logo

بروفيسور غانم : ‘يقومون بتخويفنا من نتنياهو - وأنا أسأل : ما هو الاخطر نتنياهو ام تفكيك المُشتركة ؟‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
23-10-2022 19:16:42 اخر تحديث: 24-10-2022 11:40:50

صرح المحاضر في العلوم السياسية بروفيسور اسعد غانم، قائلا في حديث ادلى به لقناة هلا حول تراجع نسبة المصوتين في المجتمع العربي بحسب ما تظهر استطلاعات الرأي -

 قال بروفيسور غانم : "ان حالة اليأس من العمل السياسي في الشارع العربي أدت الى هذا التراجع، حيث انه بمثابة احتجاج على تفكك المشتركة وتردي التعاون بين الأحزاب العربية وعدم انجازهم لأي شيء للمجتمع العربي. وهذا الامر يشير الى خطر حقيقي ان هناك حالة تراجع في الاستعداد للتواصل مع المجال العام".

" الأحزاب تحاول ان تتجند من اجل منع إمكانية إقامة حكومة يمينية في إسرائيل، لكنها لا تكفل من الحكومة البديلة في إسرائيل " 

وتابع حديثه قائلا لقناة هلا: "الأحزاب تحاول ان تتجند من اجل منع إمكانية إقامة حكومة يمينية في إسرائيل، لكنها لا تكفل من الحكومة البديلة في إسرائيل ، أي انجاز حقيقي لا في القضايا اليومية مثل الجريمة والعنف، او في قضايا الأرض او النقب او القدس او السلام الفلسطيني – إسرائيلي، أي بالمعنى الصريح الأحزاب العربية لا تقوم بأي شيء. 

قد يقول البعض ان هذا الوضع السياسي في إسرائيل، وهذا صحيح ، ولكن على الأحزاب العربية ان تكون الرافعة للقضايا الوطنية والجماعية لمجتمعنا، وليس ان تنشغل بالكراسي والمقاعد وتقسيم الموارد المالية. هذه الأحزاب تحصل على ملايين الدولارات من ممولين صهاينة أمريكيين وغير أمريكيين من اجل حث المواطن على التصويت، وفي نهاية الامر نصبح أداة في يد هؤلاء الممولين من اجل انقاذ حكومة بديل نتنياهو التي لا تقول شيئاً بشان تغيير السياسات تجاه المواطن العربي. اذن المواطن العربي محق في ان هذه الأحزاب التي تدعو للتجند والتصويت لم تؤثر وتستعمل قوتها السياسية من التعهد من اجل اجراء تغيير بسيط".


الأحزاب العربية تتجه الى يوم الانتخابات بدون توقيع اتفاقية فائض أصوات فيما بينها. ما هي دلالات ذلك ؟ وكيف يؤثر هذا الأمر على الناخب العربي ، الذي تقول له الأحزاب اخرج للتصويت ،لا تتنازل عن حقك في التصويت ؟ اذا تنازلت ممكن ان يكون بن جفير في سدة الحكم .... ولكن من الناحية الأخرى ممكن ان يضيع صوته ؟ بمعنى الناخب العربي لا يشعر بان الأحزاب تحترم هذا الصوت وتُقدّر القوة التي يمنحها هذا الصوت لأي حزب من الأحزاب المتنافسة ؟

"هذه الأحزاب كانت قبل سنتين في قائمة مشتركة مع بعضها البعض ولكن تم تفكيك جزء منها، والان تم تفكيك ما تبقى منها. قبل تقديم القوائم بيومين كان هناك توقيع اتفاق بين الجبهة والتجمع، وبعد ليلة واحدة تغير كل شيء واصبح الاتفاق بين الطيبي والجبهة. هذه الأحزاب لا تحترم المواطن العربي، ولا يقوم عملها السياسي على مبادئ، الناس تفهم ذلك. القيادة السياسية بعيدة عن القيم والمبادئ ويهمها فقط مصالحها، فلو كان هناك اهتمام بمصالحنا كانوا سيتعاونون فيما بينهم، ولكن قاموا بعمل عكس ذلك وفككوا المشتركة، وهذا سبب في حالة من الضياع السياسي. ويقومون الان بتخويفنا من نتنياهو، وانا هنا اطرح سؤالا مهما ما هو الأخطر هل نتنياهو ؟، ام تفكيك المشتركة؟ كل انجازاتنا كمجتمع عربي حققناها بسبب العمل الميداني في سبعينيات القرن الماضي، والان بعد تفكيك المشتركة لم ننجز شيئاً. لذلك نحن امام مشهد سياسي من التردي ومن عدم احترام الناس وحاجاتهم، والكذب عليهم والامر وصل الى حد غير مسبوق. وانا شخصياً اعتقد ان هناك شرعية لمعاقبة هذه الأحزاب من قبل الشارع العربي".

