صورة للتوضيح فقط -تصوير: LightFieldStudios - istock
باضت الحمامة وفقس البيض وأصبح لديهم خمسة فراخ صغيرة.
وذات يوم كان هناك ثعلب جائع أخذ يبحث عن أي طعام فلم يجد، وبينما هو يبحث نظر للأعلى ووجد الحمامتان مع فراخهم الصغيرة. ففكر كيف له أن يصل إليهم، ولكن جاءت له فكرة خبيثة جدًا.
ذهب الثعلب أسفل الشجرة التي عليها الحمام، ثم أخذ يناديهم بصوت عالي. سمعه الحمام ونظر إليه وسأل: “ماذا تريد أيها الثعلب؟”. فقال لهم الثعلب: “أتمنى أن تكونوا سعداء معنا أيها الحمام. أنا جائع جدًا! ما رأيكم أن تلقوا إليا فرخ من أبنائكم أكله وأترككم وأذهب!؟”.
فرد ذكر الحمام: “ماذا تقول أيها الثعلب الأحمق !؟ ألقي أيك أبني!؟”.فقال الثعلب: “نعم ستفعل! ألقي إليا أحد الفراخ لأذهب وأترككم تعيشون، وإلا صعدت إليك وأكلتك أنت وزوجتك وأبنائك”.
نظر ذكر الحمام إلى زوجته وقال لها: ” يأكل واحد ويمضي في سبيله، بدلًا من أن يأكلنا جميعًا”. ثم ألقوا إليه أحد الفراخ وقالوا له: “خذ ولا تعود أيها الثعلب اللعين!”.
وفي اليوم التالي، أخذ يبحث الثعلب عن طعام فلم يجد فقال لنفسه: “لما لا أذهب إلى الحمامتين الغبيتين، وأجعلهم يلقون إليا أحد الفراخ كما فعلوا بالأمس!؟”. وبالفعل ذهب الثعلب إلى الشجرة التي عليها الحمامتين ونادى عليهم.
نظر إليه ذكر الحمام وقال: “لا! أنت ثانية أيها الثعلب المجرم! ماذا تريد؟”. فقال الثعلب: “أنا جائع جدًا ألقي إليا أحد الفراخ لأكله وأمضي في طريقي ويعيش الباقي في سلام، وإلا صعدت إليكم وأكلتكم أنت وزوجتك وكل الفراخ”.
وبكل ألم وحسرة ألقى إليه ذكر الحمام الفرخ الثاني من أبنائه وقال له: “هذا هو الفرخ الثاني! يكفي هذا! أرجوك لا ترجع إلينا مرة أخرى!”. أخذ الثعلب الفرخ ومضى في طريقة وكان يضحك ويقول بصوت خافت: “لا أعود! كيف لا أعود ومازال هناك الكثير من اللحم الطازج؟ هاهاهاها”.
وفي اليوم الثالث، لم يتعب الثعلب نفسه بالبحث عن الطعام، وذهب مباشرًة إلى أسفل الشجرة التي يعيش عليها الحمام. وفعل معهم مثل المرتين السابقتين، وألقي إليه الحمام الفرخ الصغير مثل كل مرة.
وبينما الحمامتان تتشاوران ماذا يفعلان مع هذا الثعلب الخبيث، أيتركان الغابة ويبحثان عن مكان أخر؟ أم ماذا يفعلان. جاء في هذه اللحظة ووقف على الشجرة هدهد جميل، وبينما هو ينظر حوله لاحظ أن الحمامتين حزينتان جدًا فسألهم: “لما كل هذا الحزن؟”.
حكى له ذكر الحمام قصة الثعلب وكيف أنهم يلقون إليه أبنائهم بأيدهم وعن حجم الألم والمعاناة التي يعيشونها. فأستنكر الهدهد هذا الفعل وسأل: “ولما تلقون إليه أبنائكم!؟”.
فقال ذكر الحمام: “يأكل أحد الفراخ وينجو الباقي، أفضل من أن يأكل الجميع”. فضحك الهدهد وقال: “يا لكم من حمام طيب، الثعلب لا يستطيع تسلق الأشجار ولو كان يستطيع لما أنتظر وصعد إليكم وأكلكم. في المرة القادمة عندما يأتي الثعلب لا تلقي إليه شيئًا، وإذا ههدكم أنه سيصعد إليكم قل أنه أن يصعد”.
فقال ذكر الحمام: “وماذا نفعل إن أستطاع الصعود؟”. فقال الهدهد: “ثقي بي يا صديقي! لو كان يستطيع لما أنتظر”. ثم أنصرف الهدهد ومضى في طريقة.
وبالفعل أتي الثعلب وفعل مثل كل مرة، لكن ذكر الحمام لم يلقي له شيئًا هذه المرة وقال له: “هاهاها! أصعد إن أستطعت أنا أنتظرك”. غضب الثعلب وقال: “أنا لا أمزح معك! ألقي إليا أحد الفراخ وإلا صعدت إليكم وأكلتكم جميعًا”.
فرد ذكر الحمام: “وأنا أقول لك أصعد أو أذهب بعيدًا لن ألقي لك شيئًا”. حاول الثعلب صعود الشجرة فلم يستطيع، ثم نظر إلى الحمام وقال له: “ماذا حدث! ومن أين لك بهذه الجرأة والثقة! من قواك عليا؟”. فرد ذكر الحمام: “لن أجيبك عن شيء أغرب عن وجهي ولا تعود إلينا ثانية! فلن نعطيك شيئًا”.غضب الثعلب جدًا ومشى وهو يقول: “اه لو أعلم من الذي نصح هذه الحمامة الغبية! ومنع عني طعامي السهل الشهي!؟”.