أساليب بسيطة لتربية طفلك بالحب
توصلت نظريات التربية إلى أن تقديم الدعم العاطفي للطفل وتربيته بالحب؛ احتضانه وتقبيله وعدم نقده أو السخرية منه، تعد أفضل وسيلة لتربية وتنشئة الطفل،
صورة للتوضيح فقط - تصوير: Paul Bradbury - istock
وما يدعم هذه النظريات تلك الاحتفالات والأمسيات التي نشاهدها احتفالاً بيوم الأسرة ويوم الأم ويوم الأب أو يوم الحب. وبالتقرير التالي نتعرف إلى أساليب بسيطة لتربية طفلك بالحب، وما تمثله كجزء مهم من القدرة على تقديم الأفضل للطفل؛ لكي يصبح سوياً مرفهاً نفسياً، ينعم بالسعادة وسط بيته، ويعكسها مستقبلاً سلوكاً طيباً مع أقرانه ووسط أصدقائه بالجامعة، عن أسلوب التربية الأمثل كان اللقاء والدكتور محمد السيد الطيب، أستاذ علم النفس بمركز البحوث.
أسلوب تربية الطفل
لن نطرح بالتقرير أنواع أساليب التربية المفرطة في الحب أو المعتدلة، الشديدة أو الأكثر قسوة، أو عن عقاب الطفل إن اخطأ. ولن نحكي عن طرق توجيه الطفل للنجاح والتميز، بل سيقتصر الحديث عن التربية بالحب، والمعاملة بالحب، وحتى العقاب بالحب.
بمعنى تربية الطفل في أجواء من المحبة والمودة والسعي لغرس القيم الإنسانية الحميدة، والتي تعد من السمات الضرورية لبناء شخصية الطفل، إلى جانب حب الوالدين للطفل غير المشروط.
مع العلم بوجود الكثير من الآباء الذين لا يحبذون إظهار الحب، ولا يضعونه في اعتبارهم عند تنشئة أطفالهم، ويركزون في أسلوب التربية على الأمر والنهي ووضع قيم وقواعد صارمة يفرضونها عليهم.
علمي طفلك كيف يحب نفسه؟
هيا أخبري طفلك: قبل أن تحب شخصاً آخر، عليك أن تحب نفسك وتحترمها، وأن تتعلم كيف تقبل صفات نفسك وتقدرها.
كثير من الأشياء في حياة كل طفل، ربما تكون فريدة تماماً، وعليك أن تتعلم كيف تقدر ما أنت عليه، وما يمكنك فعله أو اكتسابه.
إذا واجهت أي صعوبة في حب نفسك، فقم بالعمل الجاد لزيادة أهميتك؛ ما يزيد من ثقتك بنفسك، ومحاولة المضي للأمام.
قد تواجه مشكلة في أن تحب أحداً ما، بسبب أي خطأ ارتكبته في الماضي، أو ربما كان لديك مشاكل في أن تصبح شخصاً محبوباً.
وهنا عليك أن تقبل ما فعلت، ولا تجعله عقبة في سبيل استمرار صداقتك بهذا الشخص، وأياً كان ما حدث، سامحه وسامح نفسك واستمر بحياتك.
خطوات بسيطة لتربية طفلك بالحب
تربية الطفل بالحب تتمثل بإظهار الوالدين حبهما للطفل في أثناء تربيته، وإدراك حقيقة أن الطفل يحتاج -مثل أي شخص آخر- إلى الحماية والدعم والنصح.
وينبغي كذلك معرفة أن التربية تقوم أيضاً على الاحترام؛ لأنه حتى إذا ارتكب الطفل أخطاء وهفوات، فهي فرصة ليتعلم منها، ويتجنب تكرارها مرة أخرى.
ومن الضروري أيضاً أن يضمن الوالدان التعاطف والاتصال الجلدي- الجسدي مع الطفل، مثل معانقته أو حضنه عندما لا يتوقع ذلك، ما يخلق كثيراً من الرفاهية النفسية للطفل، ويجعله سعيداً.
