logo

أنواع من العقاب.. اختاري ما يتناسب وخطأ طفلك

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
02-05-2023 12:05:59 اخر تحديث: 05-05-2023 04:28:06

الطفل في سنواته الأولى يتصرف بعفوية وطلاقة وبما تمليه عليه رغباته؛ فتتخبط سلوكياته ما بين الصواب والخطأ من دون قصد مباشر، وإن لم تكن عيون الآباء منتبهة ومتيقظة.. تتأصل هذه الصفات، وتصبح من عادات الطفل..
صورة للتوضيح فقط - تصوير: fizkes - shutterstock

تظهر في سلوكيات يتعامل بها مع أهل البيت.. وداخل الحضانة أو المدرسة، وبطبيعة الحال يرحب الأهل بالطباع الطيبة الهادئة، بينما يستنكرون وينزعجون من سلوكيات الطفل الخاطئة.. لتبدأ محاولات التغيير للأفضل.. باستعمال أساليب العقاب أو التهديد بها وهكذا، التقرير يستبعد العقاب البدني، ويستعرض أنواعاً من العقاب الإيجابي.. وما عليك إلا اختيار ما يتناسب وخطأ طفلك، اللقاء واستشاري تعديل السلوك الدكتور ماجد عبد الفتاح الشبراوي.. للشرح والتفسير.

أسلوب العقاب
العقاب وسيلة تُستخدم لمنع الطفل من الاستمرار بالسلوكيات السلبيّة الخاطئة، والعقاب الإيجابي التربوي يعتمد على العقوبة الفعّالة الرادعة، والتي تتناسب وحجم الخطأ.. وتكون بعيدة عن الضرب أو العنف.
ومن الأمثلة عليها: إعطاء الطفل عملاً منزليّاً إضافيّاً عندما يكذب بشأن تنظيف غرفته، أو إخباره بتقديم اعتذار للشخص الذي قام بإيذاء مشاعره، أو تولّي مسؤولية المهمّة المنزليّة الخاصة بأخيه في حال إلحاقه الضرر به وهكذا.

الثبات والحزم.. لنجاح العقاب
العقاب أو إصلاح السلوكيات الخاطئة واستبدالها بأخرى مقبولة.. من أهم ما يحتاجه الطفل في سنوات عمره الأولى؛ حتى يتعود عليها.. وتصبح جزءا من عاداته التي تكّون شخصيته، والأمهات الناجحات ينجحن فيما يقمن به مع أطفالهن.
خاصة مع الطفل بعد أو قبل السنتين بقليل، والأمر يحتاج إلى هدوء وضبط لانفعالات الأم الغاضبة أولاً.. لأن الطفل في هذا العمر قد يحتاج إلى سماع الأمر عدة مرات، حتى تصل له الرسالة ويستوعبها.
وعلى الأم.. أن تتحلى بالحزم كذلك، وأن تثبت على قرارها كل مرة، ولا تلين لطلبات طفلها وبكائه، حتى وإن طلب منها الطلب نفسه مرات، بل تكرر قرارها بأنه محروم من مشاهدة التلفاز لسبب ما، واستمرار عقابه حتى يترك السلوك السيء ويستبدله بالحسن.

بداية عقاب الطفل.. من عمر السنتين
نعم.. تقييم سلوكيات الطفل ووضعها في الإطار المناسب، وبدء توجيه اللوم وإيقاع العقاب بالطفل، يبدأ بعد تمامه السنتين.. أقل أو أكثر قليلاً.
ولا يجب التفكير أن العقاب نوع من إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي بالطفل، بل هو وسيلة لتعليم الطفل وتوجيهه إلى الصواب، وجعله يكره الخطأ الذي ارتكبه.
على الأم في السنوات الأولى من عمر الطفل أن تكون؛ المعلمة والمرشدة، التي تعلم الطفل السلوكيات الصحيحة، وكيفية التعامل مع الآخرين بأدب وصبر وحب.

أنواع العقاب

المهلة
يُمكن استخدام أسلوب المهلة لتقويم سلوك الطفل، وتطبيقه يبدأ بتحديد السلوكيات التي تستدعي تنفيذ الفكرة، ثمّ اختيار مكان معيّن من المنزل غير مخيف بالنسبة للطفل كأحد المقاعد مثلاً.
وعند ارتكاب السلوك غير المقبول يتمّ إخبار الطفل بضرورة التوقّف عن فعله وإلّا فإنّه سيوضع في مكان المهلة، مع تجنّب الغضب؛ وإذا استمرّ في فعله يُنقل بهدوء إلى تلك المنطقة، وذلك بمعدّل دقيقة واحدة لكلّ سنة من عمره.
شرط أن يكون الطفل تحت نظر والديه دون أن يتحدّث أيّ منهما معه، وعند انتهاء المدّة يُترك حتى يُغادرها دون مناقشة السلوك السيّء، إنّما بالبحث عن طرق أخرى لتعزيز السلوك المرغوب.

