مدير محطة شرطة " نوف هجليل " الذي قال في حديث أدلى به في الأيام الأخيرة :" نلاحظ ازديادا في عدد حوادث اطلاق النار على خلفية محاولات لجباية أموال فيما يسمى " السوق السوداء ". التوجه لهذه السوق للحصول على قروض هو منزلق حاد، فالفوائد المالية فيه مرتفعة، وحينما لا يستطيع من حصل على القرض اعادته، يتضاعف المبلغ والأمر يجر معه طريقة جباية عنيفة ".
من ناحية أخرى، ووسط تحضيرات العودة الى المدارس تطرح العديد من الأسئلة عن تأثير مشاهد العنف وسماع اخبار القتل على نفسية طلابنا الذين يجب أن تتوفر لهم كل سبل الرعاية النفسية والتربوية، لمواجهة تحديات المشوار التعليمي ... للحديث عن مجمل هذه القضايا استضافت قناة هلا المحامي رضا جابر مدير مركز أمان- المركز العربي للمجتمع الآمن .
" التعامل مع هذا الموضوع يجب أن يأخذ منحى جديا أكبر "
وقال المحامي رضا جابر في حديثه لقناة هلا :" السوق السوداء سبب أساسي من أسباب جرائم القتل في المجتمع العربي ، ولكن الدولة تتحدث عن السوق السوداء فقط أما نحن في مركز أمان فنتحدث عن اقتصاد جريمة داخل مجتمعنا ، حيث أن هناك مصالح عادية تستغلها عناصر الاجرام وتتداخل داخل الاقتصاد في البلدات العربية ، ولهذا فان التعامل مع هذا الموضوع يجب أن يأخذ منحى جديا أكبر . ويجب ألا يكون التعامل مع الجريمة في هذا الموضوع جزئيا " .
واضاف :" لا يكفي المشاريع المكتوبة من قبل الدولة للمجتمع العربي وانما المهم هو ترجمة المشاريع على أرض الواقع ، بالاضافة الى أنه لا يجب أن نستبعد أنفسنا من المسؤولية ، فاذا كانت هناك خطة حكومية لصالح المجتمع العربي لا يجب أن ندع الدولة تقوم بتنفيذها دون اية مراقبة منا ، مراقبة سياسية من قبل أعضاء الكنيست وهناك محاولات ، ومراقبة من المجتمع المدني وهناك أيضا محاولات ، وكل بقيت المحاولات لا ترتقي الى المستوى الذي نحن بحاجة له في ظل الأزمة الجدية التي نعاني منها ".
" لا نريد أن تفتح البنوك القروض للمجتمع العربي ويغرق مجتمعنا في أزمة جديدة "
وحول سبب لجوء المواطنين العرب الى السوق السوداء ، أوضح المحامي رضا جابر لقناة هلا :" بداية نحن لا نريد أن تفتح البنوك القروض للمجتمع العربي ويغرق مجتمعنا في أزمة جديدة ، نحن نريد ترشيد التعامل الاقتصادي داخل مجتمعنا بما يخدم المجتمع ، ولذلك نريد أن يفتح الجهاز البنكي وأن يتعامل مع المجتمع العربي بشكل جدي ، فهو لا يتعامل معنا فنحن مشكوك بأمرنا في هذا الجهاز ، لذلك فان المصالح لا تأخذ القروض المطلوبة والناس العاديين عندما يريد أحدهم بناء بيت فهناك عقبات " .
" يُفرض على مجتمعنا نمط استهلاك ونمط حياة لا يتلاءم مع مجتمعنا ولا مع ظروفه الاقتصادية والاجتماعية "
وعن مسؤولية الأهالي تجاه هذا الموضوع، قال المحامي رضا جابر :" مسؤولية الأهل والمجتمع يجب أن تكون حاضرة دوما ، ولكن المشكلة أنه يُفرض على مجتمعنا نمط استهلاك ونمط حياة لا يتلاءم مع مجتمعنا ولا مع ظروفه الاقتصادية والاجتماعية ، لذلك فان الموضوع أعمق من أن تقول الأم لابنها لا تشتري سيارة حديثة .. يجب أن تتجه مجمل مرافق حياتنا باتجاه ترشيد التعامل الاقتصادي داخل مجتمعنا وأن يكون مجتمعنا منتجا أكثر من كونه استهلاكيا . أيضا المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية هو مجتمع مستهلك ، فحتى المصالح في هذه المجتمع لا تنتج منتجات ، لا تبيع لا تصدر ولا يوجد فيها الاكتفاء الذاتي الذي كان موجودا في سنوات السبعين والثمانين " .
لمشاهدة المقابلة كاملة اضغطوا على الفيديو أعلاه ..