صورة للتوضيح فقط - تصوير: shutterstock_Ground Picture
تزوج بالفتاة التي لطالما حلمت بها، وهو لا يعلم ما بقلبي!
عندما تخرجنا سعيت كثيراً للحصول على وظيفة، تعبت كثيراً، وحصلت على العديد من الدورات، وتقدمت لعدة فرص، وبذلت جهداً كبيراً لأقدم أفضل ما لديّ في مقابلات واختبارات الوظائف، بينما صديقي كان يتمنى أن يحصل على وظيفة بدون أي سعي أو جهد، فقط يتمناها.
جاء اليوم الذي كنت فيه على وشك الحصول على وظيفة، تعبت كثيراً من أجلها، وصديقي حتى لم يسع لها، شاء الله بأن لا تكون من نصيبي في آخر لحظة، وكانت لشخص آخر، رغم أنني كنت الأكثر استحقاقاً لها وبشهادة الكثير، لكن بعد فترة تفاجأت أن صديقي حصل على هذه الوظيفة، رغم أنه لم يتقدم لها أصلاً، لكن حصل عليها عن طريق شخص يعرفه وبالصدفة.
لن أذكر الكثير من المواقف؛ لأنها تلازمني من أول يوم تعرفت عليه، وفي كل مواقف حياتي، لكن ببساطة أشعر بأنني أتعب، وصديقي يحصل على ثمار هذا التعب، هو شخص محبوب وذو قلب طيب، وكل المواقف التي تحصل لم تكن بسوء نية منه، لكني لا أستطيع التخلص من هذا الشعور بداخلي، فبعد مرور سنوات على التخرج، هو الآن متزوج، ولديه عمل، ووضعه تحسن كثيراً، وأنا لا زلت مكاني لم أتقدم خطوة واحدة، بالرغم أني أسعى، وتأتيه الفرص على طبق من ذهب.
الاجابة
- بما أن صديقك الذي فيه هذه الصفات الحسنة من الطيبة والنية الحسنة، ويحبه الآخرون؛ هذه الصفات مما جعلته موفقاً في حياته.
- ومن جانب آخر أنصحك أن تسارع إلى التخلص وبالتوبة من هذه الغيرة والحسد الذي وقع في نفسك على صديقك؛ لأن هذا مما حرمه شرعنا الحنيف؛ ولأن هذه الغيرة لا فائدة منها؛ لأن الأصل في المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه؛ ولأن في هذه الغيرة اعتراضاً على قضاء الله وقدره، ولو ظللت عليها لن تغير من حالك إلى الأحسن، وستظل تعاني من الاضطراب النفسي وفقدان الثقة في نفسك؛ حتى تتخلص من هذه العادة.
- وينبغي أنه كلما طرأ في نفسك أي غيرة أو حسد لصديقك، أن تكثر من الدعاء له، وأن تعلم أن ما وفق فيه إنما هو من فضل الله عليه، وعليك أن ترضى بذلك وتسلم بما قدر الله.
- وحتى تكون موفقاً في حياتك ينبغي أن تأخذ بأسباب التوفيق من كثرة الطاعة لله والدعاء والاستغفار، والإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وحب الخير للآخرين وإعانتهم، وترك الغيرة والحسد، وأن ترجو الخير لكل من تعرف، وأن تحاكي ما لدى صديقك من صفات حسنة كانت سبباً في نجاحه وتفوقه في حياته.
- أخي، جميل جداً هذا الثناء لصديقك، والأجمل حسن الظن به من أن هذه المواقف لم تكن عن سوء نية منه، وهذا مما يعينك على دفع الحقد والغيرة، واعلم أنك لست شخصاً سيئاً، لكن هذه طبيعة البشر أنه قد يتألم على فوات ما يريده، لكنه عند تربية نفسه وتذكيرها بقول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) تطمئن نفسه ويرتاح فؤاده، ويدرك أن هذا جزء من الابتلاء في هذه الدنيا، والإنسان عليه العمل والسعي، وما هو مقدر سيكون؛ لذلك عليك أن ترسل لنفسك رسائل إيجابية بأنك سعيت واجتهدت وقدمت، وكنت متفوقاً، لكن الله تعالى لم يكتب لك ما تريده لحكمة يعلمها هو، وسل نفسك هل كنت تعلم أنك ستكون سعيداً إذا أخذت هذه الوظيفة أو تزوجت هذه الفتاة؟ بلا شك أنك لا تعلم؛ لذلك ثق في اختيار الله لك، واعلم أنا ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.
هنيئاً لك رضا والديك، فاثبت على طلب رضاهما، فرضاهما في رضا الله تعالى، واستمر في سعيك وحسن الظن بربك، وستسعد نفسك، ويزول ما بقلبك من غيرة من صديقك. كان الله في عونك.