وهذا الحب والدعم من جانب الوالدين، لا يعني غياب الحدود وكسر القواعد المنزلية، بل على العكس فإن الاستمرار في وضع هذه القواعد يمنح الأطفال شعوراً بالأمان والحماية، ويعزز احترام الطفل لذاته، ومعرفة أن لديه من يدعمه في أي قرار يتخذه.
اجعلي طفلك يحس بهدوء الحياة من حوله
وأولى الخطوات، احذري الصراخ أو تعنيف الطفل عندما لا يتمكن من إنجاز ما طُلب منه جيداً، وامتنعي عن فرض عقوبات لا تُطبق على الطفل لاحقاً.
واجعلي الطفل يفهم أن كل يفعله الآباء من أجل مصلحته، وأن القواعد وُضعت بسبب حبهما له.
يشعر الأطفال بالسعادة عندما يلاحظون أن كل شيء من حولهم يسير بجمال وهدوء، وأن والديهم لا يختلفون بكثرة مع بعضهم البعض.
ويقدرون كل ما يفعله الأبناء من جهد بالدراسة -مثلاً- وإن لم تكلل بالدرجة النهائية، ويشاركونهم سعادتهم حالة الرغبة في الترفيه عن أنفسهم، أو عند تواصلهم مع الأصدقاء.
أشعري طفلك بالاسترخاء والهدوء النفسي السعيد بالمنزل بمشاركته اللحظات الممتعة، وقضاء بعض الوقت معه، واجعليه يشعر بقدر استمتاعك بهذه الفرص.
علمي طفلك الفرحة والامتنان بكل ما لديه
نمو الطفل ينبغي أن يترافق أيضاً مع إظهار الأحاسيس، وهذا الحب سيكون قادراً على حماية الطفل من كثير من المشاعر السلبية كالخوف والألم والكرب.
ولا تنسي أن الإبداع يعدّ جزءاً من تطور الطفل العاطفي، إذ لا يقتصر تعليم الطفل على الدراسة والرياضة فقط، إنما يلزم التركيز أيضاً على الجانب الفني الإبداعي.
كما أن الامتنان عنصر مهم في تشكيل شخصية الطفل، فيجب تعليم الأطفال أن يكونوا ممتنين لكل شيء من حولهم، وأن يشعروا بالتعاطف مع الناس بعامة، والذين يحبونه على وجه الخصوص.
فالتعبير عن الامتنان وسيلة لإظهار الحب، ومدى التعاطف مع ما يحيط بنا، بجانب تعزيز الجانب الإنساني لدى الطفل وتعرفه على القيم الإيجابية.
انشري علامات الحب بالبيت
التربية بالحب سيدتي الأم، تمثل جزءاً مهماً من قدرة الآباء على تقديم الأفضل لأطفالهم، الذين لا يمكنهم الشعور بالحب إلا إذا كانوا يحسون بعلاماته بالبيت، ويعيشونه بالفعل.
تأكدي أن طفلك سيتمكن من التعامل بحب وتعاطف وهدوء مع كل من حوله؛ بل سيصبح الطفل قادراً على نقل هذا الحب والتعاطف والرعاية إلى أطفاله في المستقبل، وبشكل طبيعي دون أسلوب الأوامر أو النواهي.
من هنا وهناك
-
أهمية الاسترخاء والتأمل لصحة الحامل والجنين الجسدية والنفسية
-
أهمية اللعب في تعزيز الصحة النفسية للأطفال
-
تجربتي مع المذاكرة لطفلي سبب لتعليمي اللغة الفرنسية: و7 حدود للمساعدة
-
أعراض وأسباب الحساسية الغذائية عند الأطفال.. وأفضل طرق التعامل معها
-
لماذا يكون الأطفال في أغلب الأحيان أكثر إبداعاً من البالغين؟
-
لماذا يؤذي الطفل نفسه؟.. إليك الأسباب والحل
-
تأثير الكافيين السلبي على المراهقين.. وكيف يمكن التخلص منه؟
-
كيف يؤثر صراخك المستمر في وجه طفلك على مستوى الهرمونات في جسمه؟
-
تجارب الأمهات في تعزيز الصبر والتحمل لدى الأطفال
-
كيفية تعليم الأطفال الاعتماد على النفس
أرسل خبرا