ميسون أسدي - صورة شخصية
على السّاحةِ الأدبيّةِ والحصولِ على اعترافِ الآخرينَ به.
ميسون أسدي لم تتحدَّثْ من فراغ، وقد تكونُ هي نفسُها عانتْ، وواجهتْ الصّعابَ التي تُعيقُ المبدعَ في دروبِهِ الأُولى في عالمِ الإبداعِ والمتمثّلةِ فيما يلي:
* أفرادُ أسرةِ المبدعِ يرغبونَ في ضمانِ حياةٍ سعيدةٍ لابنهم. فاحترافُ الأدبِ ليس المطلوبَ عندَ الأهلِ الّذينَ يريدونَ لأبنائهم مهنةً مُكسِبةً توفّرُ لهم حياةً هانئة.
* المجتمعُ ككلّ لا يتعاملُ بجدّيّةٍ مع المُبدعِ في أولى خُطُواتِهِ الإبداعيّةِ، ويكتفي بإظهارِ الاستحسانِ والإعجابِ.
* الطّبقةُ المتعلّمةُ من النّاس، خاصّةً في المدارس، لا تُوْلي المُبدعَ الشّابَّ ذلك الاهتمامَ الذي تُظهِرُهُ لمَن أصبحَ مشهورًا ومعروفًا على السّاحةِ الثقافيّة.
* دُورُ النّشر لا تُشجّعُ المُبدعَ الشّابَّ، ولا ترضى بطباعةِ مادّتِهِ إلّا إذا دفعَ كلَّ التّكاليف، وتنازلَ عن حقوقِهِ كاملةً.
* حتّى النقّادُ يهتمّونَ بتناولِ أعمالِ الكتّابِ المعروفينَ بالدّراسةِ والتحليل، ويهملونَ الشبابَ، ولا يُعطونَهم حقّهم من الاهتمامِ والرّعايةِ والتّوجيه.
أعتقدُ أنّ مَيسون أسدي كشفتْ عن الصّعوبات الّتي تُواجهُ المبدعَ في أوّلِ طريقه، وقد تكونُ هذه الصِّعابُ ضريبةَ الإبداع والشّهرة؛ فحتّى تصلَ إلى حيثُ تريد، وتُحقّقَ ما تحلمُ به، عليك عبورُ طُرُقِ الآلامِ وتجاوزُها بثقةٍ وقوّةٍ، متسلّحًا بالمعرفةِ والعلمِ والرُّؤيا البعيدة. وإذا وصلتَ فلا شيءَ يستطيعُ الوقوفَ أمامَك. ميسون أسدي: اِخترْتِ طريقَ الآلام، تحدَّيتِ كلَّ المعوِّقات... هذهِ علاماتُ الإبداعِ الحقيقيّة. تَسيرين في الطَّريق الصّحيح. لكِ النّجاح ولكِ المستقبل.
نبيه فريد قاسم حسين هو ناقد وكاتب فلسطيني من قرية الرامة في الجليل الأسفل. واكب الحركة الأدبية الفلسطينية في جميع أماكن تواجدها، منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا. ويُعتبر من أهم النقاد الفلسطينيين.