التعزيز
التعزيز المطلوب هنا.. هو التعزيز الإيجابيّ، بمعنى تقديم شيء ما للطفل أمام كل سلوك جيد، ومنها الكلمات الطيبة المشجعة والمحفزة للطفل، أو إعطاؤه وقتاً إضافيّاً للّعب على الحاسوب عند قيامه بما عليه.
وهناك التعزيز السلبيّ.. ويستخدم للأطفال بالمدرسة.. وهو بث الرعب من العقاب أو التهديد به.. ويتمثل في تحفيز الطفل على تغيير سلوكه منعاً من إزعاج والديه وعقابهماالصارم، ويُشار إلى أنّ التعزيز من النوع الأوّل هو الأكثر فاعلية.

التجاهل
التجاهل النشط عقاب فعّال لإدارة السلوك الخطأ للطفل، ويمكن تطبيقه عن طريق عدم الالتفات.. أو سحب انتباهك عندما يبدأ الطفل في إساءة التصرف، وعندما يدرك الطفل أن سلوكه السيء لا يجذب انتباهك، فسيقلل من فعل ذلك.
وهذا للون من العقاب يستخدم فقط لسوء السلوك البسيط، وليس عندما يكون الطفل عدوانياً أو يفعل شيئاً خطيراً، وفي مقابل هذا التجاهل المتيقظ، عليك إعطاءالطفل اهتماماً إيجابياً فورياً بمجرد أن يظهر سلوكاً جيداً.

أنواع أخرى من العقاب

التوجيه وإيجاد البديل
للأطفال نظرةً خاصّةً مختلفةً عن نظرة البالغين؛ فمثلاً يرون أنّ القفز على الأريكة أمر ممتع، وليس لديهم معرفة بما يعيه الكبار بشأن تكلفة تلك الأريكة؛ لذا فإنّ التوجيه المستمر وإيجاد البديل هو الحلّ لتقويم سلوكيّاتهم.
وفي هذا الشأن يُمكن توجيه نظر الطفل إلى لعبه أخرى، أو اصطحابه للمطبخ للمشاركة في إعداد مشروب محبب لديه، أو الجلوس بجانبه والبدء في قص حكاية جديدة، فيهدأ ويشعر بعدم الحاجة إلى القفز هنا وهناك.

قولي "لا" بحزم وشدة
لابد من إدراك أن الطفل في سنوات عمره الأولى، لا يحتاج عند قيامه بسلوك خاطئ إلى محاضرة طويلة عن السلوكيات الصحيحة والخاطئة؛ لأن تفكيره لن يكون مع والدته، ولن يستوعب إلا القليل، والأفضل قول "لا" بكل حزم وقوة.
ويمكن للأم أن تشرح له بكلمات بسيطة تناسب عمره سبب منعه، وأن توجهه بعد ذلك إلى سلوك بديل صحيح عن السلوك الذي كان سيقوم به، لأن الطفل بهذا العمر سريع التشتت، ويمكنه أن يجد بديلاً عما حرم منه، فلا يشعر بالفقد.

كرسي المشاغبين للكبار أيضاً
كرسي المشاغبين أو ركن المشاغبين مناسب للأطفال الصغار والكبار أيضاً، وهي تقنية ناجحة مع الأطفال الأكبر من عمر ثلاث سنوات، وإن كانت تأتي بنتيجة مع العمر الأصغر أكثر.
ويجب ألا تكون غرفة الطفل هي المكان المخصص للعقاب؛ حتى لا يربط غرفته بالعقاب ويكره الذهاب إليها أو النوم فيها، وتعاني الأم من مشكلة جديدة.
وينصح أن ترافق الأم طفلها أثناء العقاب، حتى يهدأ بشكل أسرع من دون أن تتواصل معه أو تلين لطلباته وبكائه.. مع تجنب الضرب مهما كان الطفل مشاغباً.
تربوياً لا يجب أن يُضرب الطفل بتاتاً؛ لأن الضرب والأذى الجسدي والنفسي يجعل الطفل خائفاً من والديه، وبالتالي يمكن أن تشكل لديه عقدة نفسية دائمة.
ما قد يولد سلوكيات أسوأ، مرتبطة بالحقد ورد الأذى بالأذى.. إضافة إلى سلب إحساس الطفل بالثقة بالنفس والاستهانة بها.. أمام نفسه ووسط الآخرين.

خطوات بسيطة لتقييم الخطأ
هناك فرق.. بين الطفل الذي يضع حقيبة أسفل النافذة ليتابع مشاهدة والده أو مجرد انتظار رجوعه، وبين الطفل الذي يعبث بالحقيبة ويهدر قيمتها بالصعود عليها.. وتكسير بعض خطوطها الجمالية.
هناك فرق.. بين الطفل الذي يصرخ على أمه مطالباً بالتمسك بلعبته وهو نائم، والرغبة في الحفاظ عليها من الضياع.. وبين الطفل الخائف على ضياع لعبته؛ نظراً لوجود أخوة مقاربين له في العمر.. يأخذونها منه دائماً.
هناك فرق.. بين بكاء الطفل المستمر وتكراره وأنت جالسة وسط صديقاتك بالمنزل.. أثناء الكلام والضحك، وبين بكاء الطفل الذي يعلن رغبته في جذب القليل من انتباهك لما يفعل من رسم وتلوين، أو مجرد تشكيل ما بمكعبات اللوجو.
هناك فرق.. بين الطفل الذي يبكي ويرفض تناول الطعام.. ويصر على موقفه.. وبين بكاء وشد وجذب الطفل الراغب في الخروج، والانطلاق خارج البيت لبعض الوقت هرباً من الملل والضيق.