متى تتكون ذاكرة الطفل؟ وهل للأغذية دور في تنميتها؟
الذاكرة هي مدخل الإنسان للمعرفة والتعلم، وهي الصندوق الذي يحفظ خبرات الإنسان ومعارفه ومواقفه منذ الولادة وحتى نهاية العمر، وذكريات الأطفال -التي تراكمت خلال سنوات عمرهم- تعتبر المنطلق لتكوين شخصياتهم وتطوُّرها،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: Alena Zolot - shutterstock
سواء ذكرياتهم الشخصية أو ذاكرتهم المعرفية، وبطبيعة الحال هناك دخل للفروق الفردية بين الأطفال في قوة الذاكرة؛ بسبب اختلاف البيئة والتنشئة. والآن بحثاً عن توقيت نمو الذاكرة بداية من الجنين، وحتى يشب طفلاً.. وطرق تنشيطها.. ودور التغذية في تنميتها.. كان اللقاء مع الدكتورة فاطمة الشناوي، أستاذة الطب النفسي ومحاضرة التنمية البشرية؛ للشرح والتوضيح.
تكوين ذاكرة الطفل
تتبلور ذاكرة الطفل بداية من مرحلة الحمل، حيث يبدأ الجنين في الثلث الأخير من الحمل في حفظ وتسجيل بعض الأمور، ولكنها تصبح واضحة وأكثر وعياً بعد بلوغه الشهر السادس من عمره.
الأطفال يتذكرون الأحداث التي يمرّون بها بطريقتين؛ وهما: تخزين المعلومات في الدماغ، والثانية تعتمد على التذكر والاستيعاب الدقيق للمعلومات المخزنة في الدماغ، وهذه الطريقة من التذكّر تتطور بشكل بطيء جداً، مقارنة بالطريقة الأولى.
الطفل قبل أن يولد يسجل بعض المعلومات في دماغه، وعند ولادته يستذكرها شيئاً فشيئاً، فالجنين مثلاً: يخزّن صوت أمه في الثلث الأخير من الحمل، وعندما يولد يستطيع أن يميّزه.
كما أنّه يستطيع حفظ أناشيد الأطفال إذا ما سمعها بصورة مستمرّة ومنتظمة خلال الحمل، ويتمكن من تذكرها عند تشغيلها له عندما يبلغ الشهر الرابع من عمره.
يستطيع الطفل التعرّف على رائحة أمه التي تبعث في نفسه الراحة والاطمئنان، ويستطيع أيضاً حفظ شكل أمه بعد مرور أربعة أيام على ولادته، فيصبح قادراً على تمييزها من بين الجميع، وبعد فترة وجيزة يحفظ شكل أبيه.
كما أنّ تكرار تجربة ما للطفل الرضيع، تساعده على تذكرها بشكل أسرع، كما أنّها تقوّي الذاكرة لديه، مثل تكرار تمرين له، أو تكرار زيارته لأحد الأقارب.
كلما تقدم عمر الطفل سيكون قادراً على تذكر كم كبير من الأمور، وخاصّة الأشخاص الذين مرّوا بحياته، وهذا ما يفسر خوفه وحذره من الأشخاص الذين لا يعرفهم.
تنشيط ذاكرة الطفل
يجب أن يحصل الطفل على مدة كافية من النوم؛ وذلك لحمايته من التعرّض لضعف الذاكرة، ولتحسين قدرته على استيعاب الأحداث التي تدور حوله، كما يجب الحذر من نوم الطفل الزائد؛ وذلك حتى لا يصاب الطفل بالخمول.
تكرار الأمور والتجارب تساعد على بقائها في الذاكرة وعدم نسيانها، كما أن ممارسة التمارين الرياضيّة تساعد على تحسين الدورة الدمويّة في الجسم، وبالتالي تصبح الذاكرة أكثر نشاطاً.
ولا نغفل أن تقديم وجبات غذائيّة متوازنة وغنيّة بالعناصر الغذائيّة، كالألياف، والبروتينات، والكربوهيدرات والمعادن المختلفة، تنشط الذاكرة لدى الطفل، مثل: الخضار والفواكه، والحليب ومشتقاته الغنيّة بالمعادن والأملاح والفيتامينات.
كما أن تنظيم روتين يومي للطفل يساعد على تقوية الذاكرة لديه، وكذلك قراءة القصص القصيرة للطفل بصوت عالٍ وبشكل متكرر، ما يرسخ القصة في ذاكرة الطفل، وبالتالي تتطور الذاكرة لديه.
وهناك الألعاب التي تعتمد على الذاكرة، فهي تساعد على تقوية ذاكرة الطفل، مثل لعبة الاختباء، هذا بجانب التقليل من مشاهدة الطفل للرسوم المتحرّكة، والتي تعيق عمل المخ، ويمكن استبدال الرسوم ببرامج أطفال مفيدة؛ تعمل على تنمية المخ.
