التبرعات " المتقاطعة " هذه جرت بفضل المتبرعة لأجل الإنسانية وبدون مقابل " باز أربيل " التي حصل على كليتها د. مروان جنيني من قرية أبو سنان، وبالمقابل تبرعت زوجته ميراندا جنيني بكليتها التي لم تناسب زوجها من الناحية الطبية، وحصلت عليها شمس حشان من جولس، والتي لم يستطع ابنها تيمور وهو شاب عمره 31 عاما أن يتبرع لها مباشرة بسبب عدم الملائمة الطبية، اذ وصلت كلية الابن تيمور الى الياهو شيليان البالغ من العمر 51 عاما ... قناة هلا الفضائية زارت منزل عائلة جنيني في أبو سنان، واستمعت الى قصة الزوجين التي تترجم معنى التضحية والإخلاص قولا وعملا ...
"كنت على علم تام بأنني سأتعرض لفشل كلوي"
يقول د. مروان جنيني في مستهل حديثه لقناة هلا: "كنت اتابع وضعي الصحي منذ عام 2004 بشكل دائم، وكل عام كنت أقوم بفحوصات وكوني طبيباً تابعت اموري بنفسية وبجدية تامة، وخلال ذلك اكتشفت ان لدي خلل في وظيفة الكلى عام 2004 ولاحقت مشكلتي الطبية على مدار 16 عاماً وكنت على علم تام انني سأصل الى هذا الوضع وسأتعرض لفشل كلوي، لكنني حاولت ان اتعامل مع الموضوع حتى لا يؤثر على حياتي اليومية من ناحية عملي وعلاقتي مع زوجتي واولادي. حينما أصبحت في جيل 67 عاماً طلبت ان يتم تمديد تقاعدي لعام اخر وخلال هذا العام لاحظ زملائي بالعمل ان وضعي الصحي بدأ بالتدهور ولا يبدو جيداً ونصحوني ان أقوم بعمل فحوصات على الفور".
" الله ألهمني القوة لاستمر في عملي على الرغم من مرضي"
وتابع حديثه وهو يقول لقناة هلا: "انا كطبيب كنت بين قطبين، فمن جهة انا مريض اتلقى العلاج، ومن جهة أخرى امارس مهنتي كطبيب ما بعد ساعات الظهر. لم أكن أتوقع ان يحصل معي امر كهذا ولكن الله الهمني القوة لاستمر في عملي على الرغم من مرضي. بعد ذلك بدأ بأخذ علاجات "الدياليزا" على مدار سنة ونصف، ومن ثم توجهنا الى خارج البلاد في محاولة للحصول على كلية ولكن فشلنا وعدنا مجدداً الى البيت واكملنا مشوارنا مع المستشفى. وقد فهمت حينها ان 80% من تبرعات الكلى تكون من الاحياء و20% من الأموات، ولكن نسبة نجاح عملية الزراعة لكلية من متبرع حي اعلى من الميت".
وأضاف : "حينما قالت لي زوجتي انها ستقوم بإعطائي كليتها تفاجأت، فهي تخاطر بحياتها من اجلي، على الرغم من ان هناك العديد من الأشخاص المقربين مني اقترحوا علي ان يقوموا بالتبرع لي. كنت اعلم ان كليتها غير ملائمة لي من ناحية فصيلة الدم، وتصعبت في إيجاد تتناسب مع فصيلة دمي".
" هذه السيدة لا تعرفني وقامت بالتبرع بكليتها لي بدون أي مقابل"
وأوضح قائلا: " في نهاية المطاف حصلت على كلية من سيدة عمرها 47 عاماً وهي مديرة في مدرسة، تعرفت عليها عن طريق مستشفى بيلنسون الطبي، وعلمت انها من منطقة بئر السبع وانا حاليا على اتصال معها واخبرها ان صحتي جيدة. ولكن الامر اثار استغرابي كثيرا فهذه السيدة لا تعرفني وقامت بالتبرع بكليتها لي بدون أي مقابل. اعتقد ان هذه ثقافة يتبعها المجتمع اليهودي تحت مسمى "هدية الحياة". اشكرها جزيل الشكر على عطائها وسنلتقي في يوم من الأيام".
" يجب ان ننقل هذه التجربة الى كل بيت وبيت"
واختتم حديثه قائلاً: "انا اشجع كل شخص على ان يقوم بالتبرع بأعضائه سواء الكلية او الكبد او الرئة لاي شخص اخر يحتاج اليهم لكي يعيش. يجب ان ننقل هذه التجربة الى كل بيت وبيت. وها انا ذا قد عدت الى ممارسة حياتي بشكل طبيعي وأشجع مجتمعنا العربي ان يكون على اطلاع واسع بهذا الموضوع".
" محبتي لزوجي ولعائلتي دفعتني الى ان اتبرع"
من جانبها، قالت ميراندا جنيني زوجة د. مروان جنيني: " قبل عامين أخبرنا زوجي انه يعاني من مشكلة في الكلى، وحينما كان في المستشفى اقترحت عليه دون تردد ان اتبرع له بكليتي لأضع حداً لمعاناته. يقال ان العطاء هو اول عطر يفوح من شجرة المحبة وانا محبتي لزوجي ولعائلتي دفعتني الى ان اتبرع، واولادي شجعوني على ذلك كونهم أطباء وأوضحوا له انه لا يوجد أي خطورة على حياتي وان هذه العملية ستعود بالفائدة علي. كما ودعمتني والدتي واخي وكانت دعوات امي قبل ان ادخل لاجراء العملية تحرسني، فقد كنت مطمئنة جداً وكنت متأكدة بأن العملية ستكون ناجحة".
وتابعت قائلة: "شعور جميل ان يساعد الانسان غيره ، فانا كمعلمة حاولت ان ازرع في طلاب هذه القيمة. كليتي كانت من نصيب سيدة من جولس وأتمنى لها دوام الصحة والعافية. وزوجي هناك من تبرع له بكليته، ان العطاء شعور جميل وأتمنى من كل انسان لديه المقدرة على تقديم العطاء بأن يعطي".