logo

وديع ابو نصار عن واقعة البصق على رجل دين مسيحي في القدس: ‘لا بد من أعمال صارمة لردع من يقومون بالاعتداءات الاثمة‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
04-02-2024 19:49:12 اخر تحديث: 05-02-2024 07:41:38

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية واقعة البصق على رجل دين مسيحي، عند مدخل باب النبي داود في البلدة القديمة بالقدس.

 
وقالت الوزارة في بيان "تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات الاعتداء الآثم الذي ارتكبه متطرفون يهود على راهب مسيحي عند مدخل باب النبي داود في القدس المحتلة". وتابعت: "أقدم أحدهم بالبصق على الراهب في حين اعتدى آخر عليه وقام بشتم السيد المسيح بألفاظ نابية، في عودة جديدة لظاهرة البصق على غير اليهود والاعتداءات على الرهبان والسياح التي يتعرضون لها بشكل متواصل منذ سنوات".

واعتبرت الوزارة هذا الاعتداء، في بيان اصدرته اليوم الأحد "استفزازيا واستعلائيا واستعماريا وعنصريا يعكس ثقافة الكراهية والحقد وإنكار وجود الآخر". 

من جانبها ، اعلنت الشرطة في بيان صباح الاحد، انها اعتقلت شابيْن على هذه الخلفية. وقالت انها ألقت القبض على شاب يبلغ من العمر 17 عامه بشبهة قيامه بالهجوم وارتكابة الفعل ضد رجل الدين. وتم إلقاء القبض على مشتبه به آخر كان معه وقت ارتكاب الفعل، في منزله الليلة الماضية. وقالت الشرطة انها تواصل التحقيق.

هذا وأدان وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس، الهجوم على رجل الدين المسيحي في البلدة القديمة بالقدس، قائلا: "مرة أخرى حادث بشع للبصق على رجال دين مسيحيين في القدس. إنني أدين بشدة الأعمال القبيحة ضد أبناء جميع الديانات. في ظل حكم دولة إسرائيل، سوف يتمتع ابناء جميع الديانات بحرية العبادة الكاملة".

للاستزادة اكثر حول هذا القضية، استضافت قناة هلا وديع ابو نصار منسق منتدى مسيحيي الأرض المقدسة .

وقال وديع أبو نصار في حديثه لقناة هلا : " أنظر الى هذه الظاهرة القبيحة بغضب وحزن كبيرين ، غضب ليس بالأساس على من يقومون بهذه الاعمال والاعتداءات ، انما بغضب على مؤسسات الدولة التي فشلت مرة تلو الأخرى في ردع مثل هؤلاء عن تكرار هذه الأحداث . كما أنني حزين أيضا على الفشل التربوي للعديد من المؤسسات الدينية اليهودية التي تربي طلابها على كره الاخر والحقد على الاخرين . وهذا أمر ليس خطيرا فقط بالنسبة للمسيحيين ، بل هو خطير على كل المجتمع في البلاد " .


كيف انتشرت هذه الظاهرة ومن أين جاءت ؟

على ما يبدو أن هذه الظاهرة أساسها هو أساس ديني ، لأنه بالنسبة لليهود المتدينيين فان الديانة المسيحية بشكل عاوم والسيد المسيح بشكل خاص يمكن وصفهم بحجر عثرة ، وبالتالي فان أتباع السيد المسيح " انتهكوا " أسس الديانة اليهودية ، وبالتالي هناك كراهية ذات أبعاد دينية ، ولكن الظاهرة بدأت عندما ظهر بعض الحاخامات المتشددة والمتزمتة التي أصبحت تربي بشكل أكبر على الكره في إسرائيل ، لأنه عندما كانوا في الخارج فان غالبيتهم لم يكونوا يجرؤوا على التصدي أو مواجهة المسيحيين لأنهم كانوا أقلية ، ولكن في دولة إسرائيل خاصة في ظل صعود التيار الديني اليميني أصبح هناك نوع من الاستعلاء عند بعض الحاخامات ، وهؤلاء كما يبدو يربون أتباعهم على كره الاخر ، ولا سيما المسيحي " .

كيف كانت ردود الفعل بعد تنفيذ هذا الاعتداء ؟

هناك ردود فعل عالمية ومحلية منددة ، سواء الفاتيكان وغيرها ، وحتى المانيا اهتمت بالأمر لأن الراهب الذي تم البصق عليه هو راهب ألماني ، كما أن الرهبنة التي ينتمي اليها هي رهبنة مقررة في ألمانيا ، وبالتالي يوجد لألمانيا التزام أخلاقي وسياسي تجاه هذه الرهبنة . ولكن كان هناك أيضا اهتمام عالمي كبير .

لكن السؤال هو الى أي مدى يستطيع العالم التأثير على هذه الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل ، مع العلم أننا نسمع من حين الى اخر أن هذه الحكومة بعضها أو جزءا منها مثل وزير الخارجية الذي اعتذر واستنكر ، ولكن كما نقول دائما حتى الحادثة القادمة ، حيث نرى ونسمع الكثير من الكلام المعسول ولكن الأعمال لا تزال محدودة من حيث الأعمال الصارمة المطلوبة لردع مثل هؤلاء ولعدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الاثمة .