إرشادات لتطوير ذاكرة الأطفال
أن تكون المعلومات التي يُطلب من الطفل تعلّمها سهلةً ومألوفةً وذات معنى له، وأن يتم ربطها بواقع الطفل قدر الإمكان.
أن يتم الشرح للطفل عمّا هو المتوقّع منه أن يتذكّره، وأن يُحفّز الأهل أو المعلمون الطفلَ؛ ليكون لديه دافعٌ للتعلم أو الحفظ، وبالتالي التذكّر.
تنظيم المعلومات بروابط أو رموز يسهل على الطفل تذكّرها؛ مثل تنظيم المعلومات التي تتشارك بروابط بينها معاً.
الابتعاد عن كل ما يمكن أن يشتّت انتباه الطفل، وأن يكون الزمان والمكان مناسبيْن لتلقي المعلومات؛ حتى يسهل على الطفل تذكّرها.
استخدام أسلوب التدريب المستمرّ، والإعادة والتكرار للمعلومات التي يُطلب من الطفل تذكّرها.
أن يكون الطفل بعيداً عن التوتر العاطفيّ، وأن يُعزز الأهل والمعلمون لديه الثقة بالنفس.
الانتباه للأسباب التي تؤدّي إلى النسيان، ومحاولة علاجها، وتجنّبها أثناء تعليم الطفل.
أطعمة تقوّي الذاكرة عند الأطفال
الغذاء الصحي والسليم له أثرٌ كبير في أدمغة الأطفال وذاكرتهم، فالدماغ يمتص الفائدة من الأطعمة كالجسد تماماً، وهناك بعض الأطعمة التي تفيد الدماغ، ومنها:
زبدة الفستق من الأطعمة الغنية بفيتامين "هـ"، وهي مضاد للأكسدة وتحمي الأغشية العصبيّة، كما أنها تحتوي على مادة الثيامين، وهي مادةٌ مفيدةٌ جداً للدماغ.
كما أن الأحماض الدهنيّة من نوعية أوميجا "3" لها فوائد كبيرة جداً لنمو الدماغ ولتحسين وظائفه، وهي تساعد على تحسين المهارات العقليّة لدى الأطفال.
يعد الشوفان مصدراً ممتازاً يمدُّ الدماغ بالطاقة، وهو غنيٌّ بفيتامينيْ "ب" و "هـ"، وبالزنك الذي يحفز الدماغ لتقديم أفضل أداء له.
اللحم البقري من المصادر المهمّة للحديد الذي يحافظ على الطاقة والتركيز، والزنك الذي يساعد على التذكّر.
كما أن الحبوب الكاملة توفر الجلوكوز، الذي يُعدّ مصدر طاقة للدماغ، وفيتامين "ب" المفيد للجهاز العصبيّ، ولذا يُنصح بتناول الأطفال للخبز من الحبوب الكاملة.
يحتوي البيض على البروتين، كما أنّ صفار البيض غني بمادة الكولين، وهي من المواد المهمّة جداً لتقوية الذاكرة.
تُعدّ مشتقات الألبان مصدراً جيداً لفيتامين "ب" الضروريّ لنمو أنسجة المخ، وللإنزيمات، وللسيالات العصبية، كما أنها تحتوي على فيتامين "د" .
الفول والفاصوليا: حيث إنّهما غنيان بالبروتينات، والكربوهيدرات، والألياف، والفيتامينات، والمعادن، والأحماض الدهنيّة، التي تعتبر مهمّة لوظائف الدماغ ولنموّه.
الفواكه الحمراء الغنية بفيتامين ج: وتعد عنصراً مهماً لصحة الطفل وذكائه، كالتوت البرّي والفراولة، والكرز والعنب الأحمر، وهذه الفواكه تحفز عمل الدماغ.
الخضروات كالطماطم، والجزر، والقرع، والبطاطا الحلوة، والسبانخ مصدر ممتاز لمضادات الأكسدة، وتحافظ على خلايا الدماغ بصحّة جيدة.
من هنا وهناك
-
أهمية الاسترخاء والتأمل لصحة الحامل والجنين الجسدية والنفسية
-
أهمية اللعب في تعزيز الصحة النفسية للأطفال
-
تجربتي مع المذاكرة لطفلي سبب لتعليمي اللغة الفرنسية: و7 حدود للمساعدة
-
أعراض وأسباب الحساسية الغذائية عند الأطفال.. وأفضل طرق التعامل معها
-
لماذا يكون الأطفال في أغلب الأحيان أكثر إبداعاً من البالغين؟
-
لماذا يؤذي الطفل نفسه؟.. إليك الأسباب والحل
-
تأثير الكافيين السلبي على المراهقين.. وكيف يمكن التخلص منه؟
-
كيف يؤثر صراخك المستمر في وجه طفلك على مستوى الهرمونات في جسمه؟
-
تجارب الأمهات في تعزيز الصبر والتحمل لدى الأطفال
-
كيفية تعليم الأطفال الاعتماد على النفس
أرسل خبرا