logo

الكشف عن شهادات المتهمين بارتكاب مجزرة كفر قاسم

من عماد غضبان مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
29-07-2022 09:39:58 اخر تحديث: 18-10-2022 08:21:21

افاد مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما ، بأنه وفقا لقرار محكمة الاستئناف العسكرية ، سُمح اليوم الجمعة بنشر " بروتوكولات ومعروضات " من محاكمة كفر قاسم .

وأضاف مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما ، بان أرشيف الجيش الاسرائيلي في وزارة الأمن ، نشر وثائق من المحاكمة التي أجريت (جزئيا ) خلف أبواب مغلقة ، في أواخر الخمسينيات (1956-1958) ، أمام المحكمة العسكرية.
وأوضحت وزارة الامن انه " سمح بالنشر بقرار من محكمة الاستئناف العسكرية ، بعد الأخذ بالاراء المهنية للسلطات الأمنية والسياسية ، والتي تم رفعها من خلال النيابة العسكرية في نهاية عام 2021 ".
وكما ذكر آنفا ، تم السماح بنشر البروتوكولات المتعلقة بمجزرة كفر قاسم التي وقعت سنة 1956 ووقع خلالها 49 شهيدا وتم الكشف ونشر شهادات المتهمين بارتكاب المجزرة .

 " قائد فرقة شرطة حرس الحدود التي عملت في كفر قاسم قال خلال شهادته بأنّه "سمع اطلاق نار من كل اتجاه " وأنه هو بنفسه قتل عددا من الاشخاص " 
وبحسب البروتوكولات التي سمح بنشرها اليوم ، واطلع عليها مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما ، فان " قائد فرقة شرطة حرس الحدود التي عملت في كفر قاسم قال خلال شهادته بأنّه "سمع اطلاق نار من كل اتجاه " وأنه هو بنفسه قتل عددا من الأشخاص الذين حاولوا الهروب وادعى بان احد الجنود الذي أطلق النار على 30   ضحية كان 'عصبي المزاج ' " .
 وأضاف : " صرخت عليه بانه لم يكن هناك أي حاجة لقتلهم  "  .
وتكشف الوثائق التي أدت الى صدور مصطلح جديد " أمر غير قانوني بشكل صارخ "  بان أفراد شرطة حرس الحدود أطلقوا النار وقتلوا 49 شخصا من سكان كفر قاسم  .  

ووقعت مجزرة كفر قاسم في عام 1956 ، وفي ذلك اليوم ، بحسب البروتوكولات المنشورة ، أمر قائد لواء المركز  بأن يتم الإعلان عن منع تجوّل في جميع البلدات العربية في منطقة المثلث تحسبا لوقوع حرب مع الأردن ، وقرر قائد الوحدة اللوائية يومها ، يسسخار شدمي ، بان يبدأ منع التجول في الساعة الخامسة مساء بدل التاسعة مساء كما كان متفقا عليه .
 وتم ابلاغ القادة في البلدات العربية قبل موعد دخول منع التجول بنصف ساعة فقط ، وعندما عاد العاملون الى بلدة كفر قاسم من عملهم لم يكونوا على علم بحظر  التجول ، وتم اطلاق النار عليهم مما أدى الى استشهاد 49 منهم . 

 " الإجابة واضحة وصريحة : بدون أي مشاعر ، أفضل  أن يكون بعض القتلى ، هكذا يكون هدوء في المنطقة  "
وقال الضابط جفريئيل دهان والذي كان قائد الكتيبة التي عملت في كفر قاسم في شهادته : " أنه تلقى أمرا بفرض منع التجول من الساعة الخامسة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي ، وأضاف بان الأمر الذي تلقاه هو " اعلام مختار القرية بان كل من يُشاهَد خارج بيته في هذه الساعات سيقتل " ، وأشار الضبط بان أحد الضباط سأل القائد ميلنكي حول الأشخاص الذين سيعودون الى قراهم بعد ساعات منع التجول ، فكانت الإجابة واضحة وصريحة : " بدون أي مشاعر ، أفضل  أن يكون بعض القتلى ، هكذا يكون هدوء في المنطقة  " واكد بان " لا يكون قتل بل التسبب بالوفاة " .  
 وتابع دهان بأنه قام بتقسيم جنوده لعدة أقسام وتم توزيعهم على عدة مناطق في كفر قاسم  ، وقال بانه قام بشرح خطة العمل في الساعة الثالثة وأنه لم يُسأل من قبل الجنود أي سؤال حول العملية وأضاف بانه سمع احد الاشخاص العرب يعلن عن منع التجول بصوته في الساعة الرابعة والربع " .
وتابع :" بأنه توجه لمجموعة أفراد شرطة حرس الحدود كانت في الجهة الغربية من قرية كفر قاسم وأمرهم بأن يسمحوا لجميع الاشخاص الذين يعودون الى القرية بالدخول دون المس بهم "  ، وقال بانه "عاد الى القرية، وفي الساعة الخامسة والربع" - أضاف دهان " رأيت أشخاصا على الشارع فقمت باطلاق النار في الهواء بهدف تخويفهم وأمرتهم بالعربية ان يدخلوا الى البيوت ،  وسمعت اطلاق نار في الجهة الشمالية للقرية وتوجهت الى المكان وعلمت ان الجنود رأوا ثلاثة أشخاص في الخارج واطلقوا النار عليهم ، قتلوا واحدا والآخرين هربا " . 
وتابع : " اطلاق النار لم يتوقف ، سمعت أصوات اطلاق نار من عدة جهات " - بحسب البروتوكولات والوثائق التي سمح بنشرها اليوم .

