مقال: رُهاب الامتحانات .... مشكلة وحلول
قلق الطلاب قبل وأثناء الامتحانات هو ظاهرة معروفة منذ زمن بعيد، والسبب الكامن وراء هذه الظاهرة هو التوتر الشديد، الخوف من الفشل وعدم القدرة على تلبية التوقعات العالية من الأهل والمقربين.
بلال سعيد حسونة مدرس لغة انجليزية في تكنولوجية عتيد اللد - صورة شخصية
الا أن الاهتمام بهذه الظاهرة زاد في السنوات الأخيرة، فأصبح الأهل يعرضون المشكلة بشكل أوسع، وصار المعلمون يبحثون عن الأسباب والحلول، وأصحبت مباحث ومسارات علم النفس في الكليات والجامعات تتناول الأمر بجدية أكثر من ذي قبل. فما هي ظاهرة الرهاب من الامتحانات؟ ما هي أسبابها؟ وما هي الحلول؟
في الحقيقة، ظاهرة الرهاب من الامتحانات هي ليست حالة مرضية ولا تحتاج الى أطباء وهلع، إنما هي حالة توتر وخوف يصيبان الطالب قبل وأثناء الامتحان، هذا سببه البيئة الموجودة حول هذا الطالب، وأخص بالذّكر تصرفات الاهل التي توحي للطالب أنه لن ينجح، فيفقد الثقة بنفسه، وتصبح نظرته لنفسه منخفضة، ويتكون عنده اعتقاد راسخ أنه حقاً فاشل، فتبدأ هذه الحالة، حالة التخوف من الفشل واستمراره. وبسبب هذا الشعور، يدخل الطالب في دائرة لا منتهية من التردد متسائلاً ما السبيل الى مواجهة هذه الازمة. فأحيانا يفضل ألا يجيب على شيء في الامتحان ظناً منه أن عدم الإجابة أفضل من الحصول على علامة منخفضة، إضافة الى ذلك، يعاني الطالب الذي يعاني من هذا الرهاب من التفكير المتواصل بالعواقب التي ستلي الامتحان، فيبدأ بالتفكير ماذا سيفعل كي يواجه كل ذاك، هذا الانشغال يدخل الطالب في التوتر والخوف أكثر وأكثر.
اذن ما العمل؟ اليكم بعض الأفكار التي إذا طبقتوها بشكل صحيح، فسوف تحصلون على نتائج جيدة.
• العناية السليمة بالصحة النفسية عند الأولاد من سن مبكرة، خصوصاً مرحلة ما قبل المدرسة، ففي هذا الجيل، لا ينجح الأولاد في بعض الأمور من المرة الأولى، إجعلوهم يهدأون وقولوا لهم أن الامر عادي، شجعوهم على المحاولة مرة أخرى.
• تخفيض سقف التوقعات من الأولاد، لا تظلوا تقولوا لهم: "يجب ان تحصلوا على علامة 100%." هذا سيجعلهم متوترين، وتكرار ذلك يدخلهم في دائرة صعبة لا تُحمد عُقباها.
• لا تجعلوا المجتمع يتدخل في تربية ابنائكم، لا تسمحوا للآخرين أن يصدروا احكاما عليهم، خصوصاً فيما يتعلق بالتّحصيل العلمي. هذا يمكن أن يجرح مشاعرهم، ويجعلهم يشعرون بالنقص والاهانة.
• اشرحوا لهم المعنى الحقيقي للتنافس المدرسي، اقصد المنافسة بين الزملاء، لا بأس إذا كانت علامة ابنكم مرةً 75% ، ربما في المرة القادمة سيحصّل أكثر، فقط شجعوه.
• توجهوا الى مستشارة المدرسة واطلبوا منها أن تبنىي لابنكم "خطة علاجية".. وهو ما يعرف ب תוכנית התערבות ، وتابعوا الامر في المدرسة، لأن هذا البرنامج يحتاج الى بعض الوقت.
