وتشهد العديد من البلدات العربية ، وأيضا المدن المختلطة، تشهد بداية مشاورات وعقد اجتماعات وإعلان ترشيح لشخصيات وقوائم تتنافس على رئاسة وعضوية المجالس المحلية والبلديات المختلفة .
إزاء هذا المشهد يطرح السؤال عن دور المراة العربية في هذه الانتخابات ومدى حضورها على مستوى الترشيح للانتخابات أو المشاركة في صياغة الحملات الانتخابية أو الأجندة الرئيسية للمرشحين .
في هذا السياق، وفي إطار مشروع " محل - لي " في مركز مساواة وبالشراكة مع صندوق فريدريخ ايبرت ومراكز نعمات الجليل والمثلث الجنوبي، عقد في الايام الاخيرة ، اللقاء الافتتاحي للعام 2023 حيث تضمن اللقاء جلسة حوارية حول اهمية مشاركة النساء في انتخابات السلطات المحلية وأخذ دور مؤثر في النشاط الاجتماعي والسياسي .
قناة هلا التقت بعدد من المشاركات في اللقاء في حيفا وسألتهن عن دور المرأة العربية في الانتخابات المحلية الوشيكة .
"تمثيل مهمش للنساء في أماكن اتخاذ القرار"
تقول د. مها كركبي باحثة ومحاضرة في علم الاجتماع في جامعة بن غوريون ، في مستهل حديثها لقناة هلا وموقع بانيت: " هناك تحسن ضئيل وغير ملموس في تمثيل النساء بأماكن اتخاذ القرار وفي المجال السياسي الذي يعتبر من الصعب على النساء اختراقه ونسبة تمثيلهن فيه مهمشة لعدة أسباب، ابرزها طبيعة السياسة المحلية في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل ومميزات العمل السياسي في البلدات العربية ومكانة النساء العامة داخل المجتمع".
وتابعت قائلة: " في كافة المجتمعات الحيز السياسي يعتبر من اصعب الأماكن التي لا تستطيع النساء اختراقه لانه يعتبر حيزا ذكوريا ويتناسب فقط مع الرجال ، خاصة وان لديهم سيطرة كاملة عليه مما يصعب هذه المهمة اكثر فاكثر. على الرغم من ذلك، هناك حضور ملموس للنساء في الدول المتقدمة في المجال السياسي حيث نسبة النساء في البرلمان تفوق الرجال".
"العائلية في الانتخابات تصعب المهمة على النساء"
وأضافت: "نحن نعلم ان طبيعة السلطة السياسية المحلية في فترة الانتخابات تسيطر عليها الحمائلية والقبائلية على الرغم من التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على المجتمع، الا انها لم تنجح بتفكيك الربط والتشابك ما بين السياسة المحلية والمباني القبائلية الذكورية وهذا الامر يصعب الطريق اكثر امام النساء في الاندماج بالمجال السياسي".
واختتمت حديثها قائلة: "اعتقدنا ان الأحزاب السياسية ستكون هي الحل لهذا الاشكال ولافساح المجال امام النساء للدخول الى عالم السياسية وان يتواجدن في أماكن اتخاذ القرارات ولكنها للأسف لم تنجح في فكفكة هذه المباني الحمائلية والعائلية، لذلك لم يبقي امام النساء سوى التنافس بشكل مستقل او الاندراج في احد القوائم الحزبية، على الرغم من ان هناك افضلية لادراج الرجال في الأماكن الأولى في الحزب مما يبقي النساء خارج الاطار السياسي".
" المجتمع لا يتقبل فكرة خوض النساء المجال السياسي"
من جانبها، قالت ختام واكد رئيسة مجلس نعمات لواء الجليل المركزي: "من المهم جدا ان تتواجد النساء في مواقع التأثير فقضايا المجتمع تخص كل فئاته لذلك اولي أهمية كبرى لهذا البرنامج الذي يشجع النساء لخوض هذه التجربة على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها المرأة في هذا المضمار، حيث ان المجتمع لا يتقبل فكرة خوض النساء في المجال السياسي وهناك تردد وتحفظ ونفور من ترشيح النساء في الانتخابات خاصة وان عضوية البلدية ليست مرتبطة بمردود مادي وهو اشبه بالتطوع، لذلك خروج المرأة من بيتها للتطوع ليس مقبولاً".
" الامر يرتبط بشكل مباشر بالدعم والقناعة الذاتية لدى النساء"
وأشارت واكد الى "ان الدخول لعملية الانتخابات والترشح يرتبط بتمويل مادي فالحملة الانتخابية تكلف الكثير من المال واذا لم تكن المرشحة منتمية الى حزب معين فلا يوجد لديها أي تمويل، ولا تقبل العائلة ادخال الأموال لايصال النساء الى عضوية البلدية. لذلك الامر يرتبط بشكل مباشر بالدعم والقناعة الذاتية لدى النساء، فعندما تختار الدخول الى هذا المجال وترى العقبات الكثيرة امامها تختار التراجع عن الفكرة لهذا نحن نعمل على تشجيع النساء من اجل الحفاظ على المثابرة للوصول الى السلطة المحلية".
"تحديات كثيرة"
من ناحيتها، قالت غدير هاني: " منذ عام 2018 كان هناك ارتفاع في عدد النساء المرشحات للسلطات المحلية، وهدفنا ان نصل الى وجود 50% من النساء في أماكن اتخاذ القرار".
وحول التحديات التي تواجه المرأة في هذا المضمار، قالت: "هنالك العديد من التحديات الاجتماعية التي ممكن ان تشكل عائقاً امام النساء، إضافة الى التحديات النفسية والعائلية والسياسية والاقتصادية، فهناك العديد من النساء يخجلن من طلب المساعدة والدعم لتترشح، لذلك لا تنجح في الوصول الى ما ترغب به. كما ان موضوع العائلية في السلطات المحلية سائد حتى الان ويشكل عائقا إضافيا امام النساء حيث انهم لا ياخذون المرأة بعين الاعتبار".
" يفضلون انتخاب الرجل بدلاً من المرأة"
أما نادية حمدان، فقالت: "من ترغب بالترشح يجب ان يكون معها مبلغ كبير للحملة الانتخابية، وهذا الامر من الممكن ان يشكل حاجزاً امامها، اضف الى ذلك العائلية والقبائلية التي تطغى في البلدات العربية في فترة الانتخابات فهم يفضلون انتخاب الرجل بدلاً من المرأة ولا يؤمنون بقدراتها ويخافون ان يدعموها".
وأضافت: " من المهم ان يكون لنا نحن النساء دور في المجتمع في مختلف المجالات. ولكن تقدم النساء اللواتي يرغبن بأن يكن فاعلات في المجال السياسي والاجتماعي مهمة ليست سهلة ولها تحديات كبيرة. على الرغم من ذلك نحن نؤمن ان مكاننا كنساء هو في جميع أماكن اتخاذ القرارات".
لمشاهدة التقرير الكامل عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه .