المحامي وليد ابوتايه - صورة شخصية
كما يقال خارج الصندوق ، في هذا المقال نعرض اقتباسا لراي الصحفي الاسرائيلي " افي جيل " الذي نشر في صحيفة يديعوت احرونوت في ربيع العام الماضي . " بناء على الدرس الذي تعلموه من نجاح حزب الموحده في انتخابات الكنيست ، قد يشارك مئات الآلاف من عرب المدن في الانتخابات المحلية في عام 2023 . في حين أن موعد الانتخابات العامة المقبلة غير واضح ، فقد تم بالفعل تحديد موعد الانتخابات البلدية - 31 أكتوبر 2023 - قوة الصوت العربي ستتضاعف وسيزيد تأثيره بشكل كبير على حياتنا . قد تنضج الاتجاهات السائدة في كل من إسرائيل ولدى الفلسطينيين رغبة عند عرب القدس في التحرر من حواجز الماضي وممارسة حقهم القانوني في المشاركة في انتخابات رئاسة البلدية والمجالس ، سيمنح هذا السيناريو ، لأول مرة منذ توحيد المدينة عام 1967 ، تعبيرا سياسيا هائلا لجمهور يبلغ تعداده 350 ألف شخص .
وبحسب المعطيات المتوافرة ، فإن احتمال انتخاب رئيس بلدية عربي لعاصمة إسرائيل لا أساس له من الصحة ، خاصة إذا كان المعسكر اليهودي منقسما ولكن حتى لو لم يتحقق هذا السيناريو ، فإن مجلس المدينة سيعكس للمرة الأولى الواقع الثنائي القومي في المدينة. يمكن لأعضاء المجلس العربي الانضمام إلى الائتلاف ، وفي أي حال سيكونون قادرين على التأثير على سلوك وهوية القدس ، في اليوم التالي لهذه الانتخابات ، ستصحو إسرائيل على حقبة جديدة ، والواقع الثنائي القومي بين البحر والنهر والمكبوت من الاحتقان سوف ينفجر في القدس بكامله .
يتم دفع هذا السيناريو من خلال الاتجاهات التي تغذي بعضها البعض ، يريد المواطنون العرب في إسرائيل الاندماج في المجتمع والتأثير في مساره ، هناك اعتراف متزايد بينهم بأن السياسة البراغماتية هي الطريقة الأكثر فعالية لتعزيز المصالح الاثيرة على قلوبهم . إنهم يفحصون ناخبيهم حسب درجة نجاحهم في النهوض بالشؤون العامة وليس بالضرورة حسب شدة الخطاب القومي في أفواههم .
إن إهمال صيغة الدولتين سيخفف الحواجز التي أوقفت مشاركة عرب القدس في الانتخابات البلدية ، وسيؤدي نجاحهم إلى تقوية مؤيدي الدولة الواحدة ، الذين تلقوا دفعة من تيار الاندماج للمواطنين العرب في إسرائيل .
إن تأثير هذه الظاهرة التي تقوض الاتفاقيات لن يقتصر على أعتاب الخط الأخضر ، بل ينظر الفلسطينيون الذين يعيشون في الأراضي المحتلة إلى إخوانهم في إسرائيل ويتعلمون فصلاً جديدا حول كيفية تحقيق ذلك من خلال المشاركة في اللعبة السياسية ، دون إراقة دماء ، ودون مواجهة خصم يتمتع بأولوية عسكرية مطلقة . أظهر استطلاع أُجري في أوائل عام 2018 بمبادرة من الجامعة العبرية أن ما يقرب من 60٪ من سكان القدس الشرقية يؤيدون المشاركة في الانتخابات البلدية مقابل 13 ٪ معارضين حتى الآن ، القيادة الفلسطينية قمعت هذا التطلع ، واعتبرته بمثابة إضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي ، لكن هذا المنطق الوطني على وشك التآكل مع تلاشي الاحتمال العملي لتقسيم الأرض وزيادة دعم الجمهور الفلسطيني لحل الدولة الواحدة . القيادة الفلسطينية المترهلة تجد صعوبة في التخلي عن حلم الدولة المستقلة ، لكن أيامها السياسية ليست دائمة ، كلما تعمقت قبضة إسرائيل على المناطق ، كلما بدا قلع المستوطنين مستحيلاً ، وكلما عارضت الأغلبية اليمينية في الكنيست تقسيم البلاد ، كلما أصبحت رؤية الدولةالمستقلة وهما في نظرالشباب . في لقائي الأخير مع صائب عريقات قبل وفاته ، تناول الموضوع بصراحة : “ أبو مازن وأنا غير قادرين على التخلي عن حلم الدولة المستقلة . لقد كرسنا لها حياتنا كلها ، لكن جيل الشباب مختلف عنا. كثير منهم يرون فينا كائنات وهمية “ وهناك فرصة لتحقيق ذلك. في نظرهم ، من الأفضل أن يكون لديهم حل في دولة واحدة يتمتعون فيها بحقوق ديمقراطية متساوية “ .
وسينتهي إهمال صيغة الدولتين بتخفيف الحواجز الوطنية التي أوقفت مشاركة عرب القدس في الانتخابات البلدية ، إن النجاح الفلسطيني في القدس سيعزز مؤيدي حل الدولة الواحدة ، وسيتلقى هؤلاء دفعة من الاتجاه المتزايد للاندماج بين المواطنين العرب في إسرائيل . عندما يحصل سكان المناطق المحتلة على حقوق سياسية ويشاركون في انتخابات الكنيست ، ستنتهي الهوية اليهودية لإسرائيل . ليست هناك حاجة لأغلبية عربية ، يكفي أن 40 في المائة من المواطنين ليسوا يهودا لأن رموز مثل النشيد الوطني والعلم والأعياد القومية ستعزز مكانتهم . ستصبح إسرائيل دولة ثنائية القومية ، ومثل بعض جيرانها ، ستكون مشبعة بالعنف والصراعات العرقية والدينية الحادة . ومن المفارقات أن العملية التي ستؤدي إلى فقدان الطابع اليهودي لإسرائيل ستكتسب زخماً كبيراً على وجه التحديد في عاصمة الشعب اليهودي .
وننهي بهذه الكلمة المريرة " ويستمر الجدال والنقاش حول هذه القضايا الحساسه بين الفلسطينيين بلا طائل ، فهم ، ما ان يخرجوا من دوامه حتى يقعوا في دوامه جديده بسبب افتقادهم للقيادات المجربه والحكيمه " .