صور وصلت لموقع بانيت من الشاعر عمر زروق الشامي
وقد قدّمت الدكتورة والروائية رولا خالد غانم - طولكرم للكتاب، اذ كتبت "في الشعر يسكن عالم منبثق من عالم ويتجول عالم والعالم الذي ينبثق من الشعر هو هذا الوجود الذي يُشغل بمزيج من الوجدان والتأمّل والفكر ويتجلى كل شيء باللغة، أمّا العالم الذي يتجول بين هذه الوجودات المركبة من طبقات يعلو بعضها فوق بعض، فهو ذاك الوتر الممتد من الأزل إلى الأبد ... وفي كل مرة تقول هذه العوالم كلماتها داخل مياه الشعر ينتبه العاشق هذا أو العاشق ذاك، فينصت إلى وجوده فيرتاب مرة ويطمئن مرة ويستمتع مرة ويشتاق مرة ويتألّم مرة، ويتحين الحنين مرة ويتحينه الحنين مرة.. وهناك للشعر أيضا في عميق وجوده أبواب وحراس وملائكة. فالأبواب يعرفها المسافر والغريب والأسير والمعتقل والمنفي.. ويعرف مفاتيحها".
وأضافت : "ومن هنا كان شاعرنا متكئا على جناح الكلمة مبحرا في بحور الشعر بسفينة خيالها مجروحا بجراحاتنا، عالمها متلون الطلعات.. طلعة بيضاء لأنها من روح.. وطلعة خضراء لأنها من حلم وطلعة حمراء لأنها من دماء.. ونحن نصغي إلى مطالعها وطلعاتها.. ينسكب حبر الألم ويشربه نديم النضال.. فيتغنى العشاق كل على نايه وكل على ليلاه وليلانا كما تقرؤون هنا هي قضيتنا.. وشاعرنا يتجول بنا ضمن عوالمنا عوالم أشعاره بلغة تؤلمها الأوجاع إنه يناضل لأنه حي ويناضل حتى نهاية الوجود لأن الكلمات أحياء وقصائد للمحبين.. الوطن تراب القلوب.. والشهداء نخيل هذا التراب.. وثمارهم حيوات هؤلاء الذين ينعمون للآن بحضن وطنهم .. إنني وأنا أقلّب صفحات هذا الديوان تذكرت قول صاحب كتاب عيار الشعر حينما قال "والمِحْنَةُ على شُعَراءِ زَمَانِنَا فِي أشْعارهم أشَدُّ مِنْهَا على من كانَ قبلَهُمْ؛ لأنَّهم قد سُبِقوا إِلَى كلِّ مَعْنَى بَديعٍ، ولَفْظٍ فَصِيحٍ، وحيلةٍ لَطيفةٍ، وخَلابَةٍ ساحِرةٍ. فَإِن أَتَوْا بِمَا يَقْصُر عَن مَعَاني أُولَئِكَ وَلَا يُرْبي عَلَيْهَا لم يُتَلَقَّ بالقَبُول، وَكَانَ كالمُطَّرَحِ المَمْلُولِ"..
" مزيج من ألم وألم "
وتابعت رولا غانم : "لقد أطلق الشاعر "عمر الشامي" ديوانه آمال تائه.. كمن يطلق الورد عند الغروب أخذ من البساتين خضرتها.. ومن الشفق حمرته ومن الوداد عطره.. فكان مزيجا من ألم اشبه بلون الدم حمرة.. وكان أملا بالربيع تفتحا وخضرة.. وكان بوحا متعبا حزينا يستكين إليه المحب.. المحب الذي يتألم لفراق حريته.. ألمحب الذي يشعر بانكسار قلبه بين يدي أعدائه.. المحب الذي يتأمل لو تخترق الرصاصة قلب الظالم فترديه وتشرق شمس العدالة.. هذا الشاعر مسكون بآلام الوطن.. (فلسطين) الأمل والجرح والأمل والشعر.. الحرية والسجن الثورة والقمع القهر والبطولة.. الرحلة والإقامة.. الاغتراب والعودة.. فلسطين يعني كل هذا العالم المسكون بعوالم قصائد الشامي.. إنها تلك القادرة على اعطائنا معنى وجودنا" .