موجة حر شديد، بحيث تعود درجات الحرارة للارتفاع أكثر وأكثر، ويكون الجو جافا أكثر، فيما ترتفع الرطوبة في منطقة الساحل.
في منطقة تل أبيب ويافا يتوقع أن تصل درجات الحرارة ظهر يوم غد الى 31 درجة مئوية، وفي منطقة القدس 36 درجة مئوية، بينما تصل درجة الحرارة في منطقة ايلات ظهر يوم غد الى 40 درجة مئوية في طبريا 41 درجة مئوية، وفي منطقة بيسان 42 درجة مئوية.
ووفقا لخبراء الأرصاد الجوية ستكون ذروة موجة الحر ظهر يوم الاثنين، اذ انه وبشكل نادر، ستكون في سماء البلاد غيوم على ارتفاع متوسط، وهذه الغيوم القادمة من مناطق الشرق، تصل الى البلاد في فترات الخريف والربيع وليس الصيف، لذا فانه من المتوقع ان تتساقط أمطار محلية مع عواصف رعدية، بالذات في المناطق الشرقية.
وفيما يلي درجات الحرارة المتوقعة ليوم الأحد:
تل أبيب ويافا 32 ، القدس وبئر السبع 38، كريات شمونة 41، ايلات 42، طبريا 43، بيسان 45.
ويتوقع الراصد الجوي ان تعود درجات الحرارة وتنخفض يوم الاثنين.
" أكثروا من شرب الماء "
من جانبها، توصي نجمة داود الحمراء الجمهور بالاكثار من شرب الماء وشرب على الأقل 3 ليتر خلال اليوم الواحد، والامتناع عن العمل في ساعات الظهيرة تحت أشعة الشمس، والانتباه بالذات لكبار السن والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما تعود نجمة داود الحمراء وتوصي السائقين بتفقد المقاعد الخلفية في سياراتهم لدى نزولهم من السيارة، والامتناع عن الوصول الى شاطئ البحر في ساعات الظهيرة، والسباحة في أماكن مرخصة مع منقذ فقط، وممارسة الرياضة فقط في ساعات المساء والليل.
خبير في علوم الكرة الأرضية لبانيت : " الوضع مقلق "
وكان الشهر الماضي، شهر تموز / يوليو 2023 قد حطم المستوى القياسي لأكثر الأشهر حرا على الإطلاق في العالم بفارق 0.33 درجة مئوية عن شهر تموز / يوليو 2019 وفقا لما أعلنه مرصد كوبرنيكوس الأوروبي حول التغير المناخي، يوم الثلاثاء.
وسجل الشهر الماضي الذي شهد موجات حر وحرائق غابات عبر العالم، حرارة جو أكثر سخونة بـ 0.72 درجة مقارنة مع أشهر تموز / يوليو في السنوات الممتدة بين 1991 و2020 حسب المرصد المذكور .
هذه المعطيات دفعت الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى القول إن البشرية انتقلت من مرحلة الاحترار المناخي لتدخل مرحلة الغليان العالمي . قناة هلا تحدثت مع البروفيسور علي صغيّر - الخبير في علوم الكرة الارضية والمحاضر في الكلية الاكاديمية العربية للتربية والتعليم في حيفا عن هذه القضية الملتهبة .
- كيف توصل العلماء الى هذه النتيجة وهي ان الشهر الماضي كان أكثر الأشهر سخونة على الاطلاق؟
"هناك ما لا يقل عن 20 الف محطة لرصد الأحوال الجوية منتشرة في محيطات الأرض وبحارها، وكلما كان عدد المحطات اكبر كلما كانت النتيجة اقرب الى الصحة والدقة، ونحن نعلم ان من هذه النتائج التي رصدت ان شهر تموز الماضي كان اكثر الأشهر سخونة ليس فقط منذ بداية تسجيل درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية بل على ما يبدو خلال الـ 120 الف سنة الأخيرة. غازات الدفيئة التي نطلقها نحن البشر تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة، ولولا وجود هذه الغازات بكميات ضئيلة لكانت الحياة غير ممكنة، أي لكانت درجة الحرارة تحت الصفر ، وهذا يؤدي الى تجمد البحار والمحيطات. هذه الغازات تسمح بنشوء وتطور الحياة، ولكن نسبها ترتفع من دقيقة الى أخرى، وهي المعضلة الصعبة التي نعاني منها جميعا".
- الى أي مدى يمكن اعتبار هذه القياسات دقيقة ؟
"طبقا للمعلومات التي حصلنا عليها ان كان من معهد في المانيا او في الولايات المتحدة الامريكية، او منظمة الأرصاد الجوية العالمية فإنها دقيقة طبعا، والتحليل صحيح ولا توجد هناك أسباب لتزوير هذه النتائج او تعديلها . النتائج دقيقة طبقا للمعلومات التي حصلنا عليها فكلما ازداد عدد هذه المحطات تكون النتيجة اقرب الى الدقة. ونحن نشعر هنا ان درجات الحرارة ترتفع في البلاد وفي جميع انحاء العالم ، من دون ان تكون لدينا خبرة علمية سابقة في قضية الاحتباس الحراري. على ما يبدو القضية صعبة وحلها بشكل جذري والتخلص من الاحترار العالمي غير واردة في الحسبان ويمكن فقط ممكن تخفيف حدة هذه المشكلة".
