ورغم الصيام وعظمة هذه الأيام وحرمتها، يكاد لا يخلو يوم من شجار أو اطلاق نار، او اعتداء على ممتلكات وأنفس في البلدات العربية، سواء كان ذلك في الجليل أو المثلث او النقب، أو الاحياء العربية في المدن الساحلية المختلطة .
ووسط هذا المشهد، يطرح ألف سؤال وسؤال، أولها من يمكنه إيقاف الجريمة القادمة ؟ ومن هو المسؤول عن هذا الحال ؟ وما هو دور المجتمع ، القيادات ، ائمة المساجد وغيرهم ..
للحديث حول هذا الموضوع، استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر من كفرقرع سماحة القاضي اياد زحالقة، مدير المحاكم الشرعية في البلاد .
" اختلال القيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية في مجتمعنا"
يقول القاضي اياد زحالقة مدير المحاكم الشرعية في البلاد، في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: "الجريمة لا تزال تتفشى في مجتمعنا العربي الذي يعاني من ازمة حقيقية في اختلال القيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية، ونحن بحاجة الى ان يعود مجتمعنا الى رشده. ما يحصل اليوم ونحن في شهر رمضان المبارك من إطلاق نار واصابة اشخاص امر منافي لأحكام ديننا وشرعنا، فالاعتداء على الناس ليس من الدين في شيء والله لا يقبل صيامه ولا صلاته. هناك أناس في مجتمعنا مسلمون ولكن غاب عنهم الدين واحكامه واخلاقه ويعتدون على الناس جهرا، وهؤلاء بحاجة الى ان يتوبوا الى الله، ويعودوا الى رشدهم. كما اننا بحاجة الى ان نعيد تقييم أنفسنا ووضعنا وحاجتنا الى السلام والأمان الداخلي من اجل ان نستطيع خلق مجتمع متقدر وقادر على البقاء".
" يجب على مجتمعنا ان يكون قويا بالتضامن والتعاضد"
وتابع قائلا: "ديننا دين سمح وسماحة وصفح وتعاون وقيم واخلاق ، كما ان مجتمعنا العربي بطبيعته طيب ومتضامن ولكن قلة قليلة من الناس تعتاش من الاعتداء على الاخرين ومهنتها هي الظلم والعدوان، لذلك يجب على مجتمعنا ان يكون قويا بالتضامن والتعاضد لمواجهة من يخرب على مجتمعه وعلى نفسه وعائلته وبيئته، فاذا لم نشعر بالأمان في شوارع بلداتنا لن نستطيع التحرك بشكل طبيعي. نحن بحاجة الى ان نكون معا وان ندعو بالكلمة الطيبة للعدول عن طريق السوء والرجوع الى الله".
" يجب ان نطور ثقافة الحوار"
وحول ظاهرة وجود أطفال وشبيبة في الشوارع لساعات متأخرة من الليل، قال القاضي زحالقة: "أولا نقول للآباء والامهات انتم مؤتمنون عليهم يجب انت تحسنوا تربيتهم لان الله يسأل عن هذه التربية. كيف تستطيع ان تنام وابنك غير موجود في المنزل، ولا تعرف ماذا يفعل ومع من ويبقون خارج البيت لساعات الصباح الباكر. يجب ان نطور ثقافة الحوار مع الابن في هذا المضمار وان يكون الاب على اطلاع واسع بأخباره واموره وأصدقائه، فمن الممكن ان ينجر الابن الى طريق السوء والدمار".
"أيام عظيمة"
واختتم القاضي زحالقة حديثه متطرقا الى الأيام العشر الاواخر: "هذه أيام عظيمة علينا استغلالها للتقرب فيها الى الله عز وجل. هذه أيام مباركة يجب علينا خلالها الاجتهاد في الصيام الصحيح بما يرضي الله، وان نحسن الى أنفسنا واهلنا ونتواصل مع ارحامنا ونكثف الصلوات والنوافل ونخرج زكاة اموالنا ونتصدق على المحتاجين وندعو بعضنا الى الخير والتقرب الى الله".
لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه .
صورة للتوضيح فقط - تصوير بانيت