" توجهت نحو الجهة الغربية وهناك رأيت عددا من القتلى لا اتذكر بالضبط كم كان العدد ، فقد كانت ظلمة " 
وتابع قائلا  : " بعد أن سمعت اطلاق نار ، توجهت نحو الجهة الغربية وهناك رأيت عددا من القتلى ، لا اتذكر بالضبط كم كان العدد ، فقد كانت ظلمة ، في نفس الوقت وصلت مجموعة من الأشخاص بينهم رجال ونساء وأطفال ، أمرت النساء والأطفال بان يذهبوا الى البيوت  بمرافقة الجنود وبقي معنا ثلاثة رجال وأردت أن أستفسر منهم من اين هم عائدون فبدأوا يصرخون باتجاهنا " لماذا تعتقلونا؟ " واستداروا محاولين الهروب فأمرت الجنود باطلاق النار عليهم ، وأنا أيضا اطلقت النار - وقتلنا الثلاثة " .
 وقال دهان أنه " عاد الى الجهة الغربية عندما وصلت شاحنة وبها 20 حتى 30 شخصا من الوسط العربي ، أمرتهم أن يجلسوا  في عربة الشاحنة أعلمتهم عن فرض منع التجول ونقلتهم الى المدرسة وطلبت منهم البقاء هناك حتى الصباح " .

رئيس الدولة في كفرقاسم - خلال احياء ذكرى شهداء المجزرة يقول بالعربية : ' أطلب العفو '
من ناحية أخرى كان رئيس الدولة هرتسوغ قد زار كفر قاسم أواخر شهر أكتوبر 2021 للمشاركة بحفل مغلق احياء للذكرى الـ 65 لشهداء مجزرة كفرقاسم  .
وقال رئيس الدولة في كلمته أمام الحضور باللغة العربية :" اطب العفو ". كما قال هرتسوغ بالعبرية " أنه يتحدث باسمه وباسم دولة اسرائيل ".

" أنحني امام ذكرى الضحايا وأمام أبناء كفرقاسم "
وقال هرتسوغ في كلمته :" القتل والمسّ بالابرياء هو عمل ممنوع. هذا يجب أن يبقى فوق أي خلاف سياسي. أنا أنحني أمام ذكرى القتلى الـ 49، أنحني امامكم، أبناء عائلاتهم، وأمام كفرقاسم باجيالها، وأطلب العفو باسمي وباسم دولة اسرائيل ".
وتابع هرتسوغ :" هذه فرصة لنا – كجمهور – ان نقول لا للاراء المسبقة. هذه فرصتنا كمجتمع انساني أن نعزز المشترك بيننا كمواطنين وجيران. ليس هذا قدرا، هذه شراكة مصير. هذه فرصتنا لان نقتلع من الجذر التمييز والكراهية ".
ومضى رئيس الدولة يقول :" في هذا اليوم، وبعد مرور 65 سنة من الفاجعة، نصلي ونأمل ان ترافقنا ذكرى الضحايا على انها درس وبوصلة، وان ننمي من عمق الألم، مستقلا مشتركا يلفه الأمل ".

الجبهة تطالب الحكومة بالاعتراف بمجزرة كفر قاسم
وفي تعقيبه على نشر البروتوكولات ، قال رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة: "البروتوكولات أكدت ما قلناه طيلة السنين. على الدولة والحكومة الاعتراف بالغبن التاريخي وبارتكاب مجزرة كفر قاسم من خلال ذلك تحمل مسؤولية كاملة على حصول المجزرة. هذا حق أساسي وجماعي من الدرجة الأولى لشعبنا ونعتبره جزءا من إعادة الحق لأبناء شعبنا كافة".

وفي تعقيبها قالت النائبة عايدة توما-سليمان:" مجزرة كفرقاسم مثال صارخ وفاضح لكل مخططات الاقتلاع، القتل والتهجير التي مورست بحق شعبنا الفلسطيني، وتوثيق الحقائق بعد المجزرة مباشرة على يد القائدين توفيق طوبي وماير فلنر فضحت مرتكبي المجزرة".
وأضافت توما-سليمان:" الآن واضح أكثر من أي وقت مضى أن المجزرة وقعت بتخطيط استراتيجي وعسكري وبعلم قادة الجيش في ذات الوقت، سنستمر في النضال من اجل الاعتراف رسميا بالمجزرة والزام وزارة المعارف بتعليم حقائق ودروس المجزرة ضمن المنهاج التعليمي".

وعقب النائب عوفر كسيف قائلا: "بروتوكولات ومستندات محاكمة مجزرة كفر قاسم التي تم الكشف عنها اليوم تثبت أن الاغتيالات حينها كانت مع سبق الإصرار، كما قلنا دومًا. كانت محاولة لاستغلال اندلاع العدوان الثلاثي (إسرائيل، فرنسا، بريطانيا) لتنفيذ ترانسفير آخر للفلسطينيين " .

صور من أرشيف الجيش الاسرائيلي في وزارة الأمن