- يدور الحديث عن ارتفاع حرارة المياه في المحيطات، ماذا يعني هذا وكيف يؤثر على المناخ وحالة الطقس؟
"المحيطات والبحار تغطي ما يقارب 3 ارباع سطح الكرة الأرضية، وتوجد داخلها تيارات، بالإضافة الى ان حركة الرياح العالمية فوق البحار والمحيطات لها دور كبير في تقرير أنواع المناخات، فالبحار والمحيطات هي مصدر الرواسب الجوية، وخلال شهر تموز الماضي بلغ معدل حرارة هذه المحيطات 21 درجة مئوية وهي درجة مرتفعة الامر الذي له تأثير كبير على ارتفاع حرارة الهواء الملامس للبحر وعلى تبخر المياه، وكلما ارتفعت حرارة سطح المحيط ترتفع حدة العواصف الاستوائية والمدارية. بالإضافة الى ذلك، كلما ارتفعت حرارة البحر او المحيط تنخفض ذائبية غاز ثاني أوكسيد الكربون وغاز الاوكسجين، وهذا الامر يؤدي دمار كبير للكائنات البحرية بالإضافة الى انصهار كتل من الجليد، هذه الكميات الكبيرة تجري وترفع منسوب المياه، مما يؤدي الى غمر جزر محيطية منخفضة الارتفاع بالمياه".
- ما رأيك بتصريح الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال ان البشرية انتقلت من مرحلة الاحترار المناخي لتدخل مرحلة الغليان العالمي؟
"لم نصل بعد الى وضع الغليان العالمي ولكن الأمين العام للأمم المتحدة يريد ان يقول للبشرية انه وفقا لاتفاقية باريس كان هناك قرار بأن تلتزم جميع الدول بعدم رفع درجة حرارة الكرة الأرضية بالمعدل عن درجة ونصف درجة مئوية عما كانت عليه في بداية الثورة الصناعية، ولكن على ما يبدو سنصل الى هذه الدرجة خلال سنتين او ثلاث سنوات، وحتى عام 2030 اذا استمر الوضع على ما هو عليه سنصل لهذه الدرجة وهذا يعني ان مناطق عديدة ستعاني من تصحر وفيضانات ومن عواصف استوائية ، وسيكون هناك تغيير في مناخ العالم. شهر تموز كان حارا جدا وبلادنا معرضة للتصحر ايضاً خاصة في الطرف الجنوبي او في الجليل الاسفل الشرقي ولن يتمكن السكان من العيش في ظروف كهذه، واذا استمر الوضع على ما هو عليه سنصل الى نقطة صعبة".
- هل يجب ان نخاف ونخشى على انفسنا مما يحدث حولنا؟
"القضية قضية دول عظمى هذه التي تصنع المشكلة، ولكن نحن يجب ان يكون لدينا حيطة وحذر وتخوف من الأوضاع الرهيبة التي ممكن ان تواجهنا اذا لم يتم تخفيض اطلاق غازات الدفيئة، فنحن نتخوف من غاز الميثان الذي يؤثر على تسخين الكرة الأرضية، خاصة وان طبقات كبيرة من الجليد شبه الدائم انصهرت، وعندما انكشفت المواد العضوية بداخلها بدأ ينطلق منها غازات الميثان الى الهواء، ونحن عاجزون عن عمل أي شيء في هذا المجال. علينا ان نضغط على الدول الصناعية وعلى الحكومات لكي تعمل كل ما بوسعها كي تخفف من اطلاق الغازات التي تدمر أجواء الكرة الأرضية وينقذوا البشرية من خطر محدق بها".
- الى أي مدى تتأثر ببلادنا من تغير في المناخ مقارنة بباقي دول العالم؟
"نحن في وضع صعب في البلاد والسبب بسيط وهو ان طرف البلاد الجنوبي موجود في رقعة الصحاري العالمية، أي صحراء النقب وهي جزء من الصحراء الكبرى التي تمتد من موريتانا وتصل الى باكستان، كما ان المنطقة الوسطى والشمالية موجودة في رقعة المنطقة الماطرة ولكن مناخ البحر المتوسط شبه جاف، ولا تهطل كميات كبيرة من المطر وهذا يسبب ظاهرة التصحر، بالإضافة الى جفاف التربة مع ارتفاع درجات الحرارة حيث ان العديد من الأشجار مثل أشجار الزيتون المقاومة للجفاف تموت".
- انظار العالم تتجه الى مؤتمر المناخ المرتقب في الامارات ، هل يمكن لزعماء العالم ان يغيروا شيئا من هذا الواقع؟
"هذا الامر ممكن إذا اتخذ قرار في دول الخليج او أي دول أخرى ويحددوا بشكل جذري اطلاق غازات الدفيئة وعلى الدول الصناعية ان تساعد الدول الفقيرة في تزويد مصادر طاقة بديلة".
تصوير: اوشري بم دور - اتحاد بلدات بحيرة طبريا