صورة للتوضيح فقط - تصوير: DimaBerlin - shutterstock
فهم بحاجة إلى آبائهم ومعلميهم لرعايتهم والاهتمام بهم، ومنحهم الشعور بالانتماء. التقرير يضم عدة خطوات.. بسيطة -لكنها تعني الكثير- على الآباء القيام بها تجاه أطفالهم المراهقين من عمر 9 - 18 عاماً.. كسبيل لتربية الطفل المراهق في هذا العمر. اللقاء مع خبيرة طب نفس الأطفال منى القمحاوي؛ للشرح والتفسير.
حقائق تعرفي إليهاإذا شعر المراهقون أن آباءهم ومعلميهم لا يساندونهم، وينتقدونهم باستمرار، ويعاقبونهم دائماً، ويصدرون أحكاماً على كل خطوة من خطواتهم دون وجود حوار حقيقي بينهم، فسوف يشعرون بعدم الانتماء داخل منازلهم ومدارسهم.وهنا يمكن أن يفقد المراهقون القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويسعون نحو الحصول على الدعم والمؤازرة من أشخاص آخرين، قد لا يكونون الأفضل بالنسبة لهم.ستمر هذه المرحلة في كل الأحوال، لكنها يمكن أن تنتهي بالحصول على خطوات إيجابية نحو مرحلة النضج، أو يتحول المراهقون بعدها إلى أشخاص بالغين يعانون من الارتباك، والتدني في تقدير الذات، والشعور بالحيرة والضياع.
أسباب وراء صعوبة التعامل مع المراهقينوفقاً للأبحاث العلمية، هناك نظامان مهمان في مخ المراهق لا ينضجان في ذات الوقت؛ نظام ينضج عند سن البلوغ، وهو المسؤول عن السعي وراء المكافآت والفوائد الواضحة؛ مثل الحصول على شعبية بين الأصدقاء، والإثارة وتتمثل في كسر وخرق القواعد.ونظام ينضج في منتصف سن العشرينات، وهو النظام المسؤول عن ضبط النفس، والتعامل بأسلوب معتدل مع المشاكل التي تواجه المراهق، مدرسية كانت أو اجتماعية.. أو في علاقته بوالديه.يمكن أن تتسبب التغيرات الجسدية والهرمونية في تكوين صورة مشوهة لدى المراهق عن جسده، كما تتسبب التغيرات الهرمونية في حدوث تقلبات مزاجية حادة.. وتتمثل في قبول وترحيب المراهق بما يحدث، ومرات لرفضه تلك التغيرات كلية.كما أن حاجة المراهقين إلى إثبات أنهم أصبحوا بالغين، وأنهم بحاجة إلى أن يكونوا مستقلين، قد يتسبب في تمردهم على القواعد.أشياء تحدث بالمنزل مثل الغيرة الأخوية، النزاعات الأسرية، مواجهة الصعوبات المالية التي يعرف عنها المراهق.أشياء تحدث في المدرسة.. مثل الأعباء الدراسية، التنمر، الرفض أو الإقصاء من قبل الأصدقاء أو زملاء الفصل.عدم القدرة على التعبير عن مخاوفهم وقلقهم؛ خوفاً من أن يتم الحكم عليهم أو انتقادهم أو معاقبتهم.. بجانب عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو التغذية الصحية.. خلال مرحلة المراهقة.
خطوات اهتمي بها:استمعي إلى المراهقين بمهارة.. واختاري لحظة يكون فيها أولادك في حالة مزاجية جيدة، واطلبي منهم أن يخبروك عن شيء حدث خلال يومهم.استمعي جيداً وتأكدي من إظهار إشارات تدل على أنك مستمعة جيدة، مثل إظهار الود والاهتمام بالحديث، والإيماء بالرأس.الجلوس في نفس مستوى أولادك، والنظر لأعينهم مباشرة.. مع تجنب مقاطعتهم وانتظري حتى ينتهوا من الحديث.اطرحي عليهم أسئلة لإظهار أنك مهتمة بالفعل (مثل: "ثم ماذا حدث؟" و"ماذا فعلت؟").تجنبي إصدار الأحكام وإلقاء المحاضرات عليهم.. خاصة إذا قالوا إنهم ارتكبوا خطأ ما، فقد يمنعهم ذلك من إخبارك لاحقاً، وانتظري حتى ينتهوا، وفكري في أساليب ممكنة لمعالجة هذا السلوك السلبي في وقت لاحق.تحدثي مع أطفالك المراهقين عن شعورهم بأنه يتم الاستماع إليهم، وهم بهذه الطريقة سيشعرون بأنك تفهمينهم على نحو أفضل.
