كانت تقدم سابقا بواسطة توجه من قبل المرأة الى عامل اجتماعي في خدمات الرفاه الاجتماعي، أو في محطات معالجة قضايا العنف داخل العائلة، وهذا الأمر كان عائقا امام توجه كثيرات لمثل هذا التشخيص.
التشخيص المذكور متوفر اليوم بواسطة شبكة الانترنت، الا ان القائمين على الموضوع يرون ان قلة قليلة من النساء العربيات يتوجهن لمثل هذا الفحص.
عن هذا الموضوع استضافت قناة هلا سائد تلي – مدير قسم معالجة العنف في العائلة في وزارة الخدمات الاجتماعية .
"الخدمة متاحة للمرأة والرجل والطفل"
ويقول سائد تلي في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا حول الخدمة التي من خلالها يتم تشخيص التعرض للعنف داخل العائلة: "الخدمة متاحة للمرأة والرجل والطفل على حد سواء، سابقا كان من المفترض ان يأتوا الى محطات الشرطة او الى مراكز الخدمات الاجتماعية، لكن بعد الكورونا بات الامر غير متاح، لذلك عملنا على تطوير هذه الاستمارة بالتعاون مع وزارة الخدمات الاجتماعية وجهات أخرى، لكي يتسنى للشخص تعبئة الاستمارة وفحص مدى الخطورة التي يمر بها من قبل افراد العائلة".
وتابع تلي قائلاً: "عمل على بناء هذه الاستمارة خبراء مهنيون في موضوع العنف داخل العائلة، وتتطرقوا لمختلف أنواع العنف، سواء التسلط ، العنف الاقتصادي، التنكيل العاطفي والنفسي، عنف جنسي، عنف اجتماعي وغيره".
"هناك 25% من الرجال في المجتمع العربي يتعرضون للعنف"
وأوضح سائد تلي "ان بحثا في معهد الجليل اظهر ان هناك 25% من الرجال في المجتمع العربي يتعرضون للعنف كذلك ، لكن كما هو معروف فالعنف الذي تتعرض له المرأة يكون اخطر حيث في بعض من الأحيان يمكن ان تتعرض للقتل او الاصابة بإصابات خطيرة".
"هناك 47 الف شخص قاموا بتعبئة هذه الاستمارة"
واردف تلي قائلا لموقع بانيت وقناة هلا: "هناك 47 الف شخص قاموا بتعبئة هذه الاستمارة، وفقط 390 منهم عرب، وأريد ان اذكر هنا ان الاستمارة لا تطلب من الشخص ادراج اسمه لذلك تكون هوية الشخص غير معروفة، ومن خلال استمارتنا وجدنا ان هناك 20% من الذين قاموا بتعبئة الاستمارة هم رجال يتواجدون بدرجة متوسطة او عالية في الخطورة من ناحية العنف. كما تبين ايضاً ان 1500 من الذين قاموا بتعبئة الاستمارة متواجدون في خطورة عالية واكثرهم نساء، في هذه الحالة نقوم اما بالاتصال بمراكز الخدمات الاجتماعية او التوجه اليهم بالإضافة الى إمكانية التوجه الى الشرطة".
وأشار تلي الى ان "هناك الكثير من العوائق التي تمنع النساء او الرجال الذين يتعرضون للعنف من التوجه الى الشرطة او مراكز الخدمات الاجتماعية ابرزها الخجل وعدم وثوقهم بهذه المؤسسات، بالإضافة الى الخوف من العواقب التي تأتي بعد التبليغ".
"لا نفصح عن هذه الحالات"
كما قال تلي :" نتحدث عن الاف الحالات التي نعالجها يوميا، لكن من اجل مهنيتنا في العمل لا نستطيع الإفصاح عن هذه الحالات لذلك نتحدث بشكل عام، كما يوجد في الملاجئ التابعة لوزارة الخدمات الاجتماعية حوالي 400 امرأة عربية يواجهن خطراً بالإضافة الى اخريات يتلقين معالجة من مراكز متخصصة بموضوع العنف ولكن أيضا هنا لا يتم الإفصاح عن هذه الحالات، لكن الحالات التي تنتهي بالقتل لا يكون لدينا اطلاع عليها في بعض الاحيان".
"لا تصمت"
واختتم تلي حديثه، قائلاً: "هناك خبراء في مراكز الخدمات الاجتماعية يستطيعون مساعدة كل شخص يتعرض للعنف قدر الإمكان، المعتدى عليه ان لا يصمت".