحلية.
ولد المرحوم في تاريخ 26.12.1934 في بلدة الطيبة حيث تعلم الابتدائية والثانوية في مدارسها بعد ذلك التحق بالجامعة العبرية في القدس عام 1954م بدأ عمله في سلك التعليم في المدرسة الثانوية عام 1959م حتى عام 1981م حيث عين مديراً لمدرسة جسر الزرقاء ثم عاد الى مسقط رأسه ليدير مدرسة البخاري حتى عام 2001م حيث تقاعد عن العمل.
كان المرحوم يحب الفلاحة فزرع وحصد بقي يعمل في أرضه حتى خانته قواه لقد غيّب الموت أستاذنا لكنه سيبقى في قلوب كل من أحبه فلن ننساه وسيظل بأعماله ومأثره وسيرته نبراساً وقدوة لنا وما لي في فراقك سوى هذين البيتين من الشعر .
خلقت في الدنيا بياناً خالداً وتركت أجيالاً في الأبناء
وغداً سيذكرك الزمان لم يزل للدهر أنصاف وحسن جزاء
يا ليت الزّمان يعود، والّلقاء يبقى للأبد، ولكن مهما مضينا من سنين، سيبقى الموت هو الأنين، وستبقّى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع والفراق رحم الله الفقيد وأدخله جنانه.