في المجتمع العربي. واستقبل رئيس القائمة د. منصور عباس يوم السبت، المهنئين في مدينة طمرة ، على ان يتم استقبال المزيد منهم في الأيام القادمة في رهط وكفر قاسم.
وقال د. منصور عباس في حديث ادلى به لقناة هلا وموقع بانيت على هامش استقباله للمهنئين في طمرة : " النتائج لها طعمان بالنسبة لنا، الطعم الأول هو طعم الفوز الكبير، فالقائمة العربية الموحدة اليوم هي القوة الأولى والاكبر في المجتمع العربي وهي تقود مسار العمل السياسي في المجتمع العربي باستحقاق. اما بالنسبة للطعم الآخر فهو طعم الفرصة التي ضاعت في الاستمرار بتمكين مجتمعنا العربي ودورنا السياسي خدمة لأبناء وبنات مجتمعنا، بسبب عودة نتنياهو بتخاذل او بعدم وعي ومسؤولية سياسية عربية في الدرجة الأولى. كان ينبغي على نتنياهو ان يستمر في صفوف المعارضة لمدة اربع سنوات هو وسموتريتش وبن غفير، ولكن الذهاب الى الانتخابات اعطى فرصة لنتنياهو استغلها وضيع على العرب فرصة البقاء في دائرة التأثير".
"النتائج مقلقة"
وتابع د. عباس حديثه قائلاً: "من جهة أخرى النتائج مقلقة، انا لست من أولئك الذين يقولون نحن لا نخاف من سموتريتش وبن غفير، الموضوع ليس موضوع خوف فهم ليسوا وحوشاً، ولكن في نهاية الامر سيعاني مجتمعنا العربي من سياسيات عنصرية فاشية وتعميق الفجوة والتمييز بين العرب واليهود وتجاهل لقضايانا العربية. جربنا نتنياهو على مدار 12 سنة، حيث انه لم يلتفت الى مجتمعنا العربي الذي كان ينزف خلال هذه السنوات، وقد تم سن قوانين عنصرية كقانون القومية، وهدم لآلاف البيوت في النقب ومناطق أخرى. الموضوع ليس موضوع مشاعر هل نخاف ام لا، بل ما هي اثار حكم نتنياهو في المرحلة القادمة".
" الموحدة سوف تبقى تحارب من اجل حقوق مجتمعنا العربي"
وأضاف النائب منصور عباس قائلاً لقناة هلا وموقع بانيت : " القائمة العربية الموحدة سوف تبقى تقاتل من اجل حقوق مجتمعنا العربي ولن تتراخى للحظة واحدة، سنبقى في حالة تأهب وتوثب من اجل العمل على الدفاع عن حقوقنا وتحصيلها ومعالجة قضايا مجتمعنا العربي. ولكن واضح تماما ان الادوات التي نمتلكها في المعارضة تختلف جوهرياً على الأدوات التي نمتلكها في الائتلاف. باستثناء الأدوات البرلمانية التي تأثيرها محدود جدا ، نحن نعول على حراك سياسي وعلى حراك مهني ايضاً وعلى متابعة القضايا وعلى ايقاف حكومة إسرائيل عند مسؤولياتها. ولن نترك بابا الا ونحاول ان نطرقه من اجل ان ننتزع حقنا".
" لن نكون لقمة سائغة لنتنياهو او سموتريتش او بن غفير"
وأشار النائب منصور عباس الى "ان برنامج العمل بحاجة الى ان يتطور لهذه المرحلة الجديدة، ولكن من يظن ان القائمة العربية الموحدة ستتراجع الى الخلف فهو مخطئ جداً. هذه القائمة هي قائمة تحدي فرضت وجودها وفرضت الانسان العربي بقامته العالية ووزنه السياسي في المرحلة السابقة وهذا ما سيكون في المرحلة القادمة".
وأكد منصور لقناة هلا أن القائمة العربية الموحدة "ستقف عند حقنا بان تستمر هذه الخطط ونعززها وان نعمل على تنفيذها بالكامل ولكن سنواجه الحكومة وسياساتها في هذا الجانب، لا نريد ان نستعجل بالحكم في هذه المسالة وسنتريث. نحن منتبهون لهذا الامر ولن نكون لقمة سائغة لنتنياهو او سموتريتش او بن غفير".
