logo

محاضرة في علم الاجرام في جامعة حيفا: ‘زيادة العقاب لن يقضي على الجريمة – يجب الاستثمار بالشباب‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
01-06-2023 17:54:16 اخر تحديث: 02-06-2023 09:46:28

في الوقت الذي تحتل فيه أخبار الجرائم والعنف في المجتمع العربي عناوين الاخبار وتهيمن على حديث الناس، وفي الوقت الذي تدب هذه الاخبار الخوف

في نفوس الناس، كبارا وصغارا، يتساءل الجمهور أين يكمن الحل؟ ومن بامكانه وقف شلال الدم ومنع الجريمة القادمة ؟ وفي هذا الوقت بالذات يطرح أيضا السؤال كيف وصل المجتمع العربي الى هذا الحال؟ هل من تفسير منطقي لما يجري من حولنا ؟ للحصول على اجوبة على هذه الاسئلة استضافت قناة هلا في الاستوديو، البروفيسورة حجيت ليرناو – محاضرة في علم الاجرام في جامعة حيفا .

" ما هي المسببات لتفشي الجريمة في المجتمع العربي ؟ "
وقالت البروفيسورة حجيت ليرناو، في مستهل حديثها مع قناة هلا وموقع بانيت:" هنالك عدة تفسيرات لما يجري في المجتمع العربي، وفي نهاية الأمر لا أحد يعلم ما السبب الأساسي، لكن اذا نظرنا الى كافة العوامل نرى ان هنالك أمرين هامين، والأول انه في عام 2015 شرطة إسرائيل نجحت بمواجهة الجريمة المنظمة في المجتمع العربي بشكل جيد، والتفسير ان هذا فتح باب فرص للجريمة في المجتمع العربي. الى جانب ذلك هنالك ادعاءات من المجتمع العربي ان الشرطة غضت الطرف عن ذلك، ومما يجري منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا، هو تصاعد الجريمة المنظمة في المجتمع العربي. الأمر الثاني هو المعطى المقلق جدا، وهو ان حوالي 40% من الشباب من جيل 18 سنة حتى جيل 24 سنة تقريبا لا يتعلمون ولا يعملون، قسم منهم تسيب من جهاز التعليم، لديهم مشاكل بالتواصل باللغة العبرية والاندماج، لذا تجد منظمات الاجرام فيهم فرصة ومقابل أموال تعرض عليهم المتاجرة بالسلاح والمخدرات وما شابه وهذا يزيد من حدة موجة العنف ".
كما قالت البروفيسورة ليرناو : " شاب لا يعمل ولا يتعلم يتواجد أغلب الأحيان في الشارع، وهو محبط بسبب عدم وجود الأموال معه، في علم الجريمة هذا ليس أمرا مميزا للمجتمع العربي دون غيره. هذا يحدث في مجتمعات فيها اقل استثمار من قبل الدولة وفيها جهاز تعليمي وصحي ضعيف.. الشباب يريدون المال، ويريدون الشعور الجيد، وليس كلهم طبعا، انما من بينهم هنالك اسهل لمنظمات الاجرام إيجاد شباب منهم لتجنيدهم ".

" الاستثمار في المجتمع العربي "
وعن ردها على الشعور بان الدولة لا تفعل شيئا رغم صرخة القيادات العربية :" يجب أن نفهم ان هنالك مجرمين من منظمات اعتادوا على الدخول للسجن وهذا نمط حياتهم. النواة للاجرام هي الأقلية. الأغلبية هي لاشخاص عاديين نوعا ما، منهم من يتعلم ويعمل، وهم معرضين للوقوع بمشاكل ... اذا نظرنا الى ماذا فعلت دولة إسرائيل – على الأقل حتى تشكيل الحكومة الحالية – منذ عام 2016 كانت هنالك جهود من قبل الدولة للاستثمار بتقوية المجتمع العربي، لان هنالك فهما ان التمييز ولافجوات وعدم وجود الفرص لها علاقة بالاجرام. لذا يجب استثمار الكثير من الأموال ... من حيث علم الجريمة هذا أمر ممتاز... هذا ثقد يساعد بدمج الناس بالعمل وابعاد الشباب عن المخدرات . لكن الدولة تذهب أيضا – مع دعم جماهيري – وهو زيادة الاعتقالات وزيادة العقوبة، لكن علم الاجرام يقول ان هذا ليس توجها ناجحا ".

ألا يساهم زيادة العقاب في ردع الاخرين ؟
البروفيسورة حجيت ليرناو :" انا لا أظن ذلك بناء على الكثير من الأبحاث، وبناء على ما يجري في أماكن أخرى، مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية. هنالك مجتمعات مهمشة فيها شباب يكبرون في ظل عدم وجود مساواة وفي بيئة فيها مخدرات وأسلحة. في أمريكا اتبعوا هذا النهج في زيادة العقاب، لكن ذلك لم ينجح وادى الى وجود عدم ثقة من قبل مجتمعات ذوي البشرة السوداء بالدولة والشرطة. هذا الأمر قد يحدث هنا أيضا، وهذا يجب ان يثير قلق الدولة والمواطنين العرب ".
كما قالت البروفيسورة ليرناو :" يجب تقوية جهاز التعليم أمر يمكن جني ثماره بسرعة نسبيا، ويجب تقوية الرفاه الاجتماعي وتأهيل مخالفي القانون وتأهيلهم وفتح افق للعمل في البلدات العربية، الى جانب مكافحة النواة القوية في الجريمة المنظمة وهذا أكثر بواسطة وسائل استخبارية ".
وأشارت ريناو الى " ان السجن هو مدرسة لمخالفة القوانين ".

لمشاهدة المقابلة الكاملة اضغطوا على الفيديو المرفق أعلاه ...

البروفيسورة حجيت ليرناو - تصوير: قناة هلا وموقع بانيت