صورة للتوضيح فقط - تصوير: iStock-Moyo-Studio
نظراً لأن الكثيرين يفكّرون في الأمر على أنه خطوة مصيرية، ستحدّد مستقبلهم إلى الأبد.. يقول الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي: لا تقلق؛ فالتخصص الذي ستختاره لا يعني بالضرورة أنه سيقودك إلى وظيفة واحدة فقط مدى الحياة، إلا أنّك برغم ذلك ستقضي وقتاً طويلاً في دراسته؛ لذا عليك أن تتعلّم كيفية اختيار التخصص المناسب لك، قبل أن تلتزم فيه لعدّة سنوات. فالتخصص الجامعي، يتضمّن بالإضافة إلى متطلبات جامعية عامّة، مجموعةً من المواد المتخصصة في مجال معيّن.
* كيفية اختيار التخصص الجامعي المناسب
- تحديد الأولويات
يوجد ثلاثة معايير أساسية يجب أن نحدد من خلال أيٍّ منها، سوف يتمّ اختيار التخصص الخاص بنا على أساسه؛ فبعض الطلاب تتبع تخصصات معينة بناءً على الراتب المحتمل والطلب على الوظيفة، يختار الطلاب الآخرون التخصصات التي يحبونها، أو يتمتعون بمهارات عالية فيها؛ لذا لا بدّ قبل اختيار التخصص، يجب التفكير في أيٍّ من هذه العوامل الثلاثة– الميزة الاقتصادية، ومستوى الاهتمام، والقدرة– هي الأهم والأكثر صلة بنا وبأهدافنا.
- تعرف على اهتماماتك وقيمك قبل اختيار التخصص:
تلعب قيم الشخص ومعتقداته دوراً مهمّاً في اختيار مساره الدراسي؛ فمثلاً إن كان أحدهم مؤمناً بضرورة الحفاظ على البيئة والثروة الحيوانية، سنجد أنّ توجهاته في اختيار تخصصه ستكون أقرب لما يؤمن به، كالهندسة الزراعية، أو الطاقة البديلة والمتجددة، وأبعد ما يكون عن تخصصات تخالف قِيمه كـ الهندسة الكيميائية أو الهندسة النووية المضرّة بالبيئة.
- حدد قدراتك ومهاراتك الشخصية:
يُقصد بالقدرات كلّ ما تستطيع فعله والقيام به، وتنقسم القدرات التي تؤثر في عملية اختيار التخصص الجامعي، إلى قسمين أساسيين:
• القدرات الشخصية، وهي المهارات التي تمتلكها في مجال معيّن؛ فمعرفة الجوانب الدراسية التي تبرع فيها سيساعدك بلا شكّ على اتخاذ القرار السليم عند اختيار التخصص الجامعي.
• القدرات الماديّة في ظلّ الظروف الراهنة وارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات المحلية والدولية، أصبحت القدرة الماديّة عاملاً حاسماً في اختيار التخصص الجامعي، والتي تطغى في كثير من الأحيان على كلّ العوامل السابقة.. قبل اختيار التخصص الجامعي، حاول التعرّف على تكاليف دراسته في بلادك أو في الخارج، وابحث عن إمكانية توفّر منح دراسية أو منح مالية تخفّف عنك تكاليفه، وتساعدك على دراسته.
- فرص العمل المستقبلية:
لابدّ دوماً من التفكير في فرص العمل المتاحة عند اختيار المسار الجامعي، في النهاية يسعى الجميع للحصول على درجة جامعية، تساعدهم على دخول سوق العمل والحصول على وظيفة مرموقة.
- مدى صعوبة التخصص الجامعي:
قد تبدو بعض التخصصات الجامعية أصعب من غيرها، وذلك بناءً على عدّة عوامل مثل: الواجبات الدراسية اليومية، كمية الاختبارات وتكرارها خلال الفصل الدراسي الواحد، العبء الدراسي المترتب على الطلاب أسبوعياً.. احرص إذن قبل اختيار التخصص الجامعي، على معرفة العبء الدراسي الذي سيترتّب عليك خلال الفصل الدراسي، وقرّر بعدها إن كنت تستطيع تحمُّله أم لا.
- توصيات المستشار الأكاديمي المختص:
تعدّ استشارة خبير أكاديمي مختصّ، واحدة من أهمّ خطوات اختيار التخصص الجامعي التي لا يجب عليك إهمالها، ذلك أنّ هؤلاء المختصّين قد سبق لهم إجراء مقابلات مع مئات الطلاب قبلك، وسيكون في وسعهم تقديم العديد من النصائح والإرشادات القيّمة.. في الواقع، قد يقترح عليك هذا الخبير تخصصاً مناسباً لم يكن يخطر لك سابقاً! عند التحدّث مع مستشار أكاديمي، تذكّر أنّ وقته ثمين ومحدود؛ لذا احرص على أن تستعدّ للجلسة، وأن تحضّر قائمة بأهمّ الأسئلة التي تودّ طرحها عليه.
- تحديد مجال المهارات
هنالك نسبة من الأفراد الذين يختارون تخصص دراساتهم بناءً على مواهبهم واهتماماتهم؛ فهم بذلك يحاولون الإجابة على استفسار: ما هو العمل الذي يحوز اهتمامي ويستحق كل مواهبي الخلاقة وإمكانياتي؛ فيجب أخذ هذا المعيار في الاهتمام عند البدء في التفكير في تحديد التخصص المناسب لنا قبل بدء الدراسة الجامعية.
- تحديد الميول الشخصية
لتحديد التخصص المناسب لكل شخص، المهم لنا أن نعلم الصلة الوثيقة بين هذا الأمر وشخصية المرء؛ فالجميع لديه شخصيته وميوله واهتماماته الفريدة؛ حيثُ إنّ شخصية الإنسان، من الأمور التي تحدد مدى نجاحه في التخصص الذي يختاره؛ فبعض الدراسات تتطلب صفات معينة يجب توافرها في المرء لإتقانها، كالصبر والتحمل والهدوء تحت الضغط، كما أنّ اختبارات ميول الشخصية التي يجريها الأشخاص، قد تساعدهم على اكتشاف ذواتهم أكثر، وعلى الوصول لأنفسهم بطريقة تمكنهم من فهم ميولهم، وتحديد نقاط القوة والضعف الكامنة بهم.