" القائمة المشتركة ضيعت فرصة أخرى كانت ستمكنها من تحقيق إنجازات من قلب المعارضة بشرط ان لا تسقط الائتلاف وان لا تضع يدها بيد المعارضة اليمينية"
واختتم حديثه قائلاً لموقع بانيت وقناة هلا : "الجمهور العربي يريد وحدة مثمرة ومفيدة تخدمه وتخدم قضاياه وتدافع عن حقوقه، وليست وحدة كراسي وتناوب ووحدة نجومية. اذا كانت القضية تتعلق بتشكيل قائمة واحدة فقد جربنا هذا الامر خلال السنوات الثماني الأخيرة. لذلك المجتمع العربي اليوم يعي جيداً قضية اللعبة التي تمارسها الأحزاب وتحاول من خلالها ان تضمن مقاعدها على حساب مصالح المجتمع العربي وهذا ما رأيناه. المجتمع يرى ان هذه الأحزاب مستعدة ان تضيع علينا فرصة تاريخية في الائتلاف من اجل مصالحها الحزبية. كما ان القائمة المشتركة قد ضيعت فرصة أخرى كانت ستمكنها من تحقيق إنجازات من قلب المعارضة بشرط ان لا تسقط الائتلاف وان لا تضع يدها بيد المعارضة اليمينية، ولكنها تصرفت بشكل معاكس تماما. لذلك كل الحديث والاختباء حول مصطلح الوحدة والقائمة الواحدة لم يعد ينطلي على الجمهور العربي، فهو يريد رؤيا وبرنامج عمل حقيقي وحلولا حقيقية ولا يريد ان يتباهى بعدد المقاعد العربية التي يملكها في الكنيست. كنا 15 مقعداً سابقا في الكنيست، ماذا كان وزنهم؟ لقد فشلوا بسبب سياستهم الفاشلة والتي لم تثمر أي انجاز لصالح مجتمعنا العربي".
الشيخ ابراهيم صرصور : " الأجدر بنا ان نفتح بيت عزاء لتلقي وفود شعبنا وهي قادمة لتعزيتنا بوحدتها التي قتلناها بأيدينا "
من جانبه ، تحفظ رئيس الحركة الاسلامية عصو الكنيست السابق الشيخ ابراهيم صرصور من فتح الابواب لاستقبال المهنئين قائلا : " هل يجوز لنا الاحتفال بالفوز المُتَوَهَّم في الانتخابات الأخيرة؟! كان الأجدر بنا - ربما - ان نفتح بيت عزاء لتلقي وفود شعبنا وهي قادمة لتعزيتنا بوحدتها التي قتلناها بأيدينا، وبإنجازنا غير المسبوق (المشتركة) الذي فرَّطنا به عن سبقٍ وإصرار، وبهويتنا الجماعية التي ذقنا حلاوتها عند ميلادها قبل ثمان سنوات تقريبا (2015)، فمزقناها كلَّ مُمَزَّقٍ غير عابئين ب "إرادة الشعب" التي أحاطتها بحنانها، وحمتها برموش اعينها؟!! لا يحق لأحد من احزابنا ان يفرح لنجاحه، فقد خسرنا الكثير..
خسرنا "المشتركة" التي جسَّدْتِ الوحدة العربية بصورة مشرفة للمرة الأولى منذ نكبة العام 1948، أي بعد نحو سبعين عاما من مشوار الكفاح الوطني الذي خاضته الجماهير العربية في الداخل ".
ومضى الشيخ ابراهيم صرصور : " خسرنا "المشتركة" التي شَكَّلْتِ النموذج الذي جاء على غير ميعاد وسط منطقة عربية – فلسطينية صاخبة، من أبرز سماتها تفتيت المفتت، وتقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ.. قَدَّمَ المجتمع العربي داخل إسرائيل النموذج الذي يستحق ان يكون مثالا يحتذى به فلسطينيا وعربيا. خسرنا "المشتركة" التي حجزْتْ للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني مكانا لهم كقوة ثالثة في الكنيست بعد الحزبين الكبيرين، لأول مرة في تاريخها، الأمر الذي أكسبها زخما فرضت بسببه حضورها اللافت من جهة، وإرادتها على الحكومة والبرلمان من جهة أخرى، استطاعت من خلاله تحقيق إنجازات تجاوزت إنجازات الأحزاب العربية منفردة كما في الماضي ".
تصوير موقع بانيت