غير آبه بالحر الشديد ، ينتظر الفرصة السانحة التي قد تكون لثوان معدودة أو أقل، ليلتقط صورة لعصفور بري أو طائر مهاجر، حط في بركة ماء عشوائية ليأخذ قسطا من الراحة.
المصور بكر القيسي تعلق بالتصوير الفوتوغرافي للحياة البرية، ويمارس هذا التصوير في مواقع مختلفة من أنحاء البلاد، اذ يقول ان الشروط الأساس لاختيار مكان التصوير توفر ماء وهو عامل الجذب الأول للحيوانات والطيور البرية.
ويقول المصور بكر القيسي في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا حول بداياته في مجال تصوير الحياة البرية: "في صغري كنت احب الطيور والحيوانات وارسمها ايضاً وبعدها بدأت بتربية الطيور في البيت، بعدها بدأت بالتصوير ولكن ليس بهدف تصوير الحياة البرية بل لتصوير منتجات معينة، حينها اضطررت لاقتناء كاميرا وتعلم التصوير، ومن هناك خرجت للطبيعة تحديداً الى منطقة ‘واد الكسندر‘ وهي منطقة هادئة وجميلة، حينها رأيت هناك طائر الزريقي صدفة واردت تصويره وفعلاً صورته ، ولكن بسبب ان العدسة ذات بعد بؤري مفتوح كانت الصورة بعيدة لذلك اردت اقتناء كاميرا ذات بعد بؤري اقرب لتقريب الهدف، ومن هنا بدأت بالتطور في مجال تصوير الحياة البرية".
" تصوير الحياة البرية يختلف عن أي مجال اخر "
وحول الفرق بين التصوير الفوتوغرافي العادي وتصوير الحياة البرية، قال القيسي لقناة هلا : "التصوير الفوتوغرافي العادي ، انت تتحكم في الأمور التي تقوم بتصويرها وتستطيع تصويرها في أي وقت تريده ولكن تصوير الحياة البرية يختلف عن أي مجال اخر لأن الطير او الحيوان الذي تريد تصويره هو من يقرر لك ماهية الأساليب التي يجب عليك ان تتبعها للتصوير، ويجب على مصور الحياة البرية في هذه الحالة ان يتمتع بجهوزية عالية لالتقاط الصورة في أي لحظة. كما ان عامل الإضاءة في التصوير لا تستطيع ان تتحكم به وعليك ان تتعامل مع الهدف كما هو وان تنمي مهاراتك وتأخذ اللقطة كما يجب".
" لعبة التخفي لالتقاء أفضل صورة"
وأوضح القيسي "ان المعدات التي يحتاجها أي مصور في هذا المجال هي بالأساس ان يمتلك كاميرا ذات جودة عالية وتستطيع من خلالها التقاط صور متعددة في ثوان معدودة، وهذا ما يميز الكاميرا الاحترافية عن الكاميرا العادية حيث ان الكاميرا الاحترافية هي التي يتم الاعتماد عليها في هذا المجال، لأنها تسهل على المصور التصوير ، ونحصل من خلالها على صور ذات جودة عالية. اضف الى ذلك مثبت الكاميرا فمن المفضل عدم حمل الكاميرا باليد لكي تحصل على نتائج افضل، كما ان المصور بحاجة الى ان يتخفى وذلك من خلال زي معين او ان يتواجد في مكان مخفي فهذا الامر يساعد على اقتراب الطائر منه".
"مناطق هادئة"
وأشار القيسي الى "ان اكثر المناطق التي يحب التصوير فيها تلك التي تحتوي على أشجار كثيفة ومصدر مياه لتقرب الحيوانات والطيور من المحيط ، فكلما كانت هذه الأمور متوفرة كان اسهل على المصور التقاط الصور للحيوانات والطيور. كما ان عامل الهدوء مهم جدا في الأماكن التي اتواجد بها فهذا يمنح الحيوان او الطير القدرة على الاقتراب وتصويره بشكل اسهل، على سبيل المثال: محميات طبيعية، أماكن ساحلية ، شواطئ يمنع السباحة فيها وغيرها".
