صور وصلتنا من منى أبو بكر
المهتّمين بالشأن الأكاديميّ وبقضايا المجتمع الفلسطينيّ في البلاد.
أدارت الحفل وتولّت عرافة فقراته د. يارا سعدي-إبراهيم، المحرّرة الشريكة للكتاب، التي رحّبت بالحضور وتحدّثت عن تجربة مجموعة "الدفيئة النقديّة للمهارات البحثيّة"، التي التقت خلال العامين الماضيين في معهد ڤان لير، وتعمّقت في تجارب الدراسة والبحث والإنتاج المعرفيّ للفلسطينيّين في الجامعات الإسرائيليّة، والتي انبثق هذا الكتاب عن نقاشاتها وعملها.
في كلمته الترحيبيّة، قال أ.د. خالد فوراني، المحرّر الشريك للكتاب، إنّه "بين الحوتين (حوت الدولة وحوت الأكاديميا) كانت "دفيئتنا"... حيث استضاف معهد ڤان لير مجموعة من الطلبة الفلسطينيّين ليبحثوا عن سبل انعتاقهم فكرًا وفعلًا من جوف الحيتان المحيطة بهم. فالكتاب الذي بين أياديكم مبني على حوارات، وشهادات ومقارنات نأمل أن تتيح لقرّائها سبلًا يتحد فيها فعلا الفكر والتحرّر".
" توسيع أفق المخيال الاجتماعيّ والسياسيّ"
وشدّد أ.د. شاي لاڤي، رئيس معهد ڤان لير، في كلمته الترحيبيّة، على أنّ هذا الكتاب يندرج ضمن عمل المعهد "كمكان يحاول توسيع أفق المخيال الاجتماعيّ والسياسيّ، أمام قوى تسعى لإغلاقه وتحديد طريق واحد: الفوقيّة اليهوديّة، وهو طريق مسدود"، وأضاف: "لا مستقبل لوجودنا، كيهود وكفلسطينيّين، في هذا الحيّز من دون أن نتعلّم كيف نعيش بمجتمع أكثر عدالة ومساواة. الأسبوع الأخير لا يبشّر بالخير، لكنّنا لا نملك أيّ امتياز لكي نفقد الأمل. هذا الكتاب والعمل عليه يبعثان الأمل".
المداخلة الأولى في حفل الإطلاق كانت لسماح عبّاس، إحدى أفراد مجموعة "الدفيئة النقديّة للمهارات البحثيّة"، التي تحدّثت عن تجربتها الجامعيّة، قائلة: "تساءلت عن هذه المساحة (أقصد: الجامعة العبريّة)، هل هي جنّة عدن تمتاز بتعدّديّة الثقافات كما يروّجون لها؟ أم أنّها أشبه بموقد نار في داخلي، وقوده غضب وحزن شديدان يتولّدان كلّما تردّدت قدمي إلى هذا الصرح... قد يكون امتعاضي من الجامعة الإسرائيليّة كونها تغيّب وتتجاهل الظلم الممارّس على أبناء شعبي. وإن ذكرته، يكون هذا دونما الإشارة إلى المسبّب، أي دون ربطه بجذوره التاريخية وأخذ المسؤولية عنه".
"حدث مُفعَم بالتفاؤل في هذه الأيام العصيبة"
في مداخلته، اعتبر أ.د. يهودا شنهاڤ-شهرباني الكتاب "حدثًا مُفعَمًا بالتفاؤل في هذه الأيام العصيبة المُظلمَة التي نعيشُهَا"، وقال إنّ "المستوى المركزيّ للكتاب هو تطوير لغة في ظلِّ الظروف الاستعماريّة تنديدًا بنظام المعرفة الاستعماريِّ، الذي يسمَّى عادةً في الأدبيّاتِ: الإبادة المعرفية الاستعماريّة، التي تعتمد العُنف المعرفيّ. كتاب "في جوفِ الحوتِ" هامّ لأنّهُ يبدأ أولاً بالاعترافِ بأنَّ الوضع الحالي، في الجامعاتِ وخارجَ جُدْرانِهَا، هو حالة استعماريّة. العنف المعرفيّ يكمن بكَوْنِ معظم الإسرائيليّين ينكرونَ الحالةَ الاستعماريّةَ... هذا الكِتابُ هو حجر أساس في الطريق لتفكيك استعماريّة المؤسّسة الجامعيّة مِنْ وُجهةِ نظرِ الفلسطينيّين المشاركينَ فيها".
المداخلة الأخيرة في حفل إطلاق الكتاب، كانت للمؤرخ د. عادل منّاع، الذي قال "إنّه قرأ محتويات الكتاب فأعجب بأجزائه الثلاثة المكمّلة لبعضها البعض"، وشارك الحضور بمراجعة سريعة لمسيرته الأكاديميّة في الجامعة العبريّة حتى خروجه "من جوف الحوت" كمؤرّخ فلسطينيّ.
نبذة عن الكتاب
كتاب "في جوف الحوت" هو من إصدار دار ليلى للنشر والترجمة-عكّا، ومعهد ڤان لير في القدس، ومن تحرير د. يارا سعدي-إبراهيم وأ.د. خالد جمال فوراني، ويشمل حوارات عميقة أجراها أعضاء "الدفيئة" مع كلّ من د. رائف زريق، أ.د. نادرة شلهوب كيفوركيان، أ.د. أندريه مزّاوي، أ.د. نهلة عبدو، وأ.د. خولة أبوبكر. أمّا قسم الشهادات، فيشمل شهادات لكلّ من سماح عبّاس، أ.د. عبد السلم عبد الغني، المحامية تغريد جهشان، لبابة صبري، أمير نصّار وأمير مرشي. كذلك يضمّ القسم الثالث من الكتاب مقالات وفصولًا مترجمة لباحثين مهمّين من حول العالم حول تجاربهم ورؤيتهم البحثيّة، كما كتب أ.د. نديم روحانا خاتمة الكتاب.
يقع كتاب "في جوف الحوت" في 227 صفحة من القطع المتوسّط، وهو من تصميم أمل شوفاني، ولوحة الغلاف للفنان أسامة سعيد.