اطلبي ما تريدين بشكل إيجابيقومي بالتواصل مع طفلك من خلال النظر في العين.. بمعنى حدّدي بالضبط ما الذي تريدينه من الطفل المراهق أن يقوم به (مثال: من فضلك نظّف غرفتك).أخبريه كيف سيجعلك هذا الأمر تشعرين! (مثال: ستساعدني بشكل كبير عندما تنظف غرفتك).. استخدمي عبارات تعبر عن الاحترام والتقدير.. وامدحي طفلك المراهق حين يقوم بتنفيذ الطلب.وحين يتجاهل أولادك ما تطلبينه منهم، أو يخالفون قاعدة اتفقتم عليها معاً، فعليكِ إخبارهم -بطريقة إيجابية- بأنهم يتصرفون بطريقة غير مقبولة أو سيئة.عبّري لهم عن مشاعرك السلبية تجاه هذا السلوك.. انظري إليهم وتحدثي بحزم، وأخبريهم بحقيقة ما فعلوه وأغضبك وما يمكن عمله لتدارك الموقف أو إصلاح الخطأ، وكيف يمكنهم التصرف لتجنب حدوث ذلك في المستقبل.ولا تنسي.. أن المراهقين يتصرفون أحياناً بطريقة سلبية؛ لأنهم يشعرون بالقلق والتوتر بشأن مشكلة أخرى، وعليك أن تجعليهم يعرفون أن بإمكانهم دائماً اللجوء إليك للحصول على المساعدة.
خطوات لحل المشكلاتكثيراً ما يتعرض المراهقون لمشاكل.. تبدو في عيونهم جسيمة.. فكروا معاً في الحلول الممكنة، وشجعيهم على التوصل إلى حلين أو أكثر، وتحدثي معهم عن كل حل من هذه الحلول، وما شعورهم تجاهه، ثم عبري عن شعورك أنت تجاه كل حل.. اختاري الحل الذي يبدو الأفضل، وقومي بتجربته... تحدثي مع أولادك وتابعي الأمر معهم: هل نجح الحل؟
كيف أشارك ابنتي المراهقة أسرارها؟إذا كنتِ تشكين في شيء محدد، فابحثي عن لحظة خلال اليوم، أو اخلقي أنتِ هذه اللحظة؛ عن طريق الخروج لتناول الطعام أو الحلوى؛ للحديث معها حول موقف مشابه مررتِ به، ووضحي كيف أن التحدث مع أحد الكبار كان مفيداً في هذا الأمر.اعترفي بأنكِ مثل الجميع قمتِ بارتكاب أخطاء، وسترتكبين أخطاءً في المستقبل، وأن المهم هو التعلم من تلك الأخطاء، اسألي ابنتكِ عما كانت ستفعله لو كانت مكانكِ حينها، وناقشي الأمر معها دون إصدار أحكام.اسأليها عن رأيها في مشكلة تواجهكِ حالياً، أو اجعليها تشرح لكِ شيئاً على وسائل التوصل الاجتماعي لم تفهميه، أو اطلبي نصيحتها بشأن ما ستأكلون اليوم، وما إلى ذلك.اجعليها عادة يومية؛ أن تبدئي الحوار بينكما حول أمور عامة، ثم تحدثي عن مواضيع بعينها لفتح مجالات للحديث مع ابنتكِ.أخبريها عن اللحظات الممتعة في يومكِ؛ أمور بالعمل، والأسرة، والأصدقاء، وأشياء شاهدتِها على مواقع التواصل الاجتماعي وغير ذلك، واسأليها كيف كان يومها هي.قد لا تستجيب في البداية، ولكن عندما تشعر أنكِ موجودة من أجلها، وأنكِ حريصة على مشاركة تفاصيل حياتكِ معها، وأنكِ لن تلوميها وتحكمي عليها، وأنكِ تحتاجين لها، فسوف تشعر بالأمان وتتجاوب معكِ تدريجياً.
فهم بحاجة إلى آبائهم ومعلميهم لرعايتهم والاهتمام بهم، ومنحهم الشعور بالانتماء. التقرير يضم عدة خطوات.. بسيطة -لكنها تعني الكثير- على الآباء القيام بها تجاه أطفالهم المراهقين من عمر 9 - 18 عاماً.. كسبيل لتربية الطفل المراهق في هذا العمر. اللقاء مع خبيرة طب نفس الأطفال منى القمحاوي؛ للشرح والتفسير.