 في ظل الصراعات الداخلية بين الأحزاب العربية، والانقسام الأخير في المشتركة الذي افضى الى تحالف الجبهة والعربية للتغيير، ماذا يريد بتقديرك حزب التجمع ، برئاسة النائب سامي أبو شحادة ؟ هل يسعى للإطاحة بتحالف الجبهة والتغيير ، خاصة وانه حسب الاستطلاعات - التي يجب التعامل معها بحذر شديد – بحسب هذه الاستطلاعات، التجمع لا يجتاز نسبة الحسم مع انه يسجل في بعض الاستطلاعات الأخيرة ، تصاعدا في قوته ؟

"اسمع من قبل نشطاء في التجمع ان هناك حالة التفاف أوسع حول التجمع بدأت قبل حوالي شهر، بسبب الوضع الذي نشأ خلال عملية غير سوية مع التجمع بمنعه من خوض الانتخابات. كما ان هناك حالة تعاطف مع التجمع، بسبب ما سمي "كمؤامرة" على التجمع قبيل تقديم القوائم الانتخابية، والموقف الذي يبرزه سامي أبو شحادة او الخطاب الذي يقدمه للمجتمع، او بسبب حالة من عدم الاستعداد لاستمرار دعم تحالف الجبهة واحمد طيبي. عضو الكنيست ايمن عودة لم يقم باي تأثير للمجتمع العربي . هناك قيادات مختلفة وأكثر جدية. والالتفاف حول التجمع هو بمثابة معاقبة الجبهة واحمد الطيبي".

 اريد ان نتطرق الى بيان أصدرته الجبهة والعربية للتغيير وتخاطب فيه التجمع – وتقول له  ما يلي : " ندعو التجمع الى ضمان مستوى أخلاقي في هجومهم المنفلت الذي وصل لحضيض أخلاقي جديد " . كيف يؤثر بيان من هذا النوع على الناخب العربي ، مع العلم بان البيان هو رد على نشر ٍ نفى التجمع ان تكون له صلة فيه؟

"هناك أهمية قصوى للحفاظ على لغة الاحترام المتبادل بين الطرفين بغض النظر عن نتائج الانتخابات. لكن هذا البيان والهجوم من الاتجاهين سواء نشطاء الجبهة ضد التجمع او العكس، يوصلنا الى مشهد مخجل من التعامل المتبادل وهذا يسيء للناس. يجب على الأقل ان تتعامل بين بعضها البعض وتتعاون، من اجل رفع نسبة التصويت. يقولون انهم معنيين في تحقيق ذلك ورفع نسبة التصويت ولكنهم لا يضغطون على حكومة لبيد، من اجل ان يقدم تنازلات للمجتمع العربي. نحن امام مشهد غير مسبوق من النقاشات الحادة. هذا التراشق يسيء للناس ويسيء للقيادات والعمل السياسي ولمستقبلنا ، نحن امام قضايا خطرة جداً".

تتصاعد قوة بن جفير في الشارع الإسرائيلي .. وهو يلقى تأييدا واسعا في أوساط الشباب اليهود – وسؤالي هو من شقين:

- الشق الأول : كيف تقرأ ظاهرة بن جفير وما يمثله من طرح .. ورأيناه في الأيام الأخيرة يرفع سلاحه في الشيخ جراح وقبلها بأشهر قليلة أشهر سلاحه بوجه عامل عربي في موقف للسيارات  ؟

-الشق الثاني من السؤال يتعلق بالشباب العرب .  نرى بان جفير يحظى بتأييد في أوساط الشباب اليهود. وسؤالي ماذا عن الشباب العرب وعن مشاركتهم السياسية ؟ كيف ترى جيل الشباب في المجتمع العربي يتعامل مع الانتخابات ؟  
"هذه الظاهرة ليست جديدة في المجتمع الإسرائيلي، هذا يمين جديد وله علاقة بصعود اليمين في أوروبا. المجتمع الإسرائيلي يتغول بالتوجه ضدنا. المشكلة ليست بوجود بن غفير، نحن امام مشهد غير مسبوق وقوة متصاعدة تدل ان المجتمع الإسرائيلي يتوجه نحو التفوق العرقي والعنصرية والتعامل مع العرب كغرباء على الرغم من ان هذا وطنهم، وهذا يتطلب أوسع وحدة شعبية وسياسية. لكن للأسف القيادات السياسية بدل ان تقوم بإرسال رسالة انهم موحدين ويرفضون هذا التوجه منشغلين بالتعارك بين بعضهم البعض. وصعود اليمين قد يوصل بعض الشباب العرب الى اليأس. يجب علينا ان نرص الصفوف ونقف بوجه المارد المتوحش ضدنا، ونحن نستطيع فعل ذلك فشعبنا قوي".

 هل هناك ما يمكن ان تفعله القوائم العربية الثلاث قبل تسعة أيام من الانتخابات في محاولة للتغلب على اليأس والإحباط الذي يسيطر على الشارع العربي؟
"هذا الإحباط نتيجة تفكيك المشتركة ولا يمكن اقامتها من جديد، كان هناك إمكانية لاعادة بعض الثقة. على الأقل يجب ان تظهر الأحزاب العربية انها جدية بالتعامل مع قضايانا، او حتى اظهار التعامل المحترم بين بعضهم البعض. المواطنون اصبحوا لا يخافون من إمكانية إقامة حكومة بين نتنياهو وبن غفير بسبب اليأس والإحباط الذي يسيطر عليهم واصبحوا لا يبالون للوضع وهذا امر خطير ويضر بالعمل السياسي. يجب الكف عن الاستهتار بقضايا المجتمع العربي".


لمشاهدة المقابلة الكاملة اضغطوا على الفيديو اعلاه .