صورة وصلتنا من جمعية بمكوم
حضري لائق، بإطلاق كتيّب معلومات وحقوق بشأن تسوية الأراضي في القدس الشرقية. هذه الوثيقة التي تنشر باللغة العربية أيضا، توفر معلومات أساسية حول إجراء تسوية الأراضي، ومغازيه ونتائجه. هذا، وقد تم تحرير كتيّب الحقوق في ظل الإجراءات التي تدفع بها الحكومة الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة من أجل تسوية الأراضي في القدس الشرقية، وهو إجراء يهدّد الفلسطينيين القاطنين في المدينة.
تعد تسوية الأراضي إجراء لاستيضاح الحقوق في قطعة أرض معينة، إلى جانب قياسها وترسيم حدودها بصورة دقيقة، وتسجيلها في سجل الحقوق (الطابو). وقد شرعت وزارة العدل الإسرائيلية خلال السنوات الماضية، في إطار القرار الحكومي الإسرائيلي، بالدفع قدما باتجاه تسجيل عدد من أحواض الأراضي في القدس الشرقية. ورغم أن الترويج للتسوية في إطار القرار الحكومي يتمّ، كما ادّعي، من أجل "خلق مستقبل أفضل لسكان القدس الشرقية"، إلا أن طريقة تطبيق التسوية والترويج لها، خصوصا في الأراضي التي توجد ادعاءات إسرائيلية بملكيتها ليهود، تثير المخاوف من أن التسوية تهدف إلى الدفع قدما باتجاه بناء مستوطنات جديدة، أو بناء مشاريع خاصة بالدولة في القدس الشرقية.
هكذا، أصدرت وزارة العدل مؤخرا إعلانا عن بدء تسوية أراضٍ واسعة في حي الثوري (أبو طور) الفلسطيني، وفي المنطقة الواقعة جنوبي المسجد الأقصى. وفي وقت مبكر تم الترويج لإجراء تسوية أراضٍ في التلة الفرنسية، في المنطقة التي يُخطط فيها لإقامة مستوطنة جديدة باسم "جفعات هشكيد"، وفي المنطقة المخصصة لتوسيع مستوطنة رموت، القائمة أصلا (باتجاه الغرب). إلى جانب ذلك، تمت إجراءات تسوية الأراضي في حي أم هارون في الشيخ جراح، حيث تقطن نحو 45 عائلة فلسطينية في نحو 40 مبنى، حيث استكملت إجراءات تسوية الأراضي من دون علم السكان، وتم تسجيل الحقوق في الطابو على أسماء يهود كانوا يملكون الأراضي قبل سنة 1948. وقد تم أيضا الترويج لتسويات أراضي إضافية في مستوطنة جبل أبو غنيم (هار حوماة) بجانب صور باهر، وفي منطقة قريبة من حي رمات شلومو اليهودي المتدين، وبجانب مطار عطروت، حيث يتم التخطيط لإقامة مستوطنة أخرى جديدة.
يتضمّن كتيّب الحقوق الذي يتم توزيعه في هذه الأيام، تعريفا بالمفاهيم الأساسية في مجال تسوية الأراضي، وتوصيف لمراحل هذه التسوية، وأسئلة وإجابات حول المزايا، والعيوب، والفرص، والمخاطر الكامنة في الإجراء، إلى جانب معلومات تتعلق بمعنى التسوية ونتائجها على جوانب مختلفة من التخطيط والسكن في القدس الشرقية. وإلى جانب ذلك، تعرض جمعية بمكوم خريطة تفاعلية على الموقع الإلكتروني الخاص بها، يحتوي على صورة محدّثة لإجراءات تسوية الأراضي التي تحصل في أية لحظة في القدس الشرقية. يتم تحديث هذه الخريطة مرة في كل شهر، وهي لا تشكل بديلا عن الاستيضاح الرسمي من السلطات.
هذا، وقد صرّحت المهندسة سري كرونيش، من جمعية بمكوم، قائلة: "كلّما مر الوقت، نرى أن تسوية الأراضي يتم استغلالها من أجل مصالح الدولة والمشروع الاستيطاني، لا من أجل مصلحة سكان القدس الشرقية. إن تسوية الأرض هي نشاط هام من أجل إطلاق التطوير الحضري، لكن طالما تمّت في الظلام، وفي غير مصلحة السكان، فإنّه من الأفضل وقفها".