• ابحثوا عن نقاط القوة عند ابنكم واعملوا على تعزيزها وتقويتها. مثلا هو يتقن كرة القدم، إدعموه وابحثوا له عن إطار ملائم يحتضن موهبته، فربما يصبح لاعباً مشهورا.
• تحدثوا أكثر عن نجاح ابنكم، يوماً بعد يوم، حتى وإن لم يكن ناجحاً، قولوا أنه ذكي، وعنده مهارات تواصل جيدة قولوا أي شي تروه مناسبا، فهذا حتما تشجيع له نتائج مضمونة.
• تجنبوا الحديث عن نقاط ضعف ابنكم لا داخل العائلة ولا أمام الغرباء، فهذا يحطم شخصيته ويجعله يكره العالم من حوله، لا تفعلوا ذلك ابداً.
• لا تتحدثوا عن ضعف ابنكم وفشله حتى وهو غير موجود، فربما صدفةً، يمر بالجوار، وتصل الى مسامعة كلمةً عن ذلك وأنتم لا تعلمون.. عندئذ ستكون النتيجة كارثية.
• أنظروا الى ابنكم بإيجابية، إقضوا معه اوقاتاً جميلة، أظهروا له الاحترام، هو بحاجة اليكم، بحاجة الى دعمكم، فلا تتخلوا عنه.
• حدّثوا أبناءكم عن تجارب لم تنجحوا فيها، اشرحوا لهم أن النجاح والفشل هم جزء من حياة كل واحد وواحد فينا، مؤكد أن هذا سيساعدهم أن يكونوا في الجانب الصحيح من الأمور.
• إعملوا أكثر على تنمية الشعور باحترام الذات عند ابنكم، مثلا استشيروه في أمور تخص البيت مثل أين نذهب في عطلة نهاية الأسبوع، وماذا نشتري لاستقبال بعض الضيوف، أعطوه دور قيادي في بعض الأمور، هو بحاجة الى ذلك.
ختاما، صحيح أن مشكلة الرهاب من الامتحانات هي مشكلة موجودة تسبب القلق وعدم الإرتياح عند كثير من العائلات، لكن حلها ليس معقداّ، فقط اتبعوا الحلول التي استعرضتها في هذا المقال، اتبعوها بصدق، وسوف تتلاشى شيئاّ فشيئا. حظاّ موفقاً!
من هنا وهناك
-
المحامي زكي كمال يكتب : حديثٌ في المُتَوَقَّع من رئيس غير مُتوقَّع
-
‘ التغذية الراجعة أساليب ومفاهيم ‘ - بقلم: د. غزال ابو ريا
-
‘المسرح والتمثيل كأسلوب تعليمي‘ - بقلم : خيرالله حسن خاسكية
-
مقال: ما الّذي علينا فعله عندما يقع أولادنا ضحايا لأحداث تنمّر (العنف) ؟ - بقلم : رانية فؤاد مرجية
-
‘الجريمة تقتلنا كل يوم - المسؤول الاول والأخير حكومة إسرائيل‘ - بقلم : المحامي شعاع منصور رئيس بلدية الطيبة السابق
-
المحامي زكي كمال يكتب : المجتمعات الطامحة إلى الحياة يقودها الكرام والشرفاء
-
د. محمود أبو فنة من كفر قرع يكتب في بانيت : قراءة في كتاب ‘الصورة الكاملة – صفحات من سيرتي الذاتيّة‘
-
د. سهيل دياب يكتب : أمريكا لم تصوت لترامب - انما عاقبت بايدن وهاريس !
-
المحامي يوسف شعبان يكتب : مقترح سن قانون لمراقبة اجهزة الهواتف والتنصت عليها مهزلة يجب الوقوف ضدها
-
مقال: هل أمريكا العظمى في طريق الانهيار مثل الاتحاد السوفيتيّ ؟ بقلم : المحامي زكي كمال
أرسل خبرا