عند عودتك من عملك.. أو بمجرد عودة أطفالك من المدرسة، أغلقي هاتفك المحمول أو قومي بوقف اتصالك بالإنترنت، وامنحيهم الاهتمام الكامل إلى أن تهيئيهم للنوم أو الاستعداد لعمل الواجب المدرسي. الأطفال سيحبون ذلك وسيقدرونه بطريقتهم؛ لأنهم سيعلمون أنه لا شىء سيصرف انتباهك عنهم، ولا تتخيلي أن الأطفال لا يشعرون باهتمامك بالهاتف؛ فقد كشف استطلاع أجراه عدد من معاهد الطفولة بأن 33% من الأطفال يشكون من انشغال آبائهم الدائم بالهواتف المحمولة.

اجعلي لحظة النوم بالنسبة لأطفالك دائماً وقتاً ممتعاً، ينتظرونه بعد ساعات المدرسة الطويلة وعمل الواجبات، لتصبح لحظات مصحوبة بالسعادة والتواصل، وليس بالصراخ والأوامر، اجعليه يخلد للنوم وأنت تقرئين له قصة سعيدة، تجعله ينام مطمئناً، ويزداد الترابط بينك وبين طفلك، كما أن هذا يساعد أيضاً على نمو دماغ الطفل.

أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يربون على الدفء والمودة، يزدهرون ويشعرون بالحب أكثر، وتكون ثقتهم بنفسهم أكبر، ومجرد قبلة واحدة أو عناق واحد في اليوم سينعكس إيجاباً عليهم ويقلل من فرص وجود مشاكل سلوكية عدوانية فيما بعد.

أو على مكاتبهم.. ووسط لعبهم، نعم يمكنك دس رسالة صغيرة أو ملاحظة تحت وسادتهم أو في علبة الطعام الخاصة بهم من وقت لآخر، هذه الرسالة يمكن أن تكون نكتة أو اسم تدليل يحبونه، أو أى شىء يجعل الأطفال يعرفون أنهم طوال الوقت في بالك.

أفضل طريقة للتواصل مع أطفالك هو أن تنظري لهم في عيونهم وأنت تجلسين معهم، التواصل بالعين مهم جداً خاصة في هذا العصر الذي تلتصق فيه عيون الجميع وخاصة الأطفال بشاشات الهاتف أو الكمبيوتر، حين تنظرين في عيني طفلك سيشعر أنك تمنحينه الاهتمام الكامل، وتعلمينه أيضاً أهمية التواصل البصري؛ لأنه مهارة اجتماعية مهمة جداً.

اجعلي أطفالك يشعرون أنهم شركاؤك في عملية صنع القرار، سواء ما يرتدون من ملابس أو اختيار مكان لزيارته في أيام العطلات، اجعلي الأطفال يشعرون أنهم معنيون بشكل كامل بالقرار، فهذا يجعلهم يشعرون بالسعادة ويعلمهم كيفية اتخاذ القرارات.

الجلوس معهم لساعات وقت المذاكرة وعمل الواجب لا يمنعك من اللعب معهم كذلك، إذ كثيراً ما يحتاج الأطفال لأن يقضوا بعض الوقت مع والديهم في اللهو فقط، يحبون أن يضحكوا ويمرحوا معهم دون أن يكون ذلك في إطار نشاط ما أو جدول دراسي.

عندما يمنحك طفلك هدية احتفظي بها وعبري عن اعتزازك بها، حتى لو كانت مجرد ورقة عليها رسمه أو كلمة لطيفة صنعها خصيصاً لك، ضعيها في درج خاص أو مجلد أو علقيها على مكتبك مثلاً؛ ليشعر طفلك بالإنجاز ويشعر أنك تهتمين فعلاً به.

عندما يكون الطفل منهمكاً في رواية أحداث يومه أو أى شىء حدث له في المدرسة، لا تقاطعيه أبداً، ولكن استمعي للنهاية باهتمام؛ ليشعر بأنك تحبينه وتهتمين بما يقوله، ومهما كانت الظروف لا تتجاهليه أو تجعليه يشعر أنك مشغولة عنه.

ما أجمل تشبيه الطفل الصغير بالثمرة اليانعة، التي تحتاج للشمس والهواء والرعاية؛ لتنمو وتبذر ثماراً ناضجة.. تفرحين بها وتعتزين برعايتك لها، وطفلك يحتاج لحبك ورعايتك واهتمامك.. والأهم أن تعبري عنه بالكلام وبالتلامس الجسدي بالاحتضان، بالكلمة الحلوة و المكافأة أمام حسن الأفعال، والعقاب تجاه الأخطاء..كل بتوازن واعتدال.