logo

قصة الضيف الجديد

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
22-10-2020 09:50:53 اخر تحديث: 18-10-2022 08:00:50

حكايات قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة وتنتظرها فرحة، بقربها من والدتها وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، و"عاليا" وحكايتها


صورة للتوضيح فقط - iStock-portishead1

مع الضيف الجديد واحدة من القصص التي تدعو الطفل لاستقبال كل متغير جديد.. وتدعوه للحب وطرد المشاعر السلبية كالغيرة.. فهيا بنا نقرأ القصة ونشارك "عاليا" فرحتها .

البيت كله مشغول عني؛ أمي بغرفتها تعد حقيبتها وأخرى صغيرة بجانبها، أبي وعمتي معها. يساعدانها، على ملامحهم ترتسم البهجة والفرحة، وكأنهم يستعدون لرحلة تستغرق أياماً، أو على موعد على محطة القطار لاستقبال ضيف عزيز طال انتظاره، لم أعرفكم بنفسي .. أنا"عاليا "-11 سنة- ابنة وحيدة، "دلوعة " أمي وأبي، عشت كل الحب والاهتمام لسنوات، لديّ أشكال وألوان من اللعب.. والذكريات

منذ أشهر كنت أشاهد أمي وبطنها يعلو شهراً بعد شهر.. وعرفت أنها في انتظار ضيف جديد، أحياناً كنت أشعر بها تتألم وتتوجع، ومرات أجدها فرحة مسرورة؛ تشد يدي في سرعة لأتحسس معها بأصابعي حركات الجنين وضربات يديه ورجليه المفاجأة داخل بطنها وكأن الضيف يتعجل نزوله أوإخبارها بموعد قدومه

يبدو أن اليوم الموعود جاء؛ وها هو أبي ومعه أمي وعمتي يخرجون من الغرفة.. استعداداً لاستقبال الضيف الجديد، لم يشعروا بوجودي، لم يلتفتوا لفضولي ونظراتي التي تحمل ألف سؤال واستفسار عما يحدث، ولماذا لا أشاركهم الفرحة؟

فجأة تقدم أبي نحوي، وبصوت حنون بعث الراحة بقلبي - وكنت أفتقدها- وقال في عجلة: سنذهب للمستشفى وحين نعود ستكون معنا هدية جميلة لك، أخت صديقة ستحبينها ،ستشاركك غرفتك ونراعيها معا، ستطعمينها بيدك وتعلمينها حروف الكتابة، وتقرئين لها القصص، سوف ترافقينها للحضانة، أنت أمها الثانية.. الصغيرة، ومعلمتها بالبيت.. انتظرينا

 أراح أبي بكلماته شعور بالغيرة كبير كان يسكن قلبي- رغم إنني سمعت هذه الكلمات من أمي من قبل-  وحين دخلت غرفتي،  نظرت إلى سرير أختي الصغيرة،  فأعدت ترتيبه من جديد، وداخل دولابها الملون الصغير نظمت ملابسها وحفاضاتها وحتى لعبها الصغيرة المطاطية.

وفي لحظة من الخيال وقفت أمام المرآة وأنا أضع على صدري أحد فساتينها الصغيرة، فشعرت بفرق العمر الكبير، وخرجت مسرعة إلى عمتي وطلبت جوالها؛ لأخبر صديقاتي بقدوم الضيف الجديد، ولأهنئ أمي بالمولودة -أختي- وأخبرها: أنا أنتظرها معكم يا أمي