وهذا الاحترام هو الثقافة المتأصلة بين أفراد المجتمع التي نحتاج لإحيائها والحث عليها عبر برامج توعوية وتربوية على كافة الصعد " ، بهذه الكلمات اعربت العاملة الاجتماعية والمتخصصة بالشيخوخة دعاء نمارنة كنعان عن اهمية التواصل مع المسنين ، واشارت الى انه وعلى الرغم من انتشار الأفكار الخاطئة وعقلية العدمية التي اتسمت فيها ثقافة الأجيال السابقة حول دور المسن، إلا أن هناك في المقابل خلال الفترة الأخيرة، نمو في الوعي الإنساني والاجتماعي ترافق مع تطوّر العلم و الطب النفسي والاجتماعي حيث بدأت تلك النّظرة بالتغير، إن كان من جهة المجتمع للمسن أو من جهة المسن لنفسه، لمعرفة قيمة هذا المسن وطاقاته الثمينة التي يمكن استثمارها في خدمة المجتمع".
" العلاقات الاجتماعية مهمة "
وقالت كنعان:" إن أكثر ما يزعج كبار السن هو الشعور بالوحدة، حيث إن الحياة بالنسبة لهم تتمثل في العلاقات الاجتماعية، وتجمع أفراد العائلة والأصدقاء حولهم، وخاصة أن التقدم في السن يجعلهم غير قادرين على الحركة والتنقل كما السابق لعمل الزيارات العائلية أو حتى الذهاب إلى النزهة، ولذلك فإن مشاركة المسنين فيما يخص أبناءهم وأحفادهم، من أهم الآليات التي تساعدهم على تخفيف الشعور بالوحدة والانعزال، ويجعلهم متفاعلين، ما يساهم في تنشيط وظائفهم المعرفية والإدراكية، كما أن توفير بعض الوقت لهم مع أصدقائهم يمنحهم شعوراً بالوجود والتواصل، واستعادة ذكرياتهم السعيدة".
" الاهتمام سيد الموقف "
وتابعت المختصة الاجتماعية دعاء نمارنة كنعان من طمرة :"وجدنا أن أهم محددات السعادة وحسن الحال، هي الشعور الذاتي بالتمتع بصحة عقلية وجسدية جيدة، وجود أطفال أو أحفاد.. وكذلك وجود شبكة من العلاقات الاجتماعية، وبالإضافة إلى ذلك، يعد البقاء نشيطاً ومندمجاً في المحيط الاجتماعي أمراً مهماً للغاية في سن الشيخوخة، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لم يعد لديهم شريك على قيد الحياة، ويعانون الوحدة، فعلى الاهل والابناء الاهتمام بهذه الشريحة كما هو مطلوب كذلك من المسؤولين " .
تصوير موقع بانيت