logo

شاب من عارة كُتبت له حياة جديدة : ‘لا احد يمكن أن يتخيل ماذا يعني ان ترى نفسك تقترب من الموت ولا مستقبل ينتظرك‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
26-03-2024 09:38:09 اخر تحديث: 26-03-2024 17:57:22

الشاب مؤمن أبو شيخة ( 26 عاما) ابن قرية عارة، تجسد قصته معاناة المئات من المنتظرين لزراعة أعضاء وطالما عانى من تليف في الكبد منذ الصغر واحتاج


مؤمن ابو شيخة - تصوير: محمود أسعد

الى زراعة كبد ضرورية من أجل انقاذ حياته. اختار مؤمن قبل نحو شهرين ان يتوجه الى الجمهور العام وحثه على ضرورة التبرع بالأعضاء وإنقاذ حياته وحياة الاخرين، واختار أن ينقل رسالته عبر وسائل الاعلام العربية التي لم تتردد في نشر رسالته الصادقة المتعطشة للحياة. 

وقبل عدة أسابيع وصلت البشرى التي لطالما انتظرها وهي إيجاد كبد ملائم له من متبرع قررت عائلته التبرع بالأعضاء من أجل انقاذ حياة الاخرين، وفق بيان صادر عن محمود اسعد منسق اعلامي في المركز الوطني لزراعة الاعضاء.

وقال الشاب مؤمن أبو شيخة: "لا يمكن لاحد أن يتخيل ماذا يعني ان ترى نفسك تقترب من الموت يوما بعد يوم ولا مستقبل ينتظرك وبلحظة تتحول حياتك الى شيء اخر تماما، مليئة بالحب والامل. قلبي مع المنتظرين لزراعة أعضاء ويجب ان نتكاتف سويا من أجل انقاذ حياة الاخرين وتشجيع التبرع بالأعضاء".

"اكتشف مرضي منذ نعومة أظافري"

من المفارقات ان تقرأ رسالة الشاب مؤمن أبو شيخة التي وجهها الى الجمهور العام قبل عدة أشهر والتي لم تترد وسائل الاعلام في نشرها حينها من أجل إيصال رسالته. اليكم نص الرسالة حينها: "انا الشاب مؤمن ابو شيخة من قرية عاره وابلغ من العمر 26 عام، مريض بتليف الكبد ولله الحمد حتى يبلغ منتهاه. اكتشف مرضي منذ نعومة أظافري ولم أعش طفولتي كبقية الاطفال. قبل نحو سبع سنوات لجأتُ لزراعة كبد للمرة الاولى ولله الحمد تمت العملية بنجاح. مارست بعدها حياتي الطبيعية وكأني ولدت من جديد وبدأت أخطط لمستقبلي بعزم. لكن "يا فرحة ما تمت". بدأ الكبد بعد عامين بالتليف من جديد ومعه المعاناة".

وتابع : "في هذه الفترة، توفت امي رحمها الله واسكنها فسيح جناته، وكانت تحلم وتخطط بأن تفرح بإبنها وحيدها. لم امارس حقوقي كشاب مستقل كباقي الشباب الذين يعملون ويحصدون ثمار عملهم ، خسرت زهرة شبابي وحرمت من ابسط حقوقي. رافقتني أيضا مخاوف الارتباط والزواج بسبب الإرهاق والتعب الذي بدأ يظهر على وجهي. الحمد لله على كل شيء، ايماني بالله واصراري على العيش والإرادة والعزيمة وتقبل القضاء والقدر هم بوصلتي".

"دعمكم ينقذ حياتي وحياة المئات غيري من الشباب والامهات والاطفال"

واضاف: "لا أريد أن أطيل عليكم، تجربتي مع المرض قاسية، أيقنت خلالها أن الحياة فانية. تعددت الاسباب والموت واحد. وقال تعالى: "من أحياها فكأنما احيا الناس جميعاً" أتمنى من الله ذو الجلال والإكرام أن يمن عليكم بالصحة والعافية لكم ولأحبائكم وأتمنى ان تفكروا بالمرضى اذا ما أجبرتم على اتخاذ قرار التبرع بالأعضاء. دعمكم ينقذ حياتي وحياة المئات غيري من الشباب والامهات والأطفال وينقل حياتهم من الجحيم الى النعيم".

" مئات المرضى في البلاد ينتظرون زراعة أعضاء حيوية لإنقاذ حياتهم"

واختتم البيان: "يذكر أن مئات المرضى في البلاد ينتظرون زراعة أعضاء حيوية لإنقاذ حياتهم ضمن قائمة الانتظار القطرية لزراعة الاعضاء، وقسم منهم يموت للأسف خلال سنوات الانتظار الطويلة للوصول للعضو المنشود. وهي مصحوبة بمعاناة صعبة الوصف، للمريض ولعائلته ولأحبائه. كما ويحتاج الأمر أحيانًا إلى الحظ، بسبب اعتبارات تحديد من هم بأمسِّ الحاجة لاستقبال عضو وصل نتيجة حالة وفاة طارئة من متبرع. كما وأن جزء من الحل موجود بين أيدينا عبر التبرع بكلية أو بجزء من الكبد داخل العائلة تضمن نسب نجاح عالية بفضل تطوّر الطب في البلاد". الى